بالإقالة والطرد.. هكذا يعاقب عباس معارضيه ويرسخ دكتاتوريته
رام الله – الشاهد| جاء قرار رئيس السلطة محمود عباس بإقالة رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدورة فارس من منصبه لكي يبرهن على دكتاتورية متسلطة لا تريد سماع أي صوت عقلاني معارض.
وتمثل إقالة فارس نموذجاً حياً على طريقة ادارة عباس للشأن الفلسطيني سياسياً وحتى في بعض القضايا الهامشية، حيث يضع عباس سيف الإقصاء على رقبة أي صوت لا يمارس التسحيج والتطبيل لعباس.
وبالإضافة إلى قدورة فارس، فقد عانى ناصر القدوة ابن شقيقة الرئيس الراحل ياسر عرفات من ذات المعضلة، حيث أقاله عباس بسبب مواقفه المعارضة وترشحه للانتخابات التي تم إلغاءها في أبريل من العام 2021.
كما ذاق عضو اللجنة المركزية لحركة فتح توفيق الطيراوي طعم الإقالة والطرد، حينما أنهى عباس مهام الطيراوي كرئيس لمجلس أمناء لجامعة الاستقلال الأمنية بسبب مواقفه المعارضة.
وليس بعيدا عنه، أقال محمود عباس الشاعر والكاتب ايهاب بسيسو من منصبه كوزير للثقافة في العام 2021، وذلك على خلفية انتقاد الاخير لجريمة اغتيال الشهيد نزار بنات على يد أجهزة أمن السلطة.
أما ياسر عبد ربه الذي شغل سابقاً منصب أمين سر منظمة التحرير، فتعرض هو الآخر للإقالة مرتين خلال عدة شهور في العام 2015، أولها من منصبه كأمين سر المنظمة وثانيها من منصبه كرئيس لمجلس أمناء مؤسسة محمود درويش، وكل ذلك بسبب معارضته لعباس.
كما أقدم محمود عباس على إقالة أمين سر حركة فتح في جنين عطا أبو ارميلة منتصف العام 2023، بسبب عدم تنفيذه لأوامر السلطة الحرفية، وتطبيق أجندة الأجهزة الأمنية ضد المدينة والمخيم.
وعلى الرغم من كل الخدمات الأمنية التي قدمها أكرم الرجوب، إلا أن عباس طرده من وظيفته كمحافظ لنابلس في العام 2016 وذلك على خلفية رفضه المشاركة باحتفال للطائفة السامرية بسبب حضور ممثلين للمستوطنات المحيطة بنابلس.
وفي العام 2014، تلقى مدير الأخبار في تلفزيون فلسطين الرسمي أحمد زكي العريدي قرار إقالته بعد استضافته للصحفي المصري المثير للجدل توفيق عكاشة، والذي هاجم عباس في بعض برامجه.
وجاءت بعض قرارات الإقالة والفصل بشكل جماعي، مثلما فعل عباس بمجموعة من أبرز قيادات فتح ممن قرروا الدخول في انتخابات العام 2006 كمستقلين، وهم: برهان جرار (جنين)، احمد الديك (سلفيت)، فايز زيدان (نابلس)، سليم الزريعي (دير البلح)، ناهض الريس (غزة)، وفخري شقورة (غزة).
ويبدو أن عباس يحاول بهذه السياسة الدفع بحركة فتح نحو مزيد من الخلافات الداخلية، حيث تلاقي هذه القرارات معارضة كبيرة، قد لا تبدو واضحة حالياً، لكنها بالتأكيد ستنفجر في وجه عباس يوماً ما، ولعله قريب.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=83826