حسين الشيخ في عيون الفلسطينيين.. فاسد هبط بالبارسوت الإسرائيلي الأمريكي
رام الله – الشاهد| جاءت ردود أفعال المواطنين والمتابعين على تعيين حسين الشيخ نائباً لمحمود عباس في رئاسة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير لكي تشير إلى عمق الكراهية والنبذ الذي يكنه الشعب الفلسطيني للشيخ.
فهذا الشخص الذي جمع بين الفساد المالي عبر بيعه للتصاريح، وخيانته الوطنية عبر تعامله المباشر مع دوائر أمنية إسرائيلية، وتآمره لاغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات، كل ذلك رسم الصورة القاتمة له في وجدان وعقل الشارع الفلسطيني.
ولم تكد تمضي أقل من ساعة على إعلان تعيينه في المنصب، سارع الشيخ لتغيير توصيفه على حسابه على منصة اكس، فكتب منصبه الجديد كتوصيف له، لكنه قام بإغلاق التعليقات عليه، لكيلا يواجه سئل التعليقات السلبية تجاهه.
لكن وعبر المنصات الأخرى، جاءت تعليقات النشطاء والمواطنون تتراوح بين السخرية من انهيار قيم حركة فتح التي سمحت لمثل هذا الشخص بالوصول لمنصب حساس كهذا، وبين الإشارة إلى أن الشيخ هو اختيار تم فرضه من الاحتلال والامريكان على الشعب الفلسطيني.
وسخر الناشط ابو أحمد سمور، من تعيين الشيخ،وعلق قائلاً: “أنا هلقيت اتطمنت على البلد ؛ ولا كان لو مات الرئيس كان كيف بدنا ندبر حالنا ..كل الحب للزعلطي ((ابن الكلب)) على هيك قرار مقرف”.
أما الناشط حسين مشارقة، فأشار إلى أن الشيخ هو الرجل المفضل إسرائيليا وامريكيا، وعلق قائلاً: “الصحيح.. الصحيح ..
لازم نقول مبروCh .. ما ظل خوف من فراغ لو لا سمح الله الرئيس صار له إشي .. خصوصا امريكا وإسرائيل ترحبان بالخطوة التاريخية .. الحمد لله غيرنا بحط اللي فوقه واللي تحته عشان يرضيهما”.
أما الناشط هشام شرباتي، فسخر بطريقة السورية من تنصيب الشيخ، وعلق بالقول: ‘نازل علينا بالبراشوت، ومش لابش شورت. ومن لا يعجبه تيار الكهربا بضربه شورت”.
أما الصحفية ريم العمري، فأوضحت أن ما جرى لم يكن مفاجئا، وعلقت بقولها: “اعملوا حالكم متفاجئين ومصدومين وما كنتوا متوقعين وهيك”.
أما الناشط السياسي عامر حمدان، فنوه الى أن قرار تعيين الشيخ مطبوخ منذ فترة، وعلق بالقول: “هيك انا توقعاتي قبل شهرين طلعت بمحلها.. رسميا…اللجنة التنفيذية تنتخب حسين الشيخ نائباً للرئيس عباس، اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، تعقد اجتماعا يوم السبت القادم لاختيار أمين سر اللجنة التنفيذية من بين أعضائها خلفا لحسين الشيخ، وهيدا هو مبارك للشعب الفلسطيني للعريق اي الذي يعرق كثيرا”.
ووفق بيان صادر عن الاجتماع الهزلي للمجلس المركزي لمومياوات منظمة التحرير، فقد تم التصديق على تعيبن حسين الشيخ في المنصب، هو أمر ليس مستغرباً ، فمحمود عباس منذ أن دعا للاجتماع وهو يريد تعيين الشيخ نزولاً عند الرغبة الأمريكية الإسرائيلية.
فحسين الشيخ كان منذ ظهوره مثيراً للجدل ومصحوباً بعلامات استفهام كبيرة حول أدواره التي لعبها في ترسيخ التنسيق الأمني مع الاحتلال، فضلاً عن كراهيته من قبل غالبية مسؤولي السلطة الذي ينظرون إليه بعين الحسد على سرعة صعوده.
والشيخ بدأ حياته السياسية كموظف صغير في منظومة التنسيق الأمني التي كان يديرها قريبه الوزير جميل الطريفي، والذي مهم لحسين لكي يشق طريقه إلى قلب وعقل المنظومة الأمنية الإسرائيلية التي أحبته ورأت فيه رجلها المخلص.
وينتمي حسين الشيخ لعائلة الطريفي، وهي عائلة معروفة بعلاقاتها القديمة مع الاحتلال الإسرائيلي، فوالده الروحي جميل الطريفي، رجل أعمال ومسؤول سابق، لعب دورًا كبيرًا في تسهيل صعوده السياسي، من خلال شبكات النفوذ والتصاريح والامتيازات الاقتصادية.
هذا الصعود لم يكن وليد كفاءة أو إنجاز وطني، بل نتيجة تراكُم علاقات أمنية وتجارية معقدة، بعضها يحمل شبهات عميقة لم تُفتح ملفاتها حتى اليوم.
ولم تكن مجلة “فورين بوليسي” وحدها من وصفت حسين الشيخ بأنه “رجل إسرائيل في رام الله”، فقد نقلت المجلة عن مسؤول استخباري إسرائيلي قوله صراحة: “إنه رجلنا”، في إشارة إلى حجم التنسيق الأمني والاعتمادية المتبادلة بينه وبين الاحتلال.
وهذا التناغم لم يُثمر إلا عزلة داخلية ورفضًا شعبيًا متزايدًا له، رغم حصوله على دعم إقليمي ودولي من مصر، الأردن، السعودية، والولايات المتحدة.
كما كشفت وثيقة مسرّبة من اجتماع لجنة التحقيق في وفاة الطبيب الخاص بالرئيس الراحل ياسر عرفات، الدكتور سعيد درّس، أن حسين الشيخ كان على رأس قائمة المطلوبين للتحقيق بتهمة محتملة في مقتل الطبيب، والذي ترتبط وفاته بشبهات حول عملية اغتيال عرفات نفسها.
الوثيقة المؤرخة بـ14/9/2014، والتي نُوقشت فيها تفاصيل الملف بحضور شخصيات أمنية وقيادية بارزة مثل توفيق الطيراوي، مازن عز الدين، ومحمد إسماعيل، تضمنت دعوات صريحة لاعتقال الشيخ والتحقيق معه، خصوصًا بعد إثبات أن درّس مات مقتولًا، وأن حسين الشيخ كان قد رتب العلاقة بينه وبين أبو عمار، وفق إفادة أحد أعضاء اللجنة.
وتساءلت اللجنة عن سبب إخفاء الملف الطبي من المستشفى الفرنسي، وعن دور ابن خالة حسين الشيخ في الحادثة، وسط توصيات بمتابعة مكالماته الهاتفية مع الطبيب، واعتباره طرفًا يجب التحقيق معه لا مجرد الاستماع إليه كشاهد.
أما داخل حركة فتح، فيواجه حسين الشيخ رفضًا متصاعدًا من قيادات بارزة مثل محمود العالول، جبريل الرجوب، عباس زكي، وتوفيق الطيراوي، الذين يرفضون تفرده بالمناصب الحساسة داخل المنظمة، ويرون فيه استمرارًا لنهج الإقصاء الذي مارسه عباس.
ومع تصاعد الحديث عن تعيينه نائبًا للرئيس، يتزايد الغضب من تجاهل النظام الداخلي للمنظمة، خاصة أن المجلس الوطني لم يُعقد منذ 2018، والمجلس المركزي لا يملك صلاحية تعيين نائب للرئيس وفق النظام الأساسي.
وترشيح حسين الشيخ لخلافة عباس ليس مجرد مسألة سياسية عابرة، بل يمثل تحديًا حقيقيًا لشرعية النظام الفلسطيني ومستقبله.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=87395