محمود العالول.. أضعف قيادات فتح والمتفرج على فساد وبلطجة أبنائه
رام الله – الشاهد| لعبة قذرة من ألعايب صقور حركة فتح في لجنتها المركزية جعلت محمود العالول العضو فيها يخسر آخر حلم له بتولي منصب نائب رئيس السلطة الفلسطينية أو على الأقل نائب الرئيس، لأسباب عدة أهمها ضعف “أبو جهاد” أمام مجموعة وحوش كاسرة أمثال حسين الشيخ وغيره، رغم أنه محسوب على تيار الصقور في حركته.
العالول والذي يبلغ من العمر 75عامًا، لم يعد أمامه الكثير في العمل السياسي، رغم التضحيات التي قدمها في صفوف حركة فتح، فالرجل كان رفيق الشهيد “خليل الوزير”، وشارك في العمل العسكري للحركة منذ بداية، واعتقل في سجون الاحتلال سنوات عدة وأفرج عنه ليعود بعد عام من إنشاء السلطة الفلسطينية.
ورغم انسحابه من العمل السياسي والحركة لحركة فتح عقب استشهاد نجله البكر “جهاد” في اليوم الثاني لانتفاضة الأقصى خلال مواجهات مع جيش الاحتلال في نابلس، إلا أنه وبعد فترة قصيرة عاد للعمل إلا أن تأثيره بقي ضعيفاً داخل الحركة.
من هو محمود العالول؟
برز اسم العالول بشكل كبير ضمن الأسماء المتداولة ليحل محل رئيس السلطة زعيم حركة فتح محمود عباس، إلى جانب شخصيات أخرى كالأسير مروان البرغوثي وحسين الشيخ وماجد فرج وجبريل الرجوب.
فالعالول وبحكم انتخابه عام 2017، نائباً لرئيس الحركة بعدما استحدث هذا المنصب لأول مرة في تاريخها، كان يعتقد أن حظوظه وافرة للظفر بمنصب رئيس السلطة أو على الأقل نائبها، لكنه ورغم علمه بألاعيب الشيخ وغيره مع عباس إلا أنه اختار الصمت وبالتالي خسر المنصب.
مصادر لـ”الشاهد” كشفت أن العالول وخلال المداولات التي سبقت تعيين الشيخ في منصب نائب رئيس السلطة، دفع بقوة مع قيادات أخرى لأن يكون اختيار نائب رئيس السلطة في اللجنة المركزية من حركة فتح وبعدها إحالة اسم المرشح بتوافق إلى المجلس المركزي لمنظمة التحرير ليتم تنصيبه.
وأوضحت المصادر أن الشيخ أقنع عباس برفض تلك الخطوة، خشيةً التوافق على غيره بمركزية فتح، ما أثار غضب العالول الذي قال لمقربيه “هو الله ما خلق غير حسين الشيخ؟، ولا ليكون قدم في الحركة أكثر منا؟”.
وأضاف: “هاد واحد متسلق ومسيح جوخ (يقصد الشيخ)، وأبو مازن ماشي وراه على العمياني، لأنه مش شايف زلام في اللجنة المركزية تعارضه”.
لي ذراع محمود العالول
ضعف العالول في الصراع على منصب نائب الرئيس لم يكن نابعاً من زهده في المنصب بقدر علمه بملفات الفساد الذي وقع بها الرجل باستغلاله لمنصبه، ومخالفات أبنائه خلال السنوات الأخيرة والتي راح ضحية إحداها اثنين من المواطنين.
الحادثة المؤلمة تلك والتي حدثت في سبتمبر 2023، تورط بها نجله “رامي” الذي أجبر بلدية نابلس على عملية مد أنابيب صرف صحي لبناية تعود لقيادات في حركة فتح بينهم نجل “العالول”، ورغم أن تلك الأعمال منطوة بشركة خاصة وليس من عمل البلدية التي حذر بعض أعضاء مجلها من خطورة العمل في مكان البناية.
ورغم ذلك إلا أن رئيس البلدية سامي حجاوي طلب تنفيذ الأعمال، والتي أدت إلى انهيار ترابي أسفل البناية ووفاة اثنين من العاملين في البلدية، ورغم لجنة التحقيق التي شكلت، إلا أن ابن العالول كان خارج دائرة التحقيق أو المساءلة.
أما نجله جهاد فيعد من أبرز المحرضين على الفوضى داخل جامعة النجاح، ويعمل بأمر أجهزة السلطة الذي يعمل بها لإرهاب الطلبة المعارضين لحركة فتح وشبيبتها في الجامعة.
محمود العالول ويكيبيديا
ولد محمود العالول في 11 ديسمبر 1950، لعائلة من أعيان مدينة نابلس، وتلقى تعليمه الأساسي والثانوي في مدارسها، قبل أن يرتحل إلى بيروت لينال درجة البكالوريوس في الجغرافيا من جامعة بيروت العربية.
والتحق مبكراً بصفوف حركة فتح، واعتقل عام 1968 ثلاث سنوات في سجون الاحتلال، الذي قرر عام 1971 إبعاده إلى الأردن، ليتولى مناصب قيادية في فتح، قبل أن يغادرها نحو لبنان عام 1973، بعد تدهور العلاقة بين الحكومة الأردنية ومنظمة التحرير إثر أحداث أيلول الأسود.
عمل العالول برتبة عميد ضمن القطاع الغربي تحت إمرة الشهيد خليل الوزير وتولى إدارة مكتبه، كما كان أحد أعضاء المجلس العسكري لمنظمة التحرير بين أعوام (1975 – 1982).
عقب مغادرة قوات منظمة التحرير الفلسطينية لبنان، واصل العالول عمله برفقة الشهيد خليل الوزير في تونس، وبعد عام كامل من توقيع اتفاق أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية و”إسرائيل”، عاد العالول إلى الضفة الغربية بعد أن كان اسمه ضمن لائحة القيادات الفلسطينية الذين رفض الاحتلال عودتهم إلى قطاع غزة والضفة الغربية.
وبدأ فصل جديد في سيرة الرجل ومسيرته، بتعيينه أول محافظ لمدينة نابلس في عهد السلطة الفلسطينية عام 1995 واستمر في منصبه لمدة 10 سنوات كاملة، إضافة لتوليه مسؤولية مفوضية التعبئة والتنظيم في حركة فتح، ورئاسة التنظيم في الضفة الغربية.
مع انعقاد المؤتمر السادس لحركة فتح في أغسطس 2009، انتُخب العالول عضوًا في اللجنة المركزية للحركة، ومفوضًا للتعبئة والتنظيم في المحافظات الشمالية، ليصبح أحد وجوه الحرس القديم ضمن اللجنة المركزية إلى جانب أبو ماهر غنيم وسليم الزعنون وعثمان أبو غربية وآخرين، في مقابل “كوتة” الحرس الجديد التي ضمت حسين الشيخ وجبريل الرجوب ومحمد اشتية وغيرهم.
حافظ العالول على هذه العضوية لدورة ثانية عقب المؤتمر السابع الذي انعقد في نوفمبر 2016، قبل أن يخطو خطوة متقدمة بانتخابه نائبًا لرئيس حركة فتح عام 2017 وهي المرة الأولى التي يُستحدث فيها هذا المنصب داخل حركة فتح، غير المرتبط برئاسة السلطة الفلسطينية.
فضائح محمود العالول
السمت المعروف به العالول في الشارع الفلسطيني بأنه هادئ ولا يرغب بفتح توترات داخلية مع الفصائل والشعب كباقي قيادات فتح فضحته جريمة اغتيال الناشط نزار بنات في يونيو 2021، وما تلاها من احتجاجات شعبية واسعة ضد السلطة وحركة فتح.
قمعت السلطة وأجهزتها الأمنية وبالاستعانة ببلطجية حركة فتح المظاهرات بعنف مفرط، وأطلق العالول تهديدات ضد الشارع الفلسطيني خلال تظاهرة مضادة لعناصر حركة فتح وسط رام الله قائلاً: “نرجوكم ألا يستفز أحدكم فتح، وإذا استفززتم فتح فإنها لن ترحم أحداً”.
ومع مرور الأيام واستمرار انحدار حركة فتح والسلطة ضد الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للإبادة منذ سنوات، فقد حاولت فتح التغطية على تقصيرها والسلطة تجاه الشعب عبر المشاركة الإعلامية في بعض جنازات الشهداء أو استقبال الأسرى الذين تفرج عنهم المقاومة ضمن صفقات التبادل.
لكن الشارع يعي ما تقوم به فتح، فقد طرد المشاركون في جنازة شهداء مخيم جنين في يوليو 2023، وفداً ضم عدداً من قيادات حركة” فتح والسلطة”، وسط هتافات “برا… برا”.
وكان من بين قيادات فتح محمود العالول، ومنعوه من إلقاء كلمة في تشييع شهداء مخيم جنين، مع عضوي اللجنة المركزية للحركة صبري صيدم وعزام الأحمد”.
وأكد شهود عيان أن “مرافقي العالول أطلقوا الرصاص في الهواء، مما تسبب بزيادة غضب المشاركين، وأطلقوا الهتافات بطرد الوفد وخروجه من المخيم وجنين، وأعقب ذلك مواجهات بين أجهزة السلطة وشبان، تخللها إطلاق قنابل الصوت والغاز باتجاه المشيعين”.
وعزا الشهود سبب غضب المشيعين “رفضهم لموقف السلطة وفتح من العدوان الإسرائيلي على المخيم، ولزوم أجهزة السلطة مقراتها ووقوفها متفرجة أمام المجازر التي يرتكبها الاحتلال ضد أبناء الشعب الفلسطيني في جنين”.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=88386