ناصر القدوة.. باع دم عرفات وتحالف مع “إسرائيل” ضد شعبه
رام الله – الشاهد| يسوق القيادي المفصول من حركة فتح ناصر القدوة نفسه لدى “إسرائيل” ودول العالم كبديل محتمل لخلافة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في منصب الرئاسة، عبر لقاءات علنية مع قادة الاحتلال.
القدوة الذي يروج منذ سنوات لوثيقة “أولمرت–القدوة” للتسوية التي تتضمن تنازلات كبيرة للاحتلال عن الأراضي الفلسطينية وتحديدا القدس ولاقت رفضاً شعبياً وفصائلياً وعربياً، رغم أنها لم تلق رواجا إسرائيليا.
وتقترح الوثيقة أن تكون مدينة القدس، عاصمة لـ”إسرائيل”، وتشمل كل الأجزاء التى كانت في “إسرائیل” قبل ٥ يونيو ١٩٦٧، مع “الأحیاء الیهودیة” التي بنيت بعد ١٩٦٧، والتي ستكون ضمن الـ٤.٤٪ التي ستضم لـ”إسرائیل”، بينما تكون كل الأحیاء العربیة التى لم تكن جزءًا من بلدیة القدس قبلها، جزءًا من القدس عاصمة دولة فلسطین.
ناصر القدوة ويكيبيديا
اللجنة المركزية لحركة فتح التي يرأسها محمود عباس فصلت القدوة من حركة فتح بمارس 2021، بعد أن أمهلته 48 للعدول عن خطوات المعارضة لعباس وزمرته، والالتزام بما يقررونه.
وقالت مركزية فتح في بيان إقالتها للقدوة: “بعد فشل الجهود كافة التي بذلت معه من الاخوة المكلفين بذلك، والتزاما بالنظام الداخلي، وبقرارات الحركة، وحفاظا على وحدتها فإنها تعتبر قرارها بفصله نافذا من تاريخه”.
الخلاف مع القدوة طفى على السطح مع إعلان السلطة موعد الانتخابات التشريعية بداية عام 2021، وقراره التحالف مع قيادات أخرى من حركة فتح وتحديداً الأسير مروان البرغوثي لخوضها بقائمة مستقلة عن قوائم حركة فتح الأخرى.
عباس دعا إلى اجتماع لمركزية فتح في فبراير 2021، بهدف ثني القدوة عن خوض الانتخابات الفلسطينية بقائمة خاصة، إلا أن الاجتماع آنذاك انتهى دون اتفاق.
صراع ناصر القدوة ومحمود عباس
اللقاء المصيري الذي جاء بحضور أمين سر اللجنة المركزية لـ”حركة فتح” جبريل الرجوب، وعضو اللجنة المركزية حسين الشيخ، ورئيس جهاز المخابرات ماجد فرج، إضافة لعباس وناصر القدوة.
مصادر نقلت آنذاك أن ماجد فرج أكد للقدوة التزامه بتنفيذ تعليمات عباس مهما كلف الأمر، وذلك في إشارة إلى التهديد المباشر الذي أطلقه عباس في 26 يناير2021، خلال اجتماع للمجلس الثوري لـ”حركة فتح” باستخدام القوة ضد أي كادر من الحركة يخرج عن قرار اللجنة المركزية للحركة ويشارك في الانتخابات بقوائم مستقلة.
وقالت المصادر إن الخلاف الرئيسي ليس شخصيًا وإنما يكمن في رؤية القدوة حول ضرورة تغيير النظام السياسي الفلسطيني، لأنه لم يعد من الممكن إصلاحه.
وعقب فصله غادر القدوة الضفة الغربية خوفاً من التهديدات ولجأ إلى قطاع غزة التي مكث فيها عدة أشهر، وقال في إحدى المقابلات الصحفية: “لم أعد للضفة الغربية منذ أشهر طويلة بسبب عدم ضمان ما يمكن أن يحصل بسبب الفئة المتحكمة في السلطة”.
ناصر القدوة باع دم خاله عرفات
القدوة واجه انتقادات فلسطينية كبيرة بسبب موقفه من الاستمرار في التحقيق بوفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات، عبر رفض فتح القبرة واستكمال التحقيق بعد أن ظهرت دلائل وشهادات جديدة، وهو موقف اعتبره البعض “بيع لدم خاله”.
القدوة قال إن “التقرير الطبي الذي صدر عقب وفاة عرفات أكد بوضوح أن حالته المرضية لا يمكن تفسيرها وفق علم الأمراض، وأكد ذلك ما اكتشف مؤخراً من وجود البولونيوم المشع في ملابسه”.
واستبعد أن يكون الاحتلال الإسرائيلي فوض أو كلف مساعدين (عملاء)، لتنفيذ قرار اغتيال الرئيس ياسر عرفات، لأن هذا الأمر يتعلق بأمن دولة، وبأهم القيادات الفلسطينية.
خيانة ناصر القدوة
مبادرة السلام الذي يروج لها القدوة مع أولمرت تهدف في المقام الأول لتسويق نفسه كزعيم للسلطة بعد عرفات، لم تكن سوى البداية، فقد أتبعها بتصريحات كشفت ما بداخل الرجل على شعبه ومقاومته، وتحديداً بعد اندلاع حرب الإبادة على غزة.
وقال القدوة في مقابلة مع الكاتب الإسرائيلي ناحوم برنياع، في صحيفة يديعوت أحرونوت: “بعد الحرب ستكون لنا حكومة جديدة، مسؤولة عن الضفة وغزة، وحماس لن تكون جزءا منها، ونحن يمكننا أن نضعف حماس، لكن بيانات حكومة نتنياهو حول تصفية حماس وإبادتها، لن يكون منها طائل”.
وأضاف: “القيادة الحالية يجب أن ترحل، وقلت هذا حتى قبل الحرب، وبعد الحرب كل فلسطيني سيفهم بأننا لا يمكننا أن نسمح لأنفسنا بحرب داخلية، ورأيي أن نتفاوض، أبو مازن يمكنه أن يبقى رئيسا لكن صلاحياته يجب أن تكون شرفية، والفلسطينيون تواقون لحكم يقدم لهم الخدمات التي يفترض بالحكومة أن تقدمها”.
من هو ناصر القدوة؟
محمد ناصر جرير نعمان القدوة هو سياسي ودبلوماسي فلسطيني، وابن شقيقة الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات. وُلد بغزة عام 1953، انتقل إلى ليبيا مع أسرته، ثم انتقل إلى مصر، وحصل على شهادة في طب الأسنان من جامعة القاهرة عام 1979.
عين وزيراً للخارجية الفلسطينية منذ إبريل 2003، وحتى 2005 في حكومة أحمد قريع، انضم إلى حركة فتح في عام 1969، وانتخب عضواً في المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1981، وحتى عام 1986.
في 11 مارس العام الماضي 2012، قررت اللجنة المركزية لحركة “فتح” فصل القدوة، من الحركة، على خلفية مواقف اعتُبرت “متجاوزة للنظام الداخلي للحركة وقراراتها”.
وأقيل من رئاسة مجلس إدارة مؤسسة عرفات التي وقف على رئاستها منذ تأسيسها في ذات الشهر.
أعلن مع شخصيات أخرى إطلاق “الملتقى الوطني الديمقراطي”، والتوجه لتشكيل قائمة لخوض الانتخابات التشريعية التي ألغيت من قبل عباس في مايو 2023، منفصلة عن القائمة الرسمية لحركة “فتح”.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=88526