بين التواطؤ والخوف والعجز.. هكذا ردت السلطة على طردها من “الإبراهيمي”
الخليل- الشاهد| وصف منسق تجمع “شباب ضد الاستيطان” في الخليل عيسى عمرو السلطة الفلسطينية، بما فيها الوزراء الذين زاروا مدينة الخليل عقب سحب الاحتلال صلاحياتها من المسجد الإبراهيمي، إلى جانب البلدية والمحافظة، إما متواطئون، أو خائفون، أو عاجزون عن تحمل المسؤولية.
وأكد عمرو في تصريح أن قيادة السلطة الفلسطينية تتحمل مسؤولية كبيرة لأنها تواصل تعيين شخصيات غير مؤهلة، وتحتكر الدفاع عن المسجد الإبراهيمي في المسارات القانونية والسياسية والدينية، دون نتائج تُذكر”.
وأوضح مديرية الأوقاف ومحافظة الخليل وبلدية المدينة ينكرون الإجراء الإسرائيلي الأخير، رغم بدء تنفيذه فعليًا قبل الإعلان عنه رسميًا.
وذكر أن “تغيرات جوهرية” طاولت محيط الحرم وطبيعة التعامل معه خلال الأشهر الأخيرة، ما يدل على خطة إسرائيلية تدريجية لتغيير الوضع القائم.
وبين عمرو أن نقطة التحوّل تمثلت باستحداث منصب “مدير مغارة المكفيلا” وفق التسمية الإسرائيلية للمسجد الإبراهيمي، وهو منصب أُسند إلى مستوطن من “كريات أربع” عبر الإدارة المدنية، في خطوة تعلم بها السلطة الفلسطينية على علم بها، لكنها اختارت الصمت خشية كشف تقصيرها.
وأشار إلى أن إبعاد سدنة المسجد الإبراهيمي واعتقالهم، ومنع التوثيق، يُحاكي ما يحدث في المسجد الأقصى، إذ يُقصى الفلسطيني عنه، مع بدء فرض القوانين المدنية الإسرائيلية داخل الضفة الغربية، وهو تطور بالغ الخطورة”.
وحذر عمرو من أن هذه الخطوات تُخرج المسجد الإبراهيمي من تحت السيطرة العسكرية إلى السيطرة المدنية الإسرائيلية، ما يعني عمليًا اعتباره موقعًا إسرائيليًا خالصًا.
وأكمل: “سيتحكم الاحتلال بكل التفاصيل، من لون السجّاد إلى أوقات الصلاة، وحتى أسماء الزوار، وسنصل إلى مرحلة تُدار فيها الإجراءات داخله من بلدية مستوطنة كريات أربع ونصبح بحاجة إذن من المستوطن قبل أي شيء”.
وبين عمرو أن الاحتلال منع إدخال كؤوس الماء والتمر خلال المناسبات الدينية، وأن الجهة الجنوبية من الحرم مغلقة منذ 7 أكتوبر 2023، بعد إغلاق حاجز أبو الريش، دون تحرك أي جهة رسمية لإعادة فتحه، مؤكدًا أن هذه السياسة ستُنقل لاحقًا للأقصى إن لم يتم التصدي لها.
ونبه إلى أنه سنصل إلى مرحلة يُطلب فيها من الفلسطينيين تقديم طلب رسمي إلى بلدية مستوطنة كريات أربع لتنفيذ أي إجراء داخل المسجد الإبراهيمي، سواء في أعمال صيانة أو حتى بفتح أبوابه، وهذا سحب كامل لصلاحيات الأوقاف والسلطة الفلسطينية معًا”.
وختم عمرو: “الواقع يؤكد أن الاحتلال لا يتحكم فقط بالإدارة، بل يفرض سيطرته على تفاصيل دقيقة داخل الإبراهيمي، بما يشمل شكل المكان، مواقع الكاميرات، هوية الزوار، بل وحتى الأمور البسيطة ككؤوس الماء والتمر”.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=91112