انتقادات لاذعة لغياب فصائل منظمة التحرير: صمت غير مبرر أو بيانات باهتة

رام الله – الشاهد| قال الكاتب السياسي طاهر المصري إنه منذ اتفاق أوسلو قبل قرابة الـــ 32 عامًا، لم تثمر محاولات التسوية عن دولة فلسطينية مستقلة، بل تحوّل المشروع برمّته إلى غطاء لتوسيع الاستيطان، وتفكيك الجغرافيا، وتهويد القدس، وإخضاع السلطة الفلسطينية لدور وظيفي يخدم منظومة الاحتلال.
وأوضح المصري في مقال أنه بينما كانت المنابر تتحدث عن السلام، كانت جرافات الاحتلال الاستيطاني الإحلالي تُمعن في تقطيع أوصال الأرض، وتحويل “حل الدولتين” إلى صيغة فارغة تُستخدم فقط لتجميل وجه منظومة استعمارية متوحشة.
وذكر أن ما يفاقم هذا المشهد هو أن بعض فصائل منظمة التحرير، التي يفترض بها أن تكون في قلب الفعل الوطني، إما أن تختار الصمت غير المُبرر، أو أنها تكتفي بإصدار بيانات صحفية باهتة، لا ترقى إلى مستوى المنعطف التاريخي والمفصلي الذي تمر به القضية الفلسطينية.
وبين المصري أنه وفي ظل تسارع المشاريع التصفوية، فإن الغياب شبه الكامل لفعل سياسي حقيقي من هذه القوى، يطرح علامات استفهام جدية حول دورها، وجدوى استمرارها كأطر تمثيلية ما لم تعِ أن اللحظة تستدعي ما هو أبعد من التنظير والخطابات.
ونبه إلى أن التحدي اليوم لا يكمن في صياغة الشعارات، بل في تغيير موازين القوى، وبناء جبهة وطنية موحدة، تُخاطب العالم بصوت واحد، وتعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية كقضية تحرر وطني، لا كملف إغاثي أو تفاوضي.
وقال إن ما نحتاجه هو تبني رؤية وطنية جديدة، تتجاوز “أوسلو” وتسوياته، وتضع أساساً لمسار تحرري قائم على استعادة المبادرة الشعبية، وإعادة بناء منظمة التحرير على أسس ديمقراطية تمثيلية حقيقية وبقلبها التمسك بما ورد في “وثيقة إعلان الاستقلال” لعام 1988، التي أكدت على أن الشعب الفلسطيني لا يتنازل عن حقوقه في الحرية والسيادة وتقرير المصير، باعتبارها حقوقاً غير قابلة للتصرف.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=92134




