فتحي أبو العردات.. بوق عباس الذي لفظه سيده
بيروت- الشاهد| في زواريب مخيمات لبنان، لا يذكر اسم فتحي أبو العردات إلا مقرونًا بالولاء الكامل لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
ففتحي الذي أمضى سنوات في تنفيذ سياسات “المقاطعة”، لم يترك منبرًا إعلاميًا أو لقاءً حزبيًا إلا وسوق فيه لعباس باعتباره “القائد الأوحد”، حتى بات يعرف بأنه صدى صوته، وعراب قراراته في المخيمات.
من هو فتحي أبو العردات؟
لكن ولاء أبو العردات لم يشفع له عند عباس. ففي زيارته الأخيرة إلى بيروت، تجاهله على نحو فاضح، ورفض استقباله رغم أنه “رجل فتح الأول” في الساحة اللبنانية.
هذه الإهانة لم تمر مرور الكرام، إذ دخل أبو العردات في حالة عزلة واعتكاف، ورفض المشاركة باللقاءات التي عقدت على هامش الزيارة، وأبدى تذمرًا شديدًا من تجاهله.
أبو العردات شعر أن ما حدث قرار سياسي متعمد لعزله، مع دخول ياسر محمود عباس، على خط ملف لبنان، وتهميش السفير أشرف دبور من مشاورات “نزع سلاح المخيمات”.
فضيحة فتحي أبو العردات
الأخطر أن ما جرى ترافق مع زيارة وفد أمني من الضفة الغربية إلى بيروت، قيل إنه جاء لوضع اللمسات الأخيرة على خطة عباس لنزع سلاح المخيمات دون علم أو موافقة كثير من فصائل المنظمة.
أبو العردات الذي اعتبر لسنوات “الذراع الأهم” للسلطة في المخيمات، بات يشعر أن دوره ينتهي، وربما يستغنى عنه، ما دفعه لمحاولة “التمرد الناعم” على قرارات السلطة.
مصادر لبنانية كشفت عن محاولات من قبله للتحريض خلف الكواليس على عدم تنفيذ ما تطلبه السلطة، مع تعاظم شعور الفصائل بأن عباس يسعى لصفقة أمنية على حساب السلاح الفلسطيني.
فساد فتحي أبو العردات
الانقسامات لم تتوقف عند أبو العردات، فقد كشفت تسريبات عن خلاف حاد مع دبور، الذي تم إعفاؤه مؤخرًا من مهامه كنائب للمشرف على الساحة اللبنانية، بخطوة اعتبرت “إهانة جديدة” لأركان السلطة في لبنان.
الخلافات امتدت إلى كوادر “فتح” نفسها مع تهميشهم لصالح أطراف مقربة من عباس، مع تزايد الحديث عن إحلال عناصر أمنية تابعة لياسر عباس بديلاً عن البنية التنظيمية الحالية في بعض المخيمات.
ولا تشبه حكاية أبو العردات سوى قصص من سبقوه ممن أخلصوا لعباس ثم ركلهم خارج الحلبة مع انتهاء فائدتهم برسالة ضمنية لكل من يراهن على السلطة بأنه لا قيمة لكم بعد أن تؤدوا المهمة.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=92740