هل خسرت (إسرائيل) معركة الرأي العام؟

هل خسرت (إسرائيل) معركة الرأي العام؟

رام الله – الشاهد| قالت الكاتبة ليزا روزوفسكي إن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي مجرم الحرب بنيامين نتنياهو يقود (إسرائيل) نحو عزلة دولية غير مسبوقة، وأن مبادرة فرنسا والسعودية، مهما بدت رمزية اليوم، قد تتحول غدًا إلى الأساس الوحيد لأي تسوية سياسية.

وأضافت الكاتبة في مقال على موقع هآرتس أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يواصل الإصرار على الدبلوماسية حتى في وجه الإهانات المتكررة من نتنياهو والمقربين منه.

ماكرون، الذي حاول منع الحرب الروسية على أوكرانيا عام 2022، يعاود اليوم، في خريف 2025، مد اليد لنتنياهو لإقناعه بأن المبادرة الفرنسية-السعودية، القائمة على اعتراف غربي بالدولة الفلسطينية، ليست خطوة معادية ضد (إسرائيل)، بل محاولة جادة لوقف النزيف السياسي والأمني.

اعتقال رمزي ورسائل مباشرة

تضيف روزوفسكي أن ماكرون أعلن مؤخرًا عن اعتقال مشتبه به في هجوم على مطعم يهودي بباريس عام 1982، بالتعاون بين السلطة الفلسطينية والقنصلية الفرنسية في القدس.
هذه الخطوة، وفق الكاتبة، تهدف لإيصال رسالة لنتنياهو وللرأي العام في (إسرائيل): فرنسا ليست عدوًا، بل شريكًا حتى في مكافحة الإرهاب. غير أن هذه الرسالة لم تجد آذانًا صاغية في محيط نتنياهو.

مؤتمر الدولتين.. وثيقة على الطاولة

وتشير روزوفسكي إلى أن مؤتمر حل الدولتين الذي يعقد على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة يمثل ذروة الدبلوماسية الفرنسية.
فالوثيقة الفرنسية-السعودية، المدعومة بتأييد واسع، تضع حلم الدولة الفلسطينية في إطار زمني محدد، وتطرح خطوات عملية تبدأ بإنهاء الحرب وتحرير الأسرى وانسحاب جيش (إسرائيل) ونزع سلاح حماس وتسليم صلاحيات الأونروا للسلطة الفلسطينية.
رغم أن هذه الخطوات تبدو صعبة التنفيذ، إلا أن المبادرة تبقى الوثيقة الوحيدة المدعومة دوليًا على الطاولة.

اعترافات متتالية بالدولة الفلسطينية

وتوضح الكاتبة أن الاعتراف الغربي بالدولة الفلسطينية يتوسع: بعد إسبانيا والنرويج وإيرلندا وسلوفينيا في 2024، انضمت فرنسا وأستراليا وكندا ومالطا والبرتغال هذا العام، فيما تقترب بريطانيا وبلجيكا ولوكسمبورغ ونيوزيلندا من الخطوة ذاتها.
ورغم أن هذه الاعترافات رمزية حتى الآن، إلا أنها تشكّل وزناً مضادًا للحرب التي تشنها (إسرائيل) في غزة، وتبث رسالة بأن الغرب مستعد للذهاب بعيدًا.

ردود (إسرائيل)

في المقابل، تشير روزوفسكي إلى أن حكومة نتنياهو بدأت بطرد دبلوماسيين أجانب وتهدد بخطوات عقابية، من ضم أراضٍ في الضفة الغربية إلى فصل البنوك الفلسطينية عن المنظومة الاقتصادية في (إسرائيل).
وقد وصف دبلوماسي غربي هذا التهديد بأنه “قنبلة نووية” قد تدمر السلطة الفلسطينية وتجرّ (إسرائيل) إلى تداعيات سياسية وأمنية خطيرة.

عزلة وصورة مشوهة

وتكتب الكاتبة أن نتنياهو يصل إلى نيويورك وهو في أدنى مستويات صورته عالميًا، ليمثل (إسرائيل) أمام قاعة شبه فارغة من القادة، بعد أن غادر معظمهم.
خطابه، كما تتوقع، سيهاجم المجتمع الدولي ويتهمه بالنفاق، لكنه قد يحاول الترويج لرسائل مصالحة.
إلا أن الرأي العام في أوروبا وأمريكا اللاتينية والدول العربية ينظر إليه كمجرم حرب ساخر، فيما تبقى خطوات الحكومات الغربية محدودة وحذرة.

بحسب روزوفسكي، ما زال العالم بعيدًا عن حرق الجسور مع (إسرائيل)، رغم سنتين من حرب دامية وإهانات متكررة للجيران والشركاء. أوروبا ودول الخليج تحافظ على شعرة معاوية، لكنها ترسم خطًا أحمر وحيدًا: لا بد من إبقاء ثغرة لإقامة دولة فلسطينية.

إغلاق