صحيفة إسرائيلية: الضفة قابلة للانفجار كما قطاع غزة

صحيفة إسرائيلية: الضفة قابلة للانفجار كما قطاع غزة

الضفة الغربية – الشاهد| قالت صحيفة جيروساليم بوست الإسرائيلية إن الأحداث الأخيرة على الساحة الفلسطينية، أدت إلى إضعاف نظام رئيس السلطة وزعيم حركة فتح محمود عباس بشكل كبير، حيث تمثلت هذه الأحداث في تأجيل الانتخابات الفلسطينية التي كان من المقرر إجراؤها في مايو 2021، ومعركة سيف القدس، واغتيال الناشط السياسي المعارض نزار بنات.

وقالت الصحيفة في تقرير لها اليوم الاثنين، إن "الوضع الحالي في الضفة الغربية المحتلة هشّ، ويجب على إسرائيل أن تعيد تقييم علاقته مع السلطة الفلسطينية ومسؤوليها ومحاولة تقويتها".

ورأت الصحيفة، أن "السلطة الفلسطينية تضعف مع مرور الوقت، والضفة الغربية لم تعد أقل قابلية للانفجار مقارنة مع قطاع غزة، والتي هتف فيها المتظاهرون بإسقاط النظام وطالبوا بتنحي عباس".

وأضافت: "وبعد استخدام العنف ضد المتظاهرين، خلال الاحتجاجات التي خرجت للتنديد بجريمة اغتيال بنات في الضفة، قامت السلطة بما يفعله كل نظام استبدادي مرارًا وتكرارًا في محاولة لقمع الاحتجاجات ومع ذلك ظل الجو في مدن الضفة الغربية مشحونًا للغاية وغير مستقر".

رياح غضب ضد عباس

وكتب صحيفة لوفيغارو الفرنسية تقريراً تحت عنوان "رياح غضب ضد محمود عباس"، إنه ومنذ اغتيال الناشط نزار بنات بعد اعتقاله من قبل أجهزة السلطة جنوب الخليل في 24 يونيو الماضي، توالت الاحتجاجات الواحدة تلو الأخرى، حيث تمر الأيام وتبدو كما هي.

وذكرت الصحيفة أنه خلال الأسبوعين الماضيين، تجمع مئات الفلسطينيين كل يوم في ساحة المنارة، مستخدمين أقنعة الوجه والنظارات الشمسية حتى لا يتم التعرف عليهم، ملوحين بلافتات أو لوحات بيضاء كتب عليها بأحرف حمراء: "ارحل يا عباس"!، ويتجهون نحو المقاطعة والقصر الرئاسي، مطالبين برحيل أبو مازن.

تشير لوفيغارو إلى أن القمع يكون أشد في كل يوم، من قبل الشرطة أو قوات الأمن الفلسطينية، بالزي الرسمي أو بالزي المدني.

فقد تعرض الناس للضرب، وبضعهم للركل من قبل أنصار السلطة الفلسطينية، ودائمًا تقريبًا بالقنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع، تضيف الصحيفة الفرنسية، مشيرة في نفس الوقت إلى أنه تم في عدة مناسبات مصادرة الهواتف وتكسيرها، بالإضافة إلى معدات الصحافيين. ولم تسلم الصحافيات والناشطات من المضايقة.

وأوضحت الصحيفة أن كل شيء بدأ في 24 من  يونيو الماضي، وهو اليوم الذي تعرض فيه الناشط الفلسطيني الشهير نزار بنات للضرب حتى الموت بعد أن اعتقلته السلطة الفلسطينية فجرًا في الخليل.

هذا الأخير، عرفه الجميع في الضفة الغربية، حيث صنع لنفسه اسما منذ عشر سنوات، عبر مقاطع فيديو نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، انتقد فيها بشدة فساد الحكومة وغياب شرعية أبو مازن، الرئيس الفلسطيني الذي انتخب بعد وفاة ياسر عرفات عام 2005، والذي أرجأ الانتخابات مرارًا وتكرارًا بحجة القيود المرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي.

ووسط رعبهم من الانتهاكات الاستبدادية لحكومتهم، اجتمع الفلسطينيون في مظاهرة أولى في يوم وفاة نزار بنات، ومنذ ذلك الحين، استمرت موجة السخط.

عباس فقد آخر ذرة شرف

ما ذكرته لوفيغارو جاء بعد أيام من هجوم للصحف الغربية وتحديداً الأمريكية والفرنسية تجاه السلطة ومحمود عباس بسبب جريمة اغتيال بنات، وقالت صحيفة لوموند الفرنسية إن عباس، أصبح عقبة أمام تحرير شعبه وفقد بذلك ما تبقى له من شرف ضئيل، وذلك في أعقاب إلغاء الانتخابات وإطلاقه موجة عنيفة من القمع السياسي ضد المواطنين.

وجاء في افتتاحية الصحيفة واسعة الانتشار في فرنسا، أن عباس أصبح عقبة كبيرة في طريق تحرر شعبه، وطالبته بالخروج من المشهد السياسي الفلسطيني.

وأوضحت لوموند أن النهاية المأساوية للحياة المهنية لعباس، رجل أوسلو، تصب الآن في صالح المحتل الإسرائيلي.

فرئيس السلطة الفلسطينية، الذي يشغل منصبه منذ عام 2005، كان بمقدوره، حسب الصحيفة، أن ينهي حياته السياسية بسجل ضعيف، لكنه سجل لا يخجل منه تمامًا من خلال عدم الترشح للانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة هذا الشهر.

وأضافت أن هذا الرجل صاحب الثمانين عاما بمثل تلك الخطوة سيدخل التاريخ كزعيم ضعيف غير ذي شأن كبير.

إغلاق