“تخلى عنها ونهش المقاومة”.. كاتب: عباس يحلم بقيادة غزة على جثة شعبه

“تخلى عنها ونهش المقاومة”.. كاتب: عباس يحلم بقيادة غزة على جثة شعبه

رام الله – الشاهد| قال الكاتب والمحلل السياسي زياد بركات إن أهالي قطاع غزة في ظروفهم التي نعرف، لا يحتاجون إلى زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عبّاس، لهم، بل إلى وقوفه معهم، إن لم يكن مُقاتلاً بحكم التقدّم في السن، ففي الأقلّ سفيرا لهم في العالم، لا في تركيا وحسب، يدافع ويمثّل ويحشد ويحوّل أروقة الدبلوماسية الدولية ساحةَ حربٍ ضدّ إسرائيل.

واستدرك بركات في مقال: “لكنّ عبّاس لم يفعل هذه ولا تلك، وحافظ على أدائه البارد، الشبيه بأداء وزير في الحكومة الفنلندية. وليته اكتفى بهذا، بل ترك رجالاتِه، أو بعض المحسوبين عليه في الأقلّ، ينهشون في المقاومة على شاشات تلفزةٍ لا تُخفِي أجنداتها المناوئة للمقاومة في غزّة، ولأيّ مقاومة في العالم”.

وذكر أنه طوال عشرة أشهر دُمّر خلالها أكثر من 80% من قطاع غزّة تماماً، واستُشهد أكثر من 40 ألف فلسطيني، حافظ عباس وفريقه على أسطوانتهم المشروخة إياها، وهي لوم الضحية واتهامها بمنح إسرائيل الذرائع لشنّ حرب الإبادة، وتذكيرها بأنّها انقلبت على ما تسمّى الشرعية، وخرجت عن الإجماع وعلى منظمة التحرير”.

وتساءل: “ما الذي حدث حتّى ينقلب عبّاس على نفسه، ويعلن عزمه الذهاب والقيادة الفلسطينية (يقصد قيادة السلطة وحركة فتح) إلى غزّة، بل الإيحاء باستعداده للاستشهاد؟”.

وأشار إلى أن الإجابة نجدها في تصريحات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمّة التحرير أحمد مجدلاني قبل أيام، وفيها يوضّح هدف الزيارة وتوقيتها المُفترَض.

وأوضح مجدلاني أنها لن تكون غداً أو في أقرب فرصة، بل ضمن ترتيبات لليوم التالي لحرب الإبادة، وهدف الرسالة التي وجّهتها قيادة السلطة إلى إسرائيل ودول العالم والمؤسّسات الأممية التحضير للزيارة عند وقف إطلاق النار، ولأنّ ذلك يستغرق وقتاً، أي تأمين الزيارة والضغط على إسرائيل للسماح بها، فإنّ طلبها كان استباقياً ولكسب الوقت ليس أكثر. أمّا الهدف فهو تأكيد وحدة الأراضي الفلسطينية في قطاع غزّة، وفي الضفّة الغربية، وشرقي القدس، وعلى ولاية منظمّة التحرير عليها.

وأكمل بركات: “قد يقول قائل إنّ عبّاس تذكّر متأخّراً ولاية المنظّمة على شعبها وأرضها، وأن تأتي متأخّراً أفضل من ألا تأتي أبداً، لكن الأمر غير ذلك، ويُدْرَج في حال النظر إليه بحسن نيّة، في سياق استقالة هذه القيادة من دورها خلال العدوان الوحشي غير المسبوق على غزّة، الذي لا يستهدف الكيانية الفلسطينية وحسب، بل الوجود الفلسطيني برمّته”.

وأشار إلى أن ما توجّب على قيادة السلطة أن تكون في المكان المُتقدّم من خطّ المجابهة والقتال، لا انتظار نتائجه لاقتناص فرصةٍ يتيحها الغزو والغزاة لعودة عبّاس إلى غزّة قائداً على جثَّة شعبه، لا مقاتلاً للذود عن وجود هذا الشعب في كلّ مكان.

إغلاق