سفيان المحتسب.. “المختلس البارع”

سفيان المحتسب.. “المختلس البارع”

الخليل – الشاهد| سفيان المحتسب “أبو سيف” اسم يعرفه أهل الخليل جيدًا، ولم يكن يستطيع أن يخدعهم بادعاء الفضيلة أو نظافة اليد ليترشح لانتخابات المجلس البلدي، فعاقبوه بعدم انتخابه.

العميد المحتسب عمل سابقا بمنصب مدير عام الشؤون المالية في جهاز المخابرات سيء الصيت، وتورط بفضائح مالية كشف عنها وزير داخلية السلطة الحالي زياد هب الريح.

من هو سفيان المحتسب؟

فوفق وثيقة صادرة من مكتب هب الريح، تورّط المحتسب في اختلاسات تجاوزت 25 مليون دولار، موجهة لشراء عقارات، تجارة ذهب، وصفقات مشبوهة.

الوثيقة أرسلت إلى جهاز الاستخبارات العسكرية في السلطة الفلسطينية دون أن يجري اتخاذ أي إجراء بحق المحتسب حتى كتابة التقرير.

وتورط برفقة أمين سر حركة فتح رفيقه في الفساد عماد خرواط في قضايا اعتداءات أمنية ضد مواطنين في الخليل.

واستخدم الاثنان علاقاتهما داخل الأجهزة الأمنية لقمع الخصوم، فضلاً عن فضائح اجتماعية شهيرة لهما.

سفيان المحتسب ويكيبيديا

ونظرا لخدماته الأمنية وإخلاصه لأمن الاحتلال، حظي المحتسب ببطاقة خاصة يصدرها الجيش، تتيح له حرية التنقل عبر الحواجز والعبور الداخل المحتل.

نشطاء تداولوا صورة البطاقة الصادرة ضمن قائمة تضم 26 قيادياً وضابطاً من السلطة، جرى تسليمها عبر وزير الشؤون المدنية سابقًا حسين الشيخ.

وتحمل توقيع منسق جيش الاحتلال في الضفة، الأمر الذي أثار غضباً شعبياً كبيراً بسبب ما وُصف بـ”الارتهان الأمني للاحتلال”.

وقبل انطلاق المرحلة الثانية من الانتخابات المحلية في الخليل التي جرت قبل أعوام، أثار ترشّح سفيان المحتسب، رئيساً لقائمة حركة فتح، جدلاً واسعاً في الأوساط الشعبية.

فضيحة سفيان المحتسب

وترافق مع هذا الجدل استحضار لتصريحاته وماضيه المهني مع تسريبات خطيرة تتعلق بالفساد المالي، والعلاقات الأمنية المشبوهة مع الاحتلال، مع سلسلة اتهامات اجتماعية وسياسية وُجهت إليه.

وخلال مهرجان انتخابي، صرّح المحتسب أنه لن يتقاضى راتباً من بلدية الخليل إذا فاز برئاستها، وهو تصريح أثار موجة سخرية على منصات التواصل، وتساءل المواطنون عن راتبه من جهاز المخابرات الذي يصل لـ12 ألف شيكل.

واتهمه النشطاء بمحاولة خداع المواطنين، خاصة أنه يتقاضى امتيازات مالية ضخمة من الجهاز الأمني، بالإضافة إلى مرافقين ونثريات مكتبية.

جرائم سفيان المحتسب

مواطنو الخليل أطلقوا على المحتسب وصف “المختلس البارع”، واعتبروا أن ترشيحه للانتخابات محاولة لشرعنة النفوذ الأمني داخل المجالس البلدية.

بينما تعالت المطالبات بوقف ترشيحه ومحاسبته على القضايا المالية والأمنية والاجتماعية التي ارتبطت به سابقاً.

وحينما جاءت لحظة الحقيقة، سقط المحتسب بتلك الانتخابات وعافيه أهل الخليل الذي رفضوا أن يتولى أمر مجلسهم البلدي شخص يفتقر للنزاهة ونظافة اليد.

وانتصر الوعي الشعبي، ورفض أهل الخليل التلاعب السياسي والأمني داخل المؤسسات المنتخبة.

إغلاق