ماهر أبو الحلاوة.. اسم يتكرر في كل خيانة أمنية بالضفة
الخليل – الشاهد| في منظومة أمنية تحولت إلى أداة قمع، يبرز اسم ماهر أبو الحلاوة كدليل صارخ على ضابط تجاوز حدود القانون، وتورط في انتهاكات جسيمة بحق المواطنين في الضفة الغربية.
من موقعه كنائب مدير جهاز الأمن الوقائي في محافظة الخليل، ارتبط اسمه بملفات تعذيب، اعتقالات تعسفية، وتنسيق أمني مع الاحتلال، وصولًا إلى تورطه المباشر في جريمة اغتيال الناشط نزار بنات.
من هو ماهر أبو الحلاوة؟
وماهر أبو الحلاوة هو ضابط في جهاز الأمن الوقائي، ينتمي إلى حركة فتح، وشغل منصب نائب مدير الجهاز في محافظة الخليل.
ولد في مدينة الخليل، وتدرج في المناصب الأمنية منذ تأسيس السلطة، إذ عمل بأقسام التحقيق والمداهمات، قبل أن يعيّن في موقعه الحالي.
وعرف عنه قربه من القيادات العليا في الوقائي، وعلى رأسهم اللواء محمد زكارنة مدير الأمن الوقائي في الضفة، ما منحه صلاحيات واسعة في تنفيذ العمليات الأمنية، خاصة تلك التي تستهدف المقاومين.
ماهر أبو الحلاوة ويكيبيديا
وجهاز الأمن الوقائي الذي تأسس بعد اتفاق أوسلو، يفترض أن يكون مسؤولًا عن الأمن الداخلي ومكافحة التجسس، لكنه تحول إلى أداة قمع سياسي، تستهدف فصائل المقاومة.
وفي الخليل، يعد الجهاز من أكثر المؤسسات الأمنية تغوّلًا، إذ يتمتع بصلاحيات واسعة في الاعتقال، التحقيق، والمداهمة، وغالبًا ما يعمل خارج إطار القانون، دون أوامر قضائية أو رقابة مؤسساتية.
وماهر أبو الحلاوة، بصفته نائب المدير أشرف على عشرات العمليات الأمنية التي انتهت باعتقالات تعسفية وتعذيب في الزنازين، وتهديدات لعائلات المعتقلين، ما جعله في نظر كثيرين رمزًا للقمع الأمني في جنوب الضفة الغربية.
فضيحة ماهر أبو الحلاوة
وفي فجر يوم 24 يونيو 2021، اقتحمت قوة من جهاز الأمن الوقائي منزل الناشط السياسي نزار بنات في مدينة دورا جنوب الخليل، واعتقلته بطريقة وحشية، إذ تعرض للضرب المبرح، قبل نقله لمقر الجهاز، ويفارق الحياة بعد وقت قصير.
التحقيقات كشفت أن القوة التي نفذت الاعتقال كانت بقيادة العميد ماهر أبو الحلاوة، الذي أعطى الأوامر بتنفيذ العملية، رغم عدم وجود مذكرة قضائية، أو مبرر قانوني.
ووفق تقرير تشريح الجثة، ظهر وجود نزيف داخلي وكسور في الأضلاع وكدمات في أنحاء متفرقة من الجسد، ما يؤكد تعرض الشهيد بنات لتعذيب شديد أدى إلى وفاته.
ورغم تقديم 14 عنصرًا للمحاكمة، فإن أبو الحلاوة لم يحاسب، وظل في منصبه، ما اعتبر محاولة للتغطية على الجريمة وحماية المتورطين.
جرائم ماهر أبو الحلاوة
جريمة اغتيال نزار بنات فجّرت موجة غضب واسعة، وخرجت مظاهرات في مدن الضفة الغربية، طالبت بإقالة المسؤولين الأمنيين، وأبرزهم ماهر أبو الحلاوة.
عائلة بنات قدمت ملفًا إلى المحكمة الجنائية الدولية، يتضمن أسماء المتورطين، بينهم أبو الحلاوة، وطالبت بفتح تحقيق دولي في الجريمة.
وأدانت منظمات مثل “هيومن رايتس ووتش” و”العفو الدولية” الجريمة، وطالبت بمحاسبة المسؤولين، فيما التزمت السلطة الفلسطينية الصمت، وواصلت حماية المتورطين.
وخلال السنوات الأخيرة، وثّقت منظمات حقوقية محلية ودولية عشرات الحالات من الانتهاكات التي أشرف عليها جهاز الأمن الوقائي في الخليل، بقيادة أبو الحلاوة.
وكانت الاعتقالات السياسية أبرز تلك الانتهاكات، إذ استهدفت استهداف نشطاء وصحفيين بسبب آرائهم، دون أوامر قضائية، كما تعرضوا للتعذيب داخل السجون عبر استخدام أساليب ممنهجة مثل الضرب، التعليق، الحرمان من النوم، والإهانة اللفظية.
كما تخصص الوقائي تحت قيادة أبو الحلاوة في تنفيذ المداهمات الليلية عبر اقتحام منازل المواطنين دون إذن، وترويع الأطفال والنساء، وممارسة التهديدات لخلق ضغوط على عائلات المعتقلين لثنيهم عن الحديث للإعلام أو المؤسسات الحقوقية.
جرائم ماهر أبو الحلاوة
انتهاكات أبو الحلاوة جزء من سياسة أمنية ممنهجة تهدف إلى إسكات كل صوت معارض وترهيب المواطنين.
ومن أخطر الملفات المرتبطة بعمل أبو الحلاوة داخل الوقائي هو التنسيق الأمني مع الاحتلال، الذي يشمل تبادل المعلومات، وتسليم مطلوبين، ومنع عمليات مقاومة.
أبو الحلاوة يعرف بأنه من أبرز الضباط الذين نفذوا عمليات تنسيق ميداني مع الاحتلال، خاصة جنوبي الضفة، إذ سلم معلومات عن تحركات مقاومين، تسببت باعتقالهم أو اغتيالهم.
كما شارك في عمليات إعادة مستوطنين وجنود إسرائيليين دخلوا مناطق السلطة دون أي مساءلة، ما أثار غضبًا شعبيًا، واعتبر خضوعًا أمنيًا غير مبرر.
ويحظى أبو الحلاوة بعلاقات قوية داخل الأمن الوقائي، خاصة مع القيادات العليا، ما جعله محصنًا من المحاسبة، رغم تورطه في انتهاكات جسيمة.
وتورط باستخدام منصبه لأغراض شخصية، بما في ذلك تعيينات مشبوهة، وتجاهل شكاوى المواطنين، وتوفير الحماية لعناصر أمنية متورطة في الفساد.
هذه العلاقات جعلته جزءًا من منظومة أمنية فاسدة، لا تخضع للرقابة، وتعمل خارج إطار القانون، ما زاد من حالة الاحتقان الشعبي، وفقدان الثقة في مؤسسات السلطة.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=93960