المحررون المبعدون لمصر: السلطة تخلت عنا وقطعت رواتبنا ولا تتواصل معنا

المحررون المبعدون لمصر: السلطة تخلت عنا وقطعت رواتبنا ولا تتواصل معنا

رام الله – الشاهد| اشتكى عدد من المحررون المبعدون إلى مصر، من غياب أي تواصل للسلطة وحركة فتح معهم منذ عملية الإفراج عنهم خلال الأشهر الماضية، وسط ظروف إنسانية ومعيشية صعبة.

وترافق ذلك مع تقاعس الدول العربية عن استقبالهم رغم الوعود المعلنة، ما جعل ملف المبعدين يتحول من قضية وطنية ملحّة إلى عبء نفسي ومادي على الأسرى وأسرهم، وفق شهادات المحررين.

وقال الأسير المحرر المبعد إلى مصر والقيادي في كتائب شهداء الأقصى، رائد عبد الجليل، إن المقاومة أبلغتهم عقب التحرر بوجود العديد من الدول العربية المستعدة لاستقبالهم، غير أن الواقع كشف لاحقًا عن عدم التزام تلك الدول بالوعود المقدمة. وتابع: “حركة حماس وقيادة المقاومة استقبلتنا بعد التحرر، وتحمّلت تكاليف وجودنا داخل الفندق، دون تدخل من قيادات الفصائل الأخرى، أو السلطة الفلسطينية. وتعاملت معنا حماس بمسؤولية وطنية وأخلاق نبيلة وطريقة تليق بنا كأسرى محررين ومقاومين”.

وأشار عبد الجليل إلى أنه ترك وعدد من الأسرى الفندق الذي كانوا فيه، قائلًا: “غادرنا على مسؤوليتنا الشخصية، بهدف التحرر من قيود التنقّل وتخفيف التكاليف على حركة حماس، وانتقلنا إلى شقق سكنية. ورغم ذلك، حافظت حماس على تحمّل جزء من التكاليف بعد مغادرتنا الفندق”.

وأضاف: “أثناء التحرر، كان هناك تقصير في التعامل معنا من قبل قيادة السلطة وحركة فتح، من حيث عدم الحضور أثناء الاستقبال، وذلك بإقرار منهم. وقد تلقينا لاحقًا وعودًا بتعديل المواقف، لكنّنا بقينا نعيش داخل فندق بلا حرّية وقيود مشدّدة”.

والتقى أسرى حركة فتح مع قيادة الحركة وهيئة شؤون الأسرى لعرض مطالب المبعدين. وحول ذلك قال عبد الجليل: “طالبناهم بتوفير دول تستقبل الأسرى عبر تفعيل دور السفارات حول العالم، وضمان آلية علاج طبي للجميع، إلى جانب توفير شقق مبيت بدلًا من الفندق الذي تتحمل حماس تكاليفه وحدها، وقد تلقينا وعودًا بحلّ هذه القضايا”.

ولفت إلى أنهم أبلغوا من بعض قيادات فتح بضرورة أن يكون الأسرى المحررون جسرًا للتواصل مع حركة حماس، بحكم العلاقة الشخصية المتينة التي تجمعهم، “وانطلاقًا من قناعتنا كجزء من حركة فتح بأن العلاقة الصحيّة مع حماس يجب أن تقوم على أساس الشراكة والتحالف الوطني” وفق عبد الجليل. وأضاف: “انطلاقًا من هذا الموقف، أكدنا أننا استطعنا، بشكل أو بآخر، التمهيد لعقد لقاءات بين قيادة حركتي فتح وحماس، بهدف التوصل إلى صيغة توافقية تُفضي إلى إتمام المصالحة بين الطرفين”.

واعتبر عبد الجليل في معرض حديثه أنه “من حق أيّ كان أن ينتقد نتائج 7 أكتوبر، لكن طالما أن المعركة مستمرة فعليًا، فعلى الجميع الالتزام بخطاب المقاومة، وأي خروج عن هذا النهج يعدّ تصرّفًا غير وطني وغير إنساني”. وتابع: “مع ذلك، يحاول بعض أصحاب الأجندات تصويرنا كأننا تيار خارج إطار حركة فتح، غير أننا نرى أننا حملنا راية الحركة ومبادئها الأصيلة. ومن هذا المنطلق نؤكد أننا نريد فتحًا قوية تعبّر عن خطاب الشعب الفلسطيني، الذي يؤمن بأن لا تحرر إلا عبر المقاومة، وعلى رأسها الكفاح المسلّح”.

وعن الأسرى المقطوعة رواتبهم منذ مايو/أيار الماضي، قال عبد الجليل: “موقفنا ثابت ضدّ قطع رواتب الأسرى، وطالبنا الجهات المعنية بتوفير الرواتب لجميع الأسرى، وضرورة ضمانها، لأن المشروع الوطني أقيم على تضحيات الأسرى والجرحى والشهداء (…) وبرغم إدراكنا للضغوط الدولية، فإن ذلك يجب ألّا يحرمنا من البحث عن حلول لتوفير الرواتب بشكل مباشر لذوي الأسرى”.

إغلاق