“مسارات”: السلطة تستغل دمار جنين “شماعة” لتبرئة الاحتلال وتجريم المقاومة
رام الله – الشاهد| قال خليل شاهين من المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات “مسارات” إن السلطة الفلسطينية تتحدث عن أمن وأمان واستقرار وهو ما بدا واضحًا في زيارة الرئيس محمود عباس إلى جنين.
وأضاف شاهين في تصريح: "عباس وقف وخلفه بناية محروقة وكأنه يقول للناس نريد الحفاظ على الأمن والأمان والاستقرار.. ما يعني منع تكرار عمليات المقاومة حتى لا يتكرر دمار الاحتلال، وكأن سبب الدمار هو الفلسطيني الذي يقاوم الاحتلال، وليس الاحتلال نفسه".
وتابع: "السلطة بشكلها الحالي، لا تستطيع تغيير هذه السياسة، وهذا ما يفسر عدم تنفيذ قرارات المجلس الوطني بإعادة النظر في العلاقة مع الاحتلال".
وأكمل شاهين: "حتى يحدث أي تغيير، يجب أولًا أن تتغير السلطة، ولا يعني ذلك أن تتبنى السلطة خيار المقاومة، ولكن أن تتحول إلى سلطة مجاورة للمقاومة، بحيث تنشغل أساسًا بتوفير إمكانية صمود المواطنين، وتوفير الخدمات، وتعزيز صمود الناس في المناطق الأكثر استهدافًا".
ودعا السلطة إلى التحول لجهاز خدمي ولا تمارس مهمات سياسية.
من جهاز أمني لخدمي
وذكر شاهين أنه ليس من دعاة حل السلطة وإنما تغييرها، لأننا دائمًا بحاجة إلى سلطة ما في مواجهة الاحتلال، لأن البديل عن ذلك هو سيطرة الاحتلال على كل شيء.
ونبه إلى أنه بطبيعة الحال، لن تُبحث كل هذه القضايا في اجتماع الأمناء العامين للفصائل، لكن يجب أن تكون هناك عدة نقاط مركزية، أهمها وقف الاعتقال السياسي وملاحقة المقاومين تمامًا.
وبين أنه هذا الأمر يمكن أن يتسع مداه في الفترة القادمة؛ لأن السلطة ما زالت تتبنى سياسة البقاء، ولذلك يجب أن تتوقف هذه السياسة تمامًا.
وطالب شاهين بوضع خطة شاملة للعمل الميداني والسياسي، وبمراحل لاحقة تناقش الخطط التفصيلية.
وختم: "بتقديري لن ينجح اجتماع الأمناء العامين في القاهرة، وإنما قد يصدر بيان عن الاجتماع، ولكنه لن يأتي بجديد، ولن ينفذ".
تفكيك المقاومة
ومؤخرا، كشف "الشاهد" عن تكثيف ضباط كبار في أجهزة السلطة جهودهم لتفكيك حالة المقاومة في مدينة جنين ومخيمها، كجزء من اتفاقها الأمني مع "إسرائيل" الذي وقع عقب فشل الأخيرة بعدوانها عليهما (3-5يوليو الجاري).
وقالت مصادر مطلعة إن الضُباط -الذي يحتفظ "الشاهد" بأسمائهم- من داخل مخيم جنين يعملون بشكل مكثف على نشر الخلاف والشقاق بين شباب كتيبة جنين وكتائب القسام وكتائب الأقصى.
مناديب السلطة
وذكرت أنهم استخدموا مناديب لهم للإيقاع بين المقاومين لإحداث حالة شرخ ثم العمل مع كل حالة على حدة إيذانًا بتفكيك حالة المقاومة في جنين.
وأشارت المصادر إلى أنه بموازاة ذلك، يحاول هؤلاء الضباط استمالة عدد آخر لتسليم أنفسهم مع إيهامهم بوعود العفو ومنحهم وظائف في السلطة.
وأكدت أن المحاولات كافة باءت بفشل ذريع وكان الرد موحدًا من التشكيلات العسكرية جميعًا برفض ابتزاز السلطة، مبينة أن احتقانا كبيرا من أهالي جنين ضد هؤلاء الضباط ويتوعدون بمحاكمتهم شعبيًا.
ومنذ انتهاء العدوان الإسرائيلي على جنين ومخيمها، تُحيك أجهزة السلطة مع الاحتلال "مخططًا خبيثًا" يستهدف مدينة جنين ومخيمها، استكمالًا لمراحل أعنف هجوم إسرائيلي عليهما منذ2002.
وتخطط عبر أدواتها الرخيصة لزرع الفتن والنفخ فيها بين أهالي جنين وعناصر المقاومة الذين أظهروا وحدة وبسالة منقطعة النظير أثناء تصديهم للعدوان.
ووفق "الشاهد"، فالمخطط الذي أقرت له ميزانية خاصة، يأتي ضمن مراحل العدوان الذي هدف عبثًا لتكسيرهما وكي وعي الشعب الفلسطيني والقضاء على المقاومة.
مخطط خبيث
وأشارت المصادر إلى أنه يشمل بث إشاعات ومعلومات مغلوطة بين المواطنين لضرب النسيج الاجتماعي وإصدار بيانات مفبركة تتسبب بإشعال خلافات بين المقاومين.
وبينت أن أول إنجازات المخطط كان بظهور عدد من عناصر المخابرات يرتدون زيًا أسودًا ويضعون عصابات خضراء ورايات لحركة حماس ل إيقاع الفتنة بين مقاومي جنين.
وقالت إن السلطة طلبت من عناصرها والذباب الإلكتروني ترويج المقاطع المصورة والبيانات المفبركة التي سينتجها جهاز المخابرات وترديد الإشاعات في جنين وبقية المحافظات تحت طائلة المسؤولية.
وأكدت المصادر أنه سيتزامن مع استمرار حملات ملاحقة المقاومين واعتقالهم والزج بهم في مسالخها الأمنية لإخماد أي حالة مقاومة.
واعتادت أجهزة السلطة على تصدير فبركات هابطة بين الفينة والأخرى لمحاولة تصدير أزماتها الداخلية إلى أطراف أخرى، وأخرها الخزي الذي تتعرض له لدورها المتواطئ في العدوان على جنين.
وتهاجم السلطة وإعلامها المقاومة وحركة حماس تحديدًا وتحاول زرع الفتن مع حركة الجهاد الإسلامي وكتيبة جنين، إلا أن حملتهم الفاشلة في كل مرة تواجه بانتقادات واسعة من المواطنين.
وتحاول عبر إعلامها وناطقيها تشويه صورة المقاومة بشكل مستمر وتبهيت وتسخيف أي عمل مقاوم للاحتلال في الضفة خدمة لأجندة التنسيق الامني، وكثيرا ما وضعت الشهداء في سياق بعيد عن افعالهم البطولية.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=14651