شاهد نص استقالة عباس وبماذا نعته الرئيس عرفات بعد أن اتهمه بالخيانة

شاهد نص استقالة عباس وبماذا نعته الرئيس عرفات بعد أن اتهمه بالخيانة

الضفة الغربية – الشاهد| تصادف هذه الأيام ذكرى تقديم رئيس السلطة محمود عباس استقالته للرئيس الراحل ياسر عرفات، عندما كان رئيساً للحكومة الفلسطينية عام 2003، التي شكلت رغماً عن عرفات.

وقد بدت ملامح الغضب باديةً على الرئيس عرفات خلال حلف عباس لليمين أثناء تنصيبه كرئيساً للحكومة الفلسطينية، إذ كان يعلم أن الغرب وبعض الدول العربية تخطط إزاحته من المشهد ووضع عباس بدلاً منه.

وأكدت عدد من الشخصيات المحيطة بالرئيس عرفات بأنه شعر بألم ومراره داخلية بعدما أجبر على تعيين عباس في منصب رئيس الوزراء وإعطائه صلاحيات واسعة، ونعته عرفات بألفاظ نابية.

كتاب الاستقالة الذي قدمه عباس في 6 سبتمبر 2003، أظهر حجم الخلاف بينه وبين الرئيس الراحل ياسر عرفات الذي نعته بلقب “كرزاي فلسطين”، وبأنه خائن للأمانة، فقبلها الرئيس عرفات مباشرة وكتب عليها: “أقبلها بلا تردد يا كرزاي فلسطين”.

كتاب الاستقالة

وجاء في نص كتاب الاستقالة: “الأخ أبو عمار.. تحية طيبة وبعد,, نظراً للظروف الصعبة، بل والمستحيلة التي مرت بها حكومتي نظراً للظروف الصعبة، بل والمستحيلة التي مرت بها حكومتي، حيث وضعت الحكومة الإسرائيلية جداراً سدت به الطريق أمام أي تقدم في عملية السلام، ومارست أبشع أنواع القهر والأذى بشعبنا وأرضه وحقوقه، وتهربت من الاستحقاقات وتنفيذ الالتزامات المترتبة عليها، إضافة إلى عدم وجود تصميم دولي أكثر حزماً تجاه تطبيق خارطة الطريق، هذا، ومن جهة أخرى فإن هذه الحكومة تعرضت لأبشع أنواع التحريض والتشويه ووضع العقبات والعراقيل في طريقنا قبل ولادتها، بهدف شلها وعدم تمكينها من إنجاز مهامها التي رسمتها قيادة المنظمة على الوجه الأكمل”.

وأضاف: “لقد بذلت كل ما أستطيع وفوق ما أستطيع؛ كي أحقق انجازات سياسية وأخرى داخلية، سردت بعضها في تقريري للمجلس التشريعي. ولكن، يبدو أن المسألة ليست مسألة انجازات بقدر ما هي توجهات بتصميم مسبق وإصرار على إفشال هذه الحكومة بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة، بما في ذلك استباحة الدم والإهانة والتخوين والتعرض لسمعتنا وأخلاقنا”.

وتابع: “وحدكم فقط تملكون قرار إقالة الحكومة والتخلص منها في أي وقت وكان بإمكانكم فعل ذلك، إلا أن الرغبة توفرت وبشكل واضح لإبقائها مشجباً تعلق عليه الأحقاد التي امتلأت بها النفوس، وأصبحت إهانتها هدفاً بحد ذاته، دون النظر إلى ما يمكن أن يحقق من مصلحة عامة للشعب والوطن والقضية. والأسوأ من ذلك هو أسلوب التضليل الذي مارسه واستمرأه البعض من أجل حرف الحقائق. ومهما بلغت الأمور من التدني والانحطاط، فإنني لم أجعل هذا السوط يمنعني من رفع صوت الحق على صوت الباطل”.

واستطرد: “وما دمت مقتنعين بأنني كرزاي فلسطين وأنني خنت الأمان ولكم أكن على قدر المسؤولية، فإنني أردها لكم لتتصرفوا بها. وحيث أن السلسلة، استكملت حلقاتها لوضعنا أمام خيار لا ثاني له ونهاية لا مفر منها، فإنني أقدم لكم استقالة الحكومة واستقالتي كرئيس لها، معتبراً أن الحكومة مستقيلة منذ هذا اليوم”.

وختم عباس كتاب الاستقالة بآية قرآنية كتبها بخيط يده: بسم الله الرحمن الرحيم.. “إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولا” صدق الله العظيم.

قبول الاستقالة

الرئيس عرفات أصدر مرسوماً رئاسياً رقم (17) لسنة 2003 بقبول استقالة عباس جاء فيه: “رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية بعد الإطلاع على القانون الأساسي المعدل لاسيما المادتين (45) و (83) منه وعلى المرسوم الرئاسي رقم (6) لسنة 2003 بتكليف رئيس الوزراء. وعلى المرسوم الرئاسي رقم (7) لسنة 2003 بتشكيل مجلس الوزراء وبناء على الاستقالة المقدمة من محمود عباس رئيس الوزراء بتاريخ 6/9/2003م رسمنا بما هو آت”.

وأَضاف: “تقبل استقالة محمود عباس رئيس الوزراء اعتبارا من 6/9/2003 على أن يستمر وأعضاء حكومته في أداء عملهم كحكومة تسيير أعمال لحين تولي الوزارة مهام عملها”.

كرزاي فلسطين

وكشف العديد من قيادات حركة فتح وأعضاء اللجنة المركزية للحركة عن طبيعة وحجم الخلاف بين الرجلين، فقد أكد القيادي في الحركة ووزير الداخلية في عهد حكومة أحمد قريع الثانية حكم بلعاوي أن العلاقة بين الرجلين كانت سيئة.

وقال بلعاوي: “أبو مازن شخص مزاجي ولم يكن يحب أبو عمار ولديه طموح وأطماع شخصية داخل فتح والسلطة”.

وأضاف: “في كل الأوقات كان بينهم (عباس وعرفات) قطيعة ولكن لكن لم تكن بارزة، ولم يكن هناك وجاهه بينهم، ونحن كأعضاء في اللجنة المركزية كنا نعرف حجم الحقد الذي يكنه أبو مازن لأبو عمار واعتراضه على كثير من قراراته لا لشيء وإنما للاعتراض فقط والتنغيص على أبو عمار”.

وشدد بلعاوي على أنه سمع من الرئيس عرفات مباشرة نعته لعباس بـ”كرزاي فلسطين”، إذ كان يعتبره تبعاً لـ”إسرائيل” وأمريكا وأنه يعمل في خط سياسي مناوئ له.

بلعاوي يصف وضع الرئيس عرفات بعد أن أصبح عباس رئيساً للوزراء بضغط غربي وإسرائيلي وإحداث بعض التغيير على النظام السياسي قائلاً: “أبو عمار شعر بألم ومراره داخلية وشعر أنه غير مسيطر على أبو مازن.. وقال لي أبو عمار ذات مرة أن أبو مازن يشاوره على عجل ولا يهتم لرأيه، وفي حينها أذكر أنه شتمه بشدة في مرة من المرات وقال هذا ابن شرموطة”.

تعيين بالإكراه

من جانبه، قال عضو اللجنة المركزية المفصول من حركة فتح محمد دحلان، إن أبو عمار كان يرفض تعيين الرئيس محمود عباس رئيساً للوزراء.

وأضاف دحلان: “عندما بدأنا النقاش عن الحكومة وأصبح الموضوع جدياً طلبني أبو عمار إلى مكتبه وذهبت له وقال لي أنه تراجع عن تعيين أبو مازن رئيساً للحكومة فقلت لأبو عمار سيقضي عليك وعلينا لأنك أنت من قطع كل هذا الشوط ووافقت على الوثيقة ولا يجوز أن تتراجع عنها”.

وتابع: “وأنا أدركت من اللحظة الأولى أن هذه كله تكيتك من أبو عمار.. فقال لي أبو عمار أنه لا يوافق لأن أبو مازن غير مؤتمن، فقلت له هل تريد أبو علاء؟ فقال لي لا، فسألته من تريد؟ فقال لي أنا حر وأختار متى أريد، والخلاصة أصبحت نقاشات طويلة بيني وبينه عن الأشخاص المؤتمنين وغير مؤتمنين”.

إغلاق