مركز الميزان: يحمل الصحة وفاة الطفل النواتي ويدعو للتحقيق

مركز الميزان: يحمل الصحة وفاة الطفل النواتي ويدعو للتحقيق

الضفة الغربية – الشاهد| دعا مركز الميزان لحقوق الإنسان، إلى فتح تحقيق في وفاة الطفل سليم محمد سليم النواتي الذي توفي في رام الله يوم الأحد الماضي؛ نتيجة مرضه بسرطان الدم والنخاع الشوكي، وعدم حصوله على العلاج والرعاية الطبية اللازمة.

وأكد الميزان، في بيان صحفي الخميس، أن الطفل النواتي حصل على تحويلة طبية وحجز في مستشفى النجاح في مدينة نابلس بتاريخ 24 نوفمبر 2021 بعد تشخيص حالته في مستشفى الرنتيسي المتخصص بغزة على أنّه مصاب بسرطان الدم.

وأضاف أن كثيرين من مرضى قطاع غزة يشكون من تأخير دائرة العلاج بالخارج في وزارة الصحة منحهم التحويلات الطبية والتغطية المالية، وأحيانًا التأخر في تجديد التحويلات للمرضى الذين أمضوا سنوات في العلاج، واقتربوا من التماثل للشفاء؛ ما يسهم في انتكاس حالاتهم.

وقال إن دائرة العلاج بالخارج قامت بتحويل الطفل النواتي إلى مستشفيات تعلم الوزارة أنّها لا تتلقى، كما ادّعى مستشفى النجاح، حالات جديدة من طرفها بسبب الديون المتراكمة على الوزارة أو بسبب عدم اختصاص بعض منها".

وشدد الميزان على أنّ هذا الإجراء "يضع مسئولية كبيرة على الوزارة تستوجب التحقيق فيها"، مشدّدًا على "أن رفض مستشفى النجاح ومجمع فلسطين الطبي استقبال الطفل النواتي، لا يمكن تبريره أخلاقيًا وقانونيًا، ويستوجب أيضًا التحقيق فيه وفي ملابساته".

ولفت إلى أنّ سلطات الاحتلال ماطلت كعادتها في منح موافقة للمرور إلى المستشفى للطفل ومرافقه، ولم يتمّ منحه تصريح مرور حتى يوم 26 ديسمبر 2021.

التحويل للخارج

وطالبت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال بإجراء مراجعة شاملة لبروتوكولات التحويل للعلاج في الخارج ما بين وزارة الصحة ومقدمي الخدمات، بحيث تأخذ بعين الاعتبار الحقوق الصحية للمرضى كأولوية قصوى.

وقالت الحركة في بيان لها تعليقاً على وفاة الطفل سليم النواتي: "تشكيل لجنة تحقيق في وفاة الطفل النواتي من قطاع غزة يجب ألا يقتصر على تحميل أفراد المسؤولية فقط، بل يجب أن تكون هناك مراجعة شاملة لنظام التحويل للعلاج في الخارج بشكل يضمن تمتع المرضى بحقوقهم الصحية.

وأوضحت الحركة أن الإجراءات البيروقراطية المتبعة ساهمت في حرمان الطفل النواتي من حقه في الحياة، الذي هو حق لكل إنسان، وأنه لا يجوز حرمان أحد من الحق في الحياة تعسفا.

وأشارت إلى أن الطفل النواتي الذي اكتشف الأطباء في غزة أنه مصاب بسرطان الدم "اللوكيميا" وأوصوا بتحويله للعلاج فوراً إلى مستشفيات الضفة، حيث يفتقر القطاع لعلاج هذا النوع من الأمراض، وصل مستشفى النجاح في نابلس برفقة عمه جمال النواتي بتاريخ 27/12/2021 بعد ثلاث محاولات كان يرد فيها الاحتلال بالرفض.

تفاصيل الجريمة

ونقلت الحركة عن جمال النواتي إفادته في تفاصيل ما جرى والذي قال فيها: بتاريخ 26/12/2021 وردنا اتصال من الارتباط الفلسطيني بضرورة الحضور لمعبر بيت حانون "ايرز" لاستلام تصريح المرور للوصول لمستشفى النجاح، كنت أنا المرافق لسليم في رحلة علاجه، وعندما وصلنا أبلغنا الارتباط الفلسطيني أن اسم سليم ورد ضمن كشف يحتوي 8 أسماء مرضى سرطان من قطاع غزة أرسله مستشفى النجاح يفيد برفضه استقبالهم بسبب تراكم الديون والمستحقات المالية على الحكومة الفلسطينية، علما أن سليم كان قد حصل على موعد المستشفى والتغطية المالية قبل إصدار القرار من مستشفى النجاح.

وأضاف: قررت استلام التصاريح والمغامرة بالسفر والوصول للمستشفى لاستكمال علاج سليم، وفعلا وصلت إلى رام الله ثم توجهت لمستشفى النجاح بنابلس صباح يوم 27/12/2021 لكي يحصل سليم على علاجه وكان معي ملفه الطبي الكامل والتغطية المالية، مع العلم أن مماطلة سلطات الاحتلال في سفر سليم تسببت بتفشي المرض بأجزاء أخرى من جسده، وتوجهت لمكتب مدير تحويلات مرضى غزة في مستشفى النجاح من أجل استقبال الحالة، لكن مسؤول قسم التحويلات هناك رفض استقبال سليم بحجة تراكم الديون على وزارة الصحة، وأثناء ذلك حضر إلى مكتب المسؤول طبيب مختص وقرأ تقرير سليم الطبي وقام بمعاينته وأوصى بضرورة إدخاله للمستشفى، لكن المسؤول أصر على رفض استقبال الحالة.

وتابع: عدت لرام الله وتواصلت مع دائرة العلاج بالخارج وتواصلوا مع مستشفى النجاح من أجل استقبال حالة سليم الطارئة، غير أن إدارة المستشفى أصرت على رفض استقبال الحالة أو أي مريض جديد محول من قطاع غزة، وأنها تستقبل فقط المراجعين وليس الحالات الجديدة، وفي الوقت نفسه خاطبت دائرة العلاج بالخارج مستشفى المقاصد بالقدس لاستقبال سليم كحالة طارئة، وجاء الرد أيضا برفض استقبال الحالة بسبب تراكم الديون المستحقة على الحكومة الفلسطينية، وكذلك جاء الرد من مستشفى المطلع بالقدس والمستشفى الاستشاري برام الله، جميعهم رفضوا للسبب نفسه".

واستطرد: بتاريخ 29/12/2021 تقدمت بشكوى لوزيرة الصحة الدكتورة مي الكيلة للضغط على المستشفيات الفلسطينية بالضفة والقدس لقبول علاج سليم، الذي كان وضعه الصحي يتدهور وحالته النفسية تسوء نتيجة الرفض المتكرر من المستشفيات لعلاجه، وكان الرد من الوزيرة أن أوصت بتحويله للعلاج في إحدى المستشفيات الإسرائيلية، وانتظرت رد المستشفى الإسرائيلي وطلبت نقل سليم لمتابعة العلاج في إحدى المستشفيات برام الله لحين وصول الرد، وقد تم توجيهنا من دائرة العلاج بالخارج إلى مجمع فلسطين الطبي برام الله إلى حين وصول موافقة المستشفى الإسرائيلي، وفعلا ذهبنا للمجمع وهناك جاء رد مدير المجمع برفض استقبال سليم دون إبداء أي سبب.

وتابع: عدت لدائرة العلاج بالخارج وأبلغتهم برفض مجمع فلسطين الطبي استقبال سليم، فقالوا إن هذا الرفض غير مبرر وطلبوا مني العودة للحصول على سبب لرفض استقبال الحالة، غير أن إدارة المجمع رفضت منحي كتابا يوضح سبب الرفض وقالوا هم يعلمون السبب.

وأشار عم الطفل إلى أنه تلقى صباح يوم الأحد 9/1/2022 ردا من مستشفى "إيخلوف" لعلاج سليم بناء على كتاب وزيرة الصحة، وعليه تواصل مع الهيئة العامة للشؤون المدنية في غزة وأرسل لهم التقرير الطبي والتغطية المالية وموافقة المستشفى الإسرائيلي في اليوم نفسه، بغرض عمل تنسيق، وقد ردت سلطات على هذا الطلب العاجل بأنه "تحت الفحص"، مبينا أن مستشفى ايخلوف تواصل مع الجانب الإسرائيلي لتسريع إصدار التصريح، إلا أن الرد كان أنه يجب أن يعودا (سليم وعمه) لقطاع غزة وتقديم طلب جديد من هناك.

وأضاف: عدت أنا وسليم لدائرة التحويلات للعلاج بالخارج في رام الله، وهناك قام أحد الأطباء بمعاينة سليم فأوصى بنقله فورا بواسطة مركبة إسعاف إلى مجمع فلسطين الطبي مع الإشارة إلى أن حالته عاجلة جداً ولا تستدعي الرفض، وفعلا ذهبنا إلى هناك، وأثناء معاينته من قبل الأطباء توفي في حوالي الساعة 12:15 ظهر يوم الأحد 9/1/2022.

المواطن يدفع الثمن

ودفع ثمنه الفتى سليم النواتي، قبل أيام بعد رفض مستشفى النجاح استقباله للعلاج من مرض السرطان لعدم تسديد حكومة اشتية مستحقاتها منذ أشهر طويلة.

وأوضحت العائلة أن وفاة ابنها جاءت بعد المماطلة في علاجه إثر حصوله على تحويلة طبية للعلاج في مستشفى النجاح الأهلي في مدينة نابلس.

وأفادت العائلة أن نجلها شعر بآلام في بطنه خلال تواجده في مدرسته خلال الفصل الدراسي الأول، ليتبين لاحقا أنه مصاب بمرض السرطان، وحاولت العائلة بكل الطرق ان توفر له تحويلة للعلاج الى ان نجحت في توفيرها في مستشفى جامعة النجاح، وبمجرد وصول الشاب النواتي إلى المستشفى، رفض المستشفى استقباله بحجة تراكم الديون على السلطة الفلسطينية".

وقالت العائلة إن نجلها المريض بقي على هذه الحال الصعبة قرابة الـ 15 يومًا، حتى وافته المنية وهو ينتظر حلا يكفل له تلقي العلاج دون ان يكون ضحية الخلافات بين المستشفى والحكومة.

بدروه، رد الرئيس التنفيذي لمستشفى النجاح د. كمال حجازي، بأن إدارة المستشفى كانت قد أعلنت مؤخرا ايقاف استقبال الحالات المرضية الجديدة الخاصة بالأورام والمحولة من وزارة الصحة، بسبب الأزمة المالية والديون المتراكمة على الحكومة والتي تبلغ قيمتها 400 مليون شيكل.

وأشار الى أن هذا الأمر تسبب بعدم قدرة المستشفى على توفير الأدوية الخاصة بمرضى الأورام، وقال إن هذا ما كنا نخشاه عندما أعلنا عن تأخر الدفعات من وزارة الصحة وتأثير ذلك على المرضى.

وأكد حجازي أنهم أبلغوا وزارة الصحة إنه في حال توفر السيولة أو التوافق مع شركات الأدوية على توفير العلاجات اللازمة، حينها سيعاودون استقبال الحالات المرضية للأورام من جديد.

إغلاق