مروان المعشر: الشارع الفلسطيني يثق بالمقاومة وسيرفض عودة السلطة لغزة بعد العدوان

مروان المعشر: الشارع الفلسطيني يثق بالمقاومة وسيرفض عودة السلطة لغزة بعد العدوان

الضفة الغريية – الشاهد| أكد وزير الخارجية الأردني الأسبق مروان المعشر أن الشارع الفلسطيني لن يقبل بأن تقوم السلطة الفلسطينية بشكلها الحالي بإدارة قطاع غزة نتيجة فقدانه الثقة فيها، موضحا أن المقاومة باتت هي الخيار الوحيد الذي يحظى بثقة الشارع الفلسطيني.

وأشار في مقال نشره بصحيفة القدس العربي إلى أن استنتاجه هذا ينطلق من نتائج الاستطلاع الأخير للمركز الفلسطيني للبحوث المسحية، والذي أظهر تراجعا كبيرا في شعبية فريق السلطة في مقابل ارتفاع كبير في شعبية حركة حماس وفصائل المقاومة.

وقال المعشر إن المجتمع الدولي والعديد من مراكز البحث بدأت بالحديث عن مرحلة ما بعد الحرب الإسرائيلية على غزة، وطرح سيناريوهات متعددة للإجابة على أسئلة مستعصية عمن يحكم غزة بعد الحرب، أو فرص إطلاق أي عملية سياسية لحل الصراع.

وشدد على وجود عامل لا يؤخذ بالمستوى المطلوب من الجدية لدى إعداد هذه الطروحات، وهو الرأي العام الفلسطيني في الأراضي المحتلة، أي في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة.

وذكر المعشر الذي عمل كأول سفير أردني لدى الاحتلال أنه لا يمكن أن تتوفر عوامل النجاح لأي خطة مستقبلية دون الانتباه لنبض الشارع الفلسطيني تحت الاحتلال من الآن فصاعدا.

ونوه الى أنه من الواضح عدم نجاعة سياسة الحديث مع السلطة الوطنية الفلسطينية بشكلها الحالي فقط، فقد تجاوزتها كل من حماس والقوى الثالثة.

ولفت الى أن استطلاع الرأي الأخير الذي قام به المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية بإدارة خليل الشقاقي يكتسب أهمية خاصة، ، لكونه يلقي الضوء للمرة الأولى على رأي الشارع الفلسطيني منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.

وأكد على أن، تجاهل هذا الرأي ستكون له عواقب وخيمة على أي خطط يجري إعدادها في ظل تبيانه المزاج العام لمن سيحكم غزة بعد الحرب. حيث يتنبأ 64٪ من المستطلعين (73٪ من الضفة الغربية و51٪ من غزة) بأن حماس هي من سيحكم، بينما أبدى 60٪ (75٪ من الضفة الغربية و38٪ من غزة) تفضيلهم لحكم حماس بعد الحرب على أي سيناريو آخر.

واعتبر أن ما يقوله الاستطلاع هو أن أي سيناريو يتم وضعه لمرحلة ما بعد الحرب لا يستطيع تجاهل حماس على الإطلاق، وأنها فرضت نفسها كلاعب هام على الساحة في المرحلة المقبلة.

ولفت الى أنه بالمقارنة، فإن 7٪ من المستطلعين فقط يرغبون في أن تحكم السلطة الوطنية الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس غزة بعد الحرب، كما أن 3٪ فقط يؤيدون قدوم قوة عربية لإدارة غزة، وأن 88٪ يرغبون بأن يستقيل عباس من منصبه.

ورأى المعشر أن هذه الأرقام هامة وربما صادمة لأي سيناريوهات دولية تطرح اليوم تفترض فيها أن السلطة الوطنية الفلسطينية بشكلها الحالي ستكون مقبولة لإدارة غزة.

وعلق على نتيجة حول من يفضل الفلسطينيون من القوى السياسية في حال أجريت انتخابات تشريعية، فإن حماس ستحصل على 43٪ (44٪ في الضفة و 38٪ في غزة) بينما ستحصل فتح على 17٪ (16٪ في الضفة و 25٪ في غزة) بينما ستحصل القوى الثالثة (عدا فتح وحماس) على 23٪ (أكثر من فتح) وأبدى 17٪ عدم اتخاذهم قرارا بعد لمن يصوتون).

وقال إنه يلاحظ الدعم الكبير لحماس، ويلاحظ أيضا أن القوى الثالثة في المجتمع تتفوق على فتح، موضحا أنه

نظرا لأن النظام الانتخابي الفلسطيني نظام نسبي، ستتمثل كل هذه القوى في المجلس التشريعي المقبل.

وشدد على أنه سيكون من المستحيل تجاهل حماس كقوة سياسية لدى الحديث عن أية عملية سياسية مستقبلية.

وذكر المعشر أنه رصد تطورا لافتا أيضا، لدى السؤال عن الطريقة المثلى لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، فإن 63% من المستطلعين (20% في الضفةو 56% في غزة) أجابوا بإنها المقاومة المسلحة، مقارنة بـ 20% ممن يفضلون المفاوضات، و 13% ممن يؤمنون بالمقاومة السلمية.

ورأى أنه لم تكن هناك أغلبية فلسطينية تؤمن بالمقاومة المسلحة قبل عشرين عاما، مما يعني التخلي عن الوسائل السلمية اليوم وعدم الاقتناع بأنها أتت بنتيجة لإنهاء الاحتلال.

وأكد المعشر أن هذه النتائج تؤشر لتطورات هامة في المزاج الشعبي الفلسطيني، ولعل عدم جدية المجتمع الدولي في إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية إنْ استمرت ستعني تحولا نحو المقاومة المسلحة في المرحلة المقبلة ولوقت طويل.

وأضاف: “يحسن المجتمع الدولي صنعا إنْ درس هذه النتائج جيدا واستخلص العبر اللازمة وابتعد عن طروحات لا تمت للواقع بصلة”.

إغلاق