لماذا تخشى السلطة والاحتلال من تحرك الضفة مع غزة؟.. باحث يجيب

لماذا تخشى السلطة والاحتلال من تحرك الضفة مع غزة؟.. باحث يجيب

رام الله – الشاهد| قال الباحث في مركز رؤية للتنمية السياسية كريم قرط إن السلطة الفلسطينية عملت بكل جهد على مدار 400 يوم من حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة بهدوء الشارع في الضفة الغربية المحتلة.

وأكد قرط في تصريح أن السلطة سعت عدم تحول المشاعر التي تنتاب الناس إلى تحرك شعبي؛ مبينا أن السلطة هي المتأثر الأول، ففي حال اندلاع اضطرابات واحتجاجات ضخمة بالضفة لن تسيطر عليها، وهي معنية بالحفاظ على سكون الشارع.

وأشار إلى أن هذا الذي بدا من خلال ملاحظة تراجع الميدان في الضفة الغربية، مردفا: “يبدو جليا أن الضفة منذ بداية العدوان على غزة كان تفاعلها الجماهيري مع الحرب إما هامشيا أو منعدماً بشكل كبير، وفي الأيام الأولى للعدوان كان هناك تحرك جماهيري ملحوظ، وخرجت مظاهرات ضخمة في عدد من المدن في الضفة، لكن مع الوقت تراجع على عكس ما كان مأمول من تصاعده”.

وشدد قرط على أن “الإشكالية الكبرى هي أنه ومع استمرار العدوان لأكثر من عام، بدأ التفاعل الشعبي والجماهيري بالضفة مع تطورات العدوان والمجازر يخبو شيئا فشيئا”.

وأوضح أن الاحتلال يدرك خطورة تحرك الضفة جماهيريا وظهرت تصريحات صحافية كان فحواها أنهم يخشون من سيناريو خروج الآلاف للشوارع للتفاعل مع غزة، وهذه المخاوف كان سببها أن خروج الضفة كان يتطلب تسخير الكثير من الموارد الضخمة وهي كانت ستوثر على المجهود العسكري في غزة أو لبنان، فالانتفاضة بالضفة تقتضي جلب وحدات، وكتائب وألوية. وهذا سيناريو تخشى منه إسرائيل”.

وقال قرط إنه وخلال عام اعتاد الناس على المشهد. وحدث ما تم التحذير منه، أي تكرس اعتياد المشهد فيما تستمر المجازر، وبالتالي أمن الاحتلال طرف الضفة الغربية والداخل المحتل عام 1948، وكذلك أمن تحرك الشعوب العربية”.

واستدرك الباحث بقوله: “مع ذلك يبقى تحرك الضفة جماهيريا مسألة في غاية الأهمية، في المرحلة الحالية، ولو على شكل نوع من التضامن (…) والمظاهرات الضخمة يمكن أن تكون دافعاً معنوياً لمزيد من صمود الفلسطينيين في غزة. وهذا لم يحدث، وله أسباب الطويلة، لكن من أبرزها أن هناك أسباباً عميقة مرتبطة بغياب أي تنظيم قائد قادر على تحريك الشارع الفلسطيني”.

وتوقع أن تكون هناك تحركات شعبية جديدة بفعل أحداث غير متوقعة، فالشارع لا يمكن التنبؤ بتحركاته أو تفاعلاته مع الأحداث، ربما تكون هناك «قشة تقصم ظهر البعير»، وتخرج الناس للشوارع، ولكن مع ذلك فهذا يحتاج إلى وجود قيادة ومؤسسات وتنظيم قادرة على توجيه التحرك في الاتجاه الصحيح نحو الاستمرارية والتأثير.

إغلاق