لماذا تستميت مصر لإعادة السلطة لحكم قطاع غزة؟

لماذا تستميت مصر لإعادة السلطة لحكم قطاع غزة؟

رام الله – الشاهد| تواصل مصر جهودها باستماته لإعادة السلطة الفلسطينية لحكم قطاع غزة، وذلك في إطار ترتيبات ما يسمى بـ”اليوم التالي”.

مصر والتي تعتبر السلطة الفلسطينية البديل الأفضل لحكم حركة حماس، الذي قبلت بوجوده مكرهاً خلال السنوات الماضية، وتحديداً عبر معبر رفح، ترى أن الفرص سانحة الآن للدفع بحكم السلطة للقطاع.

ومثلت تصريحات وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي آخر تلك الجهود، إذ أكد على ضرورة تمكين السلطة الفلسطينية لاستعادة وضعها في قطاع غزة، لاسيما فيما يتعلق بالأنشطة الإنسانية.

وحذر عبد العاطي من أية مساعي لفصل قطاع غزة عن باقي الأراضي الفلسطينية، رافضاً في الوقت ذاته مخططات التهجير الإسرائيلية لسكان قطاع غزة.

تدريب قوات فلسطينية

يأتي ذلك بعد أيام فقط من كشف مصدر دبلوماسي مصري للقناة 11 العبرية، عن أن مصر اقترحت تدريب رجال أمن فلسطينيين تابعين للسلطة الفلسطينية في أراضيها خلال فترة زمنية قصيرة لتولي مهمات اليوم التالي للحرب.

وذكرت المصادر أن حكومة الاحتلال لم تعط الضوء الاخضر لكن المساعي مستمرة بين أمريكا وكندا ودول اخرى.

شراكة في العدوان

فيما فضحت دراسة تحليلية موسعة نشرتها شبكة الصحافة الفلسطينية مدى تآمر النظام في مصر مع “إسرائيل” في حرب الإبادة على قطاع غزة ومشاركة القاهرة في الحصار والحرمان من الحقوق وتجريم التضامن مع القضية الفلسطينية.

وسلطت الدراسة التي أعدتها “منصة اللاجئين في مصر” بعنوان: (وين يروحوا؟) في إشارة للحصار الخانق المفروض على قطاع غزة الضوء على غياب الاستجابة المصرية للكارثة الإنسانية بغزة سواء حركة النزوح من إلى مصر، أو حركة خروج المرضى والجرحى، أو حركة المساعدات الإنسانية، أو أوضاع النازحين الفلسطينيين في مصر ومدى وصولهم إلى الخدمات الأساسية، وأخيرا تعامل النظام السياسي مع التضامن مع الشعب الفلسطيني.

ورصدت الدراسة حجم الاستجابة بشكل معمق، بدءا من أوضاع معبر رفح مع اندلاع حرب الإبادة، والإملاءات الإسرائيلية التي فرضت حصارا خانقا على حركة المساعدات وحركة خروج المرضى والجرحى، وعملية التنسيق الأمني لخروج الأفراد، ثم وضع المساعدات بعد احتلال الجيش الإسرائيلي للمعبر من الجانب الفلسطيني.

واستهلت دراسة “وين نروح؟” تردد السؤال على مسامعنا، وصوتٌ مهزوز على وعينا وسيتكرر مرارًا وتكرارًا. هكذا يسأل الفلسطيني نفسه كل يوم، داخل القطاع وخارجه.

“وين نروح؟” إنه السؤال الذي يوضح حجم الكارثة، والإجابة التي توضح حجم المعاناة الإنسانية. لم يعد هناك مكان في ذلك العالم لم يعد في مقدور أحد أن يشير إليه أنه “آمن”.

كما أن “وين نروح؟” لم يعد سؤال الفلسطينيين وحدهم، بل أصبح سؤال العالم كله في ظل تأكل مساحات التضامن والاستهداف، والإغلاق في زمن الإبادة والحصار والتجويع.

إغلاق