بين صراعات داخلية وحروباً مع المحتل.. شلالات من الدماء الفلسطينية أسالتها حركة فتح

بين صراعات داخلية وحروباً مع المحتل.. شلالات من الدماء الفلسطينية أسالتها حركة فتح

رام الله – الشاهد| بكل وقاحة وصلافة تطلق حركة فتح وسلطتها وناطقيها وذبابها الإلكتروني هجمات إعلامية لمهاجمة المقاومة التي أنقذت القضية الفلسطينية من النسيان والضياع، بعد سنوات طويلة من السير في النفق المظلم الذي أدخلته تلك الحركة وسطلتها لتلك القضية تحت مسمى “مسار التفاوض والاستسلام”.

الهجمات الإعلامية لحركة فتح والسلطة الفلسطينية تترافق مع حملات من قبل بعض الأنظمة العربية المطبعة، وذلك من قبل الاحتلال الذي فشل في كسر المقاومة الفلسطينية على مدار عام ونصف من حرب الإبادة في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وما أن تترسخ القناعة للسلطة وحركة فتح أن المقاومة باقية في قطاع غزة، حتى تبدأ بتأليب بعض العرب والشارع الفلسطيني، والطلب من المحتل صراحةً الاستمرار في الحرب حتى ترفع المقاومة الراية البيضاء، فقناعة قيادة السلطة وحركة فتح أن غزة هي آخر ما يمكن أن يحصل عليه الفلسطينيون من المحتل في ظل ابتلاع الاستيطان للضفة الغربية.

تاريخ من إراقة الدماء

فبعد 5 سنوات فقط من انطلاق حركة فتح في نهاية ستينات القرن الماضي، فتحت تلك الحركة وبمشاركة بعض الفصائل الفلسطينية معركة مع المحتل على أرض الأردن وبدعم من القوات الأردنية استمرت 15 ساعة فقط، أسفرت عن استشهاد وإصابة وأسر مئات الفلسطينيين.

وبسبب حالة النشوة من التي أصابت قيادة فتح بعد الدعم الأردني لها في تلك المعركة، زادت من نفوذها، ووصل الحال بها للتطاول على الأردن والمطالبة صراحة بإسقاط النظام الهاشمي، وحاولوا قتل ملك الأردن مرتين.

دفعت تلك الخطوات المجنونة من قبل حركة فتح الجيش الأردني للتحرك ووضع حد لتلك التصرفات، واندلعت معركة عرفت باسم “أيلول الأسود” واستمرت 10 أشهر مع حركة فتح وبعض الفصائل، لتشكل تلك الخطوة بداية انزلاق القضية الفلسطينية في منحدرات خطيرة وتستمر حتى اليوم.

معارك جانبية

طردت القوات الأردنية حركة فتح بعد تلك المعركة التي خلفت عشرات آلاف الشهداء والجرحى، إلى لبنان، حتى بدأت حركة فتح فصلاً جديداً من محاولات السيطرة على لبنان وجلب معارك جديدة للبنانيين.

وبدأت تستخدم فتح الأراضي اللبنانية بشن هجمات على المحتل والتي أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات الإسرائيليين، الأمر الذي دفع بالاحتلال لطرد فتح من جنوب لبنان إلى العاصمة بيروت عام 1978، وبعدها بـ 4 أعوام يتمكن الاحتلال من طرد حركة فتح وفصائل المنظمة من بيروت إلى تونس بعد معركة استمرت قرابة الـ 80 يوماً وأسفرت عن استشهاد وإصابة وأسر آلاف الفلسطينيين واللبنانيين، وتدمير واسع لبيروت وقرى الجنوب اللبناني.

الدم الفلسطيني مباح

لم تستخلص حركة فتح العبر من تلك المحطات التي مرت بها، ووجهت سلاحها مجدداً إلى صدور الفلسطينيين، فبعد أشهر من دخول السلطة إلى الضفة الغربية وقطاع غزة، بدأت في ملاحقة المقاومين الفلسطينيين، كتطبيق لاتفاق أوسلو وشقه الأمني تحديداً بمنع وجود لأي سلاح غير سلاح السلطة.

زجت بآلاف المقاومين في السجون وعذبتهم وقتلت المئات منهم، ووصل الأمر بها عام 2007، لتقتل حتى من يعارضها سياسياً، وأدخلت الشعب في صراع دموي بعد رفضها التسليم بنتائج الانتخابات التشريعية التي أسفرت عن خسارة مذلة لحركة فتح وفوز حركة حماس.

فبدأ عناصر حركة فتح والسلطة والفرق الأمنية التي شكلوها بقتل المواطنين على الهوية أثناء تفتيشهم على الحواجز التي ملأت شوارع قطاع غزة، وزجت تلك الحركة بعائلات كبيرة معها في ذلك الصراع.

أسفر الصراع عن مقتل مئات الفلسطينيين وإصابة مئات آخرين، وفي النهاية استطاعت المقاومة وضع حداً لجرائم تلك السلطة وطردتها من قطاع غزة.

إغلاق