لهذه الأسباب يريد “عباس” استبدال “ماجد فرج”

لهذه الأسباب يريد “عباس” استبدال “ماجد فرج”

رام الله – الشاهد| ذكرت صحيفة الأخبار اللبنانية في تقرير لها أنه حتى اللحظة لم تُعلن هوية الشخص الذي سيخلف اللواء ماجد فرج رسمياً، لكن ثمة أسماء تتردّد في الأوساط الأمنية القريبة من الرئاسة.

يأتي ذلك بعد أن كشفت مصادر فلسطينية عن قيام رئيس السلطة محمود عباس بالتجهيز لإقالة ماجد فرج وتعيين آخر مكانه، في ظل ما يقوم إنه إصلاحات لإرضاء الغرب وبعض الدول العربية.

ووفقاً للمعطيات المتوافرة، يُرجح أن يكون البديل شخصية أمنية من “الحرس الرئاسي”، أو من دوائر قريبة جداً من عباس، أو من ضباط يعملون في “مواقع ظل” داخل أجهزة الأمن الوقائي أو المخابرات العامة.

وفيما يتعلق بمواصفات البديل، فإن أبرز المعايير تتمثل في أن يكون شخصية شديدة الولاء للرئيس، ولا تمتلك طموحات سياسية مستقلة؛ إذ يبدو أن “أبو مازن” يسعى إلى تجنب تكرار “تجربة ماجد فرج”، الذي حاز نفوذاً داخلياً وخارجياً واسعاً جعله رقماً صعبًا داخل النظام الفلسطيني، لا يمكن لعباس تجاوزه بسهولة، حتى وصل الأمر قبل عام تماماً، إلى أن تدرس تل أبيب تعيين الأول “حاكماً لغزة بعد انتهاء الحرب”.

وبحسب ما كشفته “هيئة البث الإسرائيلية، حينها، فإن وزير الأمن الإسرائيلي السابق، يوآف غالانت، اقترح تولي فرج إدارة القطاع مؤقتاً، إلى حين بناء بديل لحكم حركة “حماس”.

وبناء على ذلك، فإنه من المرجح أن يكون البديل شخصيةً ذات طابع تقني أمني، لا تسعى إلى منافسة مركز القرار السياسي، المتمثل حالياً بـ”أبو مازن”، كما يُتوقع أن يكون محدود الصلات الإقليمية والدولية، بعكس فرج الذي بنى شبكة علاقات قوية مع الولايات المتحدة و”إسرائيل” ومصر والأردن، ما يعني أن العلاقات الخارجية ستمرّ مباشرة عبر مكتب الرئيس وليس من الجهاز الأمني ذاته.

على أنه من غير المرجح أن توقف السلطة أو تقلص من التنسيق الأمني مع “إسرائيل”، نظراً إلى أنها تعتبر ذلك “ضمانة” أساسية لاستمرارها، فيما تعده “إسرائيل” خطاً أحمر لن تألوا جهداً في الحفاظ عليه. ومع هذا، فإن خروج شخصية مثل ماجد فرج، المعروف بعلاقاته الوثيقة بالإسرائيليين وقدرته العالية على احتواء الأزمات، سيؤدي إلى خسارة قناة اتصال مباشرة مع “إسرائيل”، ما قد يُبطئ التعامل مع الأحداث الميدانية، ويوسع الثغرات في الجدار الأمني الذي تشكله أجهزة السلطة بالتعاون والتشارك بينها وبينها نظيرتها الإسرائيلية، خاصة في المرحلة الانتقالية، والتي سيعمل الجانب الإسرائيلي فيها على بناء ثقته بالمسؤول الجديد.

كما أن غياب فرج، الذي اعتمد عليه الأميركيون كشريك أمني موثوق، قد يفرض على واشنطن إعادة تقييم برامج الدعم والتدريب الموجهة إلى أجهزة الأمن الفلسطينية، وهو ما قد يؤدي إلى اضطرابات مرحلية وتراجع نسبي في التنسيق الأمني النوعي. وفي حال لم يكن البديل قادراً على تأمين مستوى أداء فرج نفسه، فقد يعزّز ما تقدّم الثغرات الأمنية ويوسّعها ويديمها.

إغلاق