رام الله.. احتفال بلا وجه حقيقي لعمال فلسطين

رام الله.. احتفال بلا وجه حقيقي لعمال فلسطين

رام الله – الشاهد| كتب الصحفي اياد حمد: في قلب رام الله، عاصمة مشروع أوسلو، أقيم احتفال عيد العمال برعاية اتحاد نقابات عمال فلسطين. كان الحفل بمظهره الفاخر بعيدًا عن صورة العامل الفلسطيني الحقيقي، مما أثار استهجان الجميع، وأنا منهم.

احتفال بتناقضات واضحة

بدون تردد، انتابني شعور في منتهى الغرابة أثناء متابعة فيديو الاحتفال، إذ لم أرَ في قاعة الاحتفال أيّ عامل يعمل بجد. كانت البدلات الفاخرة والفساتين الراقية تتصدر المشهد، ما يؤكد أن هناك مجموعة أرادت أن تُبرز حضورها الشكلي على حساب صورة عمال فلسطين الذين يعانون الويلات منذ أكثر من عام ونصف.

رام الله: بين مشروع أوسلو والواقع الفلسطيني

آه يا رام الله.. عاصمة مشروع أوسلو!

حدثني أحد الزملاء أنه لبّى دعوة لإحدى المؤسسات الأجنبية، وكان الحضور عبارة عن مجموعة من الأجانب. بدأ صديقي الحديث عن الحرب على قطاع غزة والتقصير الأوروبي في وقفها أو إدخال المساعدات. ثم انتقل بسلاسة للحديث عن واقع الضفة الغربية؛ حيث تناول الحواجز والاعتقالات اليومية، وتهجير أهالي مخيمات جنين وطولكرم، وسرد تفاصيل صعبة عن الحياة هناك.

وعندما أنهى الحديث، قال أحد المستمعين: “شكرًا على هذه المعلومات القيمة، لكن انظر حولك في المطعم.”

فلم يكن واقع الحضور، الذي تضمن بدلات فاخرة وفساتين عارضات أزياء وموسيقى أجنبية، ليعكس صورة واقعية عن معاناة الفلسطينيين في الضفة الغربية. وجد صديقي نفسه كما لو كان في مطعم فرنسي، ثم أخذ نفسًا عميقًا وأوضح لضيوف المطعم أن هذا الحضور لا يمثل واقع المواطن الفلسطيني في الضفة الغربية.

رمزية رام الله وحدودها

رام الله، التي حولت قبر الرئيس عرفات إلى مهرجان استقبال يكتنفه الفرح، لم تخلُ من التناقض؛ ففي قلبها وعلى بعد كيلومتر واحد فقط، يقف حاجز “بيت إيل” الذي يمنع المواطنين من مغادرة المدينة لزيارة الأقارب خلال الأعياد.

اليوم، لا أستغرب حتى من التصريحات السياسية الخارجة من رام الله، فهؤلاء الذين يصدرونها لا يعرفون حقيقة الحواجز التي تنتشر في كافة شوارع الضفة الغربية. رام الله تمتلك الفانوس السحري لهذه الحواجز؛ بطاقات VIP وبطاقات MBC التي يحملها مناضلو أوسلو.

الخاتمة

وفي الختام، أقول: يا عمال فلسطين، كل عام وأنتم بخير، وكل عام ونقاباتنا بألف خير. إلا أن هذا الاحتفال لم يكن إلا عرضًا شكليًا بعيدًا عن معاناة العمال والموظفين الفلسطينيين الذين يعيشون واقعًا مختلفًا.

يبقى السؤال: هل ستتغير الأمور قريبًا ليعكس احتفال عيد العمال صورة تتناسب مع معاناة الشعب الفلسطيني؟.

دعونا نأمل في مستقبل يُمكن أن يكون فيه الاحتفال بعمل ورزق الناس حقيقيًا، يعبر عن واقعهم وليس مجرد صورة مزيفة تفتقر للصلة بواقع الوطن الممتد من رفح إلى مخيمات طولكرم وجنين.

إغلاق