كاتب: السلطة فخ إسرائيلي نصب للفلسطينيين ومادة لإبتزازهم

كاتب: السلطة فخ إسرائيلي نصب للفلسطينيين ومادة لإبتزازهم

رام الله – الشاهد| قال الكاتب والمحلل السياسي محمد عايش إن الفضيحة الجديدة للسلطة الفلسطينية في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تؤكد بأنها واحدة من أزمات الشعب الفلسطيني ويتوجب التفكير في حل لهذه المعضلة.

وذكر عايش في مقال أنها معضلة اعترف بها الشهيد الراحل ياسر عرفات عندما أمضى الشهور الـ33 الأخيرة من حياته محاصراً داخل المقاطعة ودبابات الاحتلال على بُعد أمتار قليلة من غرفة نومه.

وأشار إلى أن الفضيحة تسربت تفاصيلها قبل أيام عبر وثيقة أمريكية نشرتها وسائل الإعلام الغربية وكشفت بأن السلطة غيرت صيغة كانت مطروحة أمام مجلس حقوق الإنسان، ليتبين بأنه لصالح إفلات إسرائيل من صيغة قرار ممكن أن يؤدي إلى محاسبتها.

وبين الكاتب أن السلطة الفلسطينية التزمت الصمت، أو تلتزم الصمت حتى الآن، حيث لم تُصدر أي توضيح بشأن هذه المعلومات التي وردت في وثيقة أمريكية مسربة، لكن المرعب أن السلطة سبق أن تورطت في عمل مشابه عندما تبين بأنها حجبت “تقرير غولدستون” الذي يتهم “إسرائيل” بارتكاب جرائم حرب في غزة خلال عدوان العام 2008.

وذكر أنه في الفضيحة الجديدة يتبين من الوثيقة أن مجلس حقوق الإنسان تغيير صيغة قرار يقضي بــ”إنشاء آلية للتحقيق في الجرائم المرتكبة بالأراضي الفلسطينية”، وبحسب الوثيقة فقد شطبت عبارة “إنشاء آلية” ووضعت عبارة بـ”النظر بإنشاء آلية دولية دائمة لجمع الأدلة وملاحقة المسؤولين عن الجرائم”، وهو ما يعني في النهاية أن القرار أصبح بلا معنى ولا مضمون، وأن إقراره سيعني مجرد دراسة إنشاء الآلية، وليس إنشاءها بالفعل.

وأوضح أنه هذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها إسرائيل والولايات المتحدة بالضغط على السلطة الفلسطينية لتتحول إلى خدمة الاحتلال بدلا من التصدي له.

ففي العام 2011 كشفت جريدة “الغارديان” البريطانية أن السلطة كانت وراء حجب “تقرير غولدستون” الصادر في أواخر 2009 والذي يتهم “إسرائيل” بارتكاب جرائم حرب في غزة، وتبين بأن ما فعلته السلطة قد تم بضغوط أمريكية.

وقال إنه كلما رضخت السلطة لضغوط إسرائيلية وأمريكية اتضح أكثر بأن السلطة كانت فخاً إسرائيلياً منصوباً للفلسطينيين، وإنها منذ تأسيسها عام 1994 مادة لابتزاز الفلسطينيين والضغط عليهم، وهذا يتضح جلياً عبر عدم قدرتها على تنفيذ قرار سابق بوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال.

ونوه عايش إلى عدم قدرتها على التحرك دولياً ودبلوماسياً ضد الاحتلال، أو حماية المدنيين في المناطق التي تتواجد فيها من عدوان الاحتلال اليومي.

إغلاق