كيف تمخض عهد عباس عن خسارات قاتلة للسلطة وفتح ومنظمة التحرير؟
رام الله – الشاهد| قال الكاتب والمحلل السياسي ماجد كيالي إن عهد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في القيادة والزعامة، تمخّض عن خسارات كبيرة لمنظمة التحرير و”السلطة” وحركة فتح.
وأوضح كيالي في مقال أنه في عهد عباس (20 عاما)، تم تهميش منظمة التحرير في دورها، ومكانتها التمثيلية، حتى إن الإشارات المتعلقة بكونها ممثلة لكل الفلسطينيين، في كل أماكن وجودهم باتت ضعيفة.
وضرب مثلًا، إبان زيارته لدمشق، مؤخرًا، للقاء القيادة السورية الجديدة، لم يزر مخيم اليرموك، كمبادرة ولو رمزية لإبداء نوع من حساسية تضامنية، مع نكبة الفلسطينيين في سوريا.
وأشار إلى أنه في عهد عباس لم يعقد المجلس الوطني سوى جلسة عادية واحدة (2018)، وحتى المجلس المركزي، الذي تم إحلاله محل “الوطني”، لم يعقد طوال 18 شهرا من حرب الإبادة الإسرائيلية أية جلسة، باستثناء الأخيرة، التي أتت نتيجة ضغوط خارجية، ولغرض أساسي لترضية الأطراف الخارجية، بتعيين نائب له، بالطريقة التي تم بها.
أما على صعيد السلطة، بين كيالي أنه حصل في عهده الانقسام الداخلي، وباتت “حماس” بمثابة فصيل منافس لـ”فتح” على مكانة الزعامة والقيادة، أي خسرت “فتح” مكانتها القيادية لأول مرة في تاريخها، كما خسرت قطاع غزة، طوال 18 عاما.
وأشار إلى أن تلك الأوضاع أثرت على “فتح”، التي باتت تخسر من قيادييها، وكوادرها، ومنتسبيها، ومع تعدد مراكز القوى فيها، الأمر الذي كان في مركز قرار محمود عباس، التراجع عن تنظيم انتخابات فلسطينية (2021)، بعد أن تعددت قوائم “فتح”.
وبين أن الحركة الوطنية الفلسطينية تعيش حالة استعصاء سياسي نتيجة التحديات الإسرائيلية، والسياسات الأميركية، ونتيجة أزمتها الداخلية، وهي أزمة شاملة وعميقة، وتطال خطاباتها وكياناتها وعلاقاتها وأشكال كفاحها
وذكر أن استحداث منصب وتعيين نائب لرئيس (منظمة التحرير) ودولة فلسطين وإصدار عفو عام عن جميع المفصولين من الحركة، واتخاذ الإجراءات التنظيمية الواجبة لذلك إن تمت بالطريقة المناسبة، باتت متأخرة جدا جدا، كونها أتت لإرضاء أطراف خارجية، وليس نتيجة قناعة بضرورتها، أو كنتيجة لتطور في النظام السياسي الفلسطيني.
ونبه كيالي إلى أن المعنى أن الحركة الوطنية تعيش حالة استعصاء سياسي نتيجة التحديات الإسرائيلية، والسياسات الأميركية، وهذا ليس جديدا، إذ إن ذلك يحصل، بسبب أزمتها الداخلية، وهي أزمة شاملة وعميقة، وتطال خطاباتها وكياناتها وعلاقاتها وأشكال كفاحها، وبسبب تجاهل قيادتها لذلك.
وختم: “مجرد تعيين نائب، أو ترقيع هنا أو هناك لا يحل تلك الأزمة، فالحركة الوطنية بحاجة إلى تجديد وتغيير، أكثر من أي شيء آخر”.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=87739