محمد المدني .. عرّاب التطبيع مع “إسرائيل”

محمد المدني .. عرّاب التطبيع مع “إسرائيل”

رام الله- الشاهد| “أخشى ما أخشاه أن تصبح الخيانة وجهة نظر”.. كلمات رنانة كتبها القيادي في حركة فتح صلاح خلف ورسمها ناجي العلي ورددها غسان كنفاني ودافع عنها نزار بنات ورحلوا جميعًا لأجلها لكن محمد المدني يفني حياته لتطبيقها.

محمد المدني الذي يرأس لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي اللجان الشعبية لحركة فتح بات وجها معروفا للخيانة والتطبيع ويثير الجدل حتى داخل حركة فتح.

من هو محمد المدني؟

ولد مدني محمد المدني بقرية كفر سبت قضاء طبريا بالداخل المحتل في 1 أكتوبر عام 1946.

درس المرحلتين الأساسية والثانوية في بلدة دبُّورية في الجليل في الداخل المحتل.

عمل محافظا في محافظة بيت لحم بين عامي (2001-2003).

انتمى إلى حركة فتح بعد عام 1967، وعاش بقواعدها بلبنان، وعمل كأحد مساعدي خليل الوزير مسؤول القطاع الغربي فيها.

اختير عضوًا في اللجنة المركزية في حركة فتح عام 2009، ورئيسا للجنة التواصل مع “المجتمع الإسرائيلي”، والمنبثقة عن منظمة التحرير منذ عام 2012.

شغل منصب مسؤول مفوضية التعبئة والتنظيم بالأقاليم الشمالية بفتح، ثم رئيسا لمفوضية المنظمات الشعبية فيها منذ عام 2022.

محمد المدني ويكيبيديا

يُعرِّف المدني الصراع مع الاحتلال بأنَّه سياسي وليس صراعا دينيا، ويطالب بمواصلة المفاوضات لسحب ما قال إنه “البساط من تحت الحكومة الإسرائيلية”.

يعتبر أن حل الدولتين وإقامة دولة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعودة اللاجئين هو الحل الأنسب للصراع في فلسطين.

يرى أن الاحتلال يستغل الانقسام السياسي الفلسطيني لصالحه، وأن الحوار مع “إسرائيل” يصب في المصلحة الوطنية الفلسطينية.

ويحاول أن يقنع نفسه بأن اللقاءات مع شخصيات إسرائيلية ليس تطبيعا، لأن التطبيع، وفق رأيه، يتم بين مؤسسات رسمية.

يصف عمل لجنة التواصل مع “المجتمع الإسرائيلي” بأنَّه يأتي في إطار الاشتباك السياسي مع الاحتلال، ومحاولة تحقيق اختراقات داخل “المجتمع الإسرائيلي”، وأن عملها مكمل لمساعي رئيس السلطة محمود عباس لبناء جسور فلسطينية- إسرائيلية

فساد محمد المدني

عضو مركزية فتح محمد المدني يستخدم نفوذه لإقامة كسارات جديدة داخل أراضي بلدية سفارين جنوب شرقي مدينة طولكرم شمالي الضفة الغربية المحتلة بالشراكة مع رجال اعمال إسرائيليين.

مسؤول محلي ومواطنون، اتهموا المدني بسوء استغلال نفوذه وقربه من قيادة السلطة لكسب ترخيص لإنشاء كسارة على أراضي قرية سفارين، ويعود إنتاجها لصالح الاحتلال.

رئيس مجلس قروي سفارين نائل سفارين يقول إن الكسارة الجديدة المقرر إنشاؤها ستكون قريبة جدًا على منازل المواطنين بمنطقة سفارين، وهو سينتج آثار بيئية ضارة على حياة الناس المحيطين بها.

المدني الذي دائما ما يلوح بنفوذه بوضوح يهدد المواطنين بإتمام إنشاء الكسارة، إذ يحصل على التراخيص بسرعة من كل الوزارات المختصة، لأن مالك الكسارة يمتلك نفوذًا كبيرة داخل السلطة.

وتمنع سلطات الاحتلال إقامة أي كسارة داخل الأراضي المحتلة، لذلك لجأ المدني بالشراكة مع مستوطنين يهود لإقامة كسارات في المناطق الفلسطينية، يعود إنتاجها للاحتلال، متجاهلين آثارها البيئية السيئة.

وينشأ عن إنشاء الكسارات تفجيرات مستمرة وانبعاث كثيف للغبار، ما يدمر البيئة المحيطة بها بشكل كبير، ويؤثر سلبيًا على الأراضي الزراعية والأشجار في المنطقة المخصصة لإنشاء الكسارة.

محمد المدني شريك بتهجير الضفة

المواطن صادق عشائر أحد سكان سفارين كسف عن أن الموقع المختار لإنشاء الكسارة من المدني يقع غربي البلدة، أي أن هواء وغبار الكسارة المقترحة سيكون صوب بيوت ومنازل القرية.

وبين أن الكسارة الجديدة قريبة من بيوت المواطنين، وأن التمدد والتوسع العمراني للقرية هو بهذه المنطقة المليئة بآلاف أشجار الزيتون واللوزيات، والبيوت المحيطة بالكسارة ستحتاج لتنظيف يومي بفعل الغبار، إضافة إلى أن الماكينات والجرافات تحدث ضجيجًا يقض مضاجع أهل القرية.

وحذر من أن إنشاء الكسارة سيكون كارثيًا بالنسبة لأهالي القرية، إذ سيؤدي إلى تلوث البيئة، وتدمير البيوت أو تصدعها بفعل التفجيرات والألغام، ناهيك عن الأثر الضار للغبار على صحة السكان، إذ يمكن أن يسبب أمراضًا مثل الربو والسرطان.

أحد سكان سفارين أحمد خضر قال إن القيادي في حركة “فتح” اتفق مع شريك يهودي، وسيدة أعمال لإقامة كسارة في سفارين، بعد منع الاحتلال إقامة أي كسارات بالداخل المحتل.

وأكد أن أهالي سفارين يرفضون إقامة الكسارة لأنها ستحول بيئتهم إلى مكان مليء بالغبار، وستزيد من انتشار الأمراض، وستسبب تدميرًا كبيرًا للأراضي الزراعية والأشجار.

فضائح محمد المدني

الناشط في مجال مكافحة الفساد جهاد عبدو كشف عن أن رئيس سلطة جودة البيئة نسرين التميمي منحت المدني رخصة جديدة لإقامة كسارات جنوب شرقي طولكرم، رغم الرفض الشديد.

ويخوض الأهالي صراعا كبيرا ضد شخصيات متنفذة تريد منح المدني رخصة جديدة لإقامة كسارات قرب قرية سفارين، ويحمَّل أهالي القرية السلطة الفلسطينية مسؤولية الأضرار الصحية والبيئة الناتجة عن استمرار عمل الكسارات في القرية.

الكاتب والقيادي بحركة فتح سميح خلف تساءل: “لا أدري حقيقة عن أي أرضية وطنية يتحدث محمد المدني وأي وضوح في حين يجب أن نذكر إن نفعت الذكرى. في نصوص ميثاق منظمة التحرير اي اتصال مع العدو الإسرائيلي يعتبر خيانة عظمى”.

وكتب خلف: “أذكر محمد المدني كعضو لجنة مركزية سابقا ً واذكره ايضا كأحد مساعدي ابو جهاد في القطاع الغربي الذي لم يؤمن يوما ً باي اتصال مع الاسرائيليين بل كان مؤمنا بتطبيق مبادئ وأهداف فتح بكل ما نصت عليه والكفاح المسلح وايضا أي اتصال مع العدو الاسرائيلي يعتبر خيانة عظمى”.

محمد المدني عراب التطبيع

وأشار إلى أن “التطبيع مع إسرائيل لا يمكن أن يقاس بازدواجية المعايير بين مطبعين من السبعينات وبالقياس بمصطلح التطبيع فهم تجاوزوا التطبيع لحلول سياسية وأمنية أهدرت الحق الفلسطيني بأرضه وتاريخه ومصيره ولم يبقى من هذا الحق إلا القليل المهدد بالضم الآن’.

ولفت خلف إلى أن تصريحات السلطة حول النية الجادة بضم الغور والغور الشمالي والمستوطنات لم يجد ردة فعل تعبر عن سلوك قيادة بل عن سلوك نشطاء أو أفراد مراقبين للتحرك التي لا تخلو عن كونها تحذير واستنكار….!”.

وطالب قيادة السلطة بأن تصنع حدثا بمواجهة سياسات الضم وتطبيقاتها وليس الوصف والشجب والتعبير اللغوي.

الكاتب والمحلل السياسي راشد البابلي قال إنه من الملفت أن يعين المدني بهذا المنصب والمعروف بقيادته للتطبيع وأبرز الأسماء التي لديها تعاون مع الاحتلال، عبر لجان ومسميات عدة آخرها لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي”.

وأوضح أن تعيين المدني في مكانه الجديد يعطي طابعًا أن قيادة السلطة تتعمد تقريب من يتسقون مع سياستها بشأن التقارب مع الاحتلال.

وأشار إلى أن تعيين المدني جاء عقب تسريب وثائق من مكتب توفيق الطيراوي، تكشف مدى مماطلة قيادة السلطة بإنجاز ملف التحقيق باغتيال الرئيس ياسر عرفات، إذ تدين الوثائق قيادات بالسلطة أبرزهم محمود عباس بالتقصير والاتهام.

إغلاق