السلطة التي تجاهلت الشعب الفلسطيني لعقود غاضبة من عدم استشاراتها بمفاوضات الهدنة
رام الله – الشاهد| تتواتر التصريحات التي يطلقها قادة حركة فتح والسلطة اعتراضاً على عدم إشراكهم في مفاوضات التهدئة غير المباشرة بين المقاومة والاحتلال برعاية أمريكية مصرية قطرية.
والمتتبع لهذه التصريحات التي أطلق محمود عباس بعضها، يكاد يتملكه العجب من حجم الصلف والوقاحة التي تمتلئ بها تلك التصريحات، فمنذ متى كانت فتح السلطة تؤمن بالمقاومة حتى تطالب بأن تكون شريكاً في التفاوض.
لكن الأعجب من ذلك هي مطالبة السلطة بمشاورتها في التفاوض باعتباره شأناً فلسطينياً عاماً ، وهما يبرز التساؤل المهم: متى شاورت السلطة الشعب الفلسطيني في أي قرار سياسي أو تفاوضي أخذته.
فمنذ انطلاق عملية التسوية البائسة قبل أكثر من ٤٠ عاماً ، لم تسجل السلطة أي سابقة شاورت فيها الشعب الفلسطيني بشأن مصيره، بل أنها مارست القمع والقتل والملاحقة لكل من رفض نهج أوسلو العبثي.
وما يزيد في طين مصيبة السلطة بلة هو هيمنة حركة فتح على القرار الفلسطيني حتى فيما يتصل بالحقوق الدستورية للشعب كإجراء الانتخابات، حيث أنه وفي كل مرة كانت تؤجل أو تلغى الانتخابات بأعذار واهية.
واذا كانت فتح قد انتهجت الهيمنة والاقصاء سلوكاً ونهجاً سياسياً، فإنه لا يحق لها أن تطالب غيرها بما ترفضه هي ذاتها، إذ أن فاقد الشيء لن يعطيه كما تقول الأمثال الشعبية.
وبالعودة إلى المفاوضات بين المقاومة والاحتلال، فكل الوقائع والشواهد تشير إلى تواجد غالبية الفصائل التي تؤمن بالمقاومة في صلب المفاوضات، واعتبارها شريكاً أصيلاً في أي قرار تتخذه المقاومة.
وتعليقاً على تصريح عباس بشأن تجاهل دور السلطة في التفاوض، أكد الناشط السياسي ضد الفساد فايز سويطي أن عباس لو فاوض عن غزة لوافق على نزع سلاح المقا.ومة وتدمير الانفاق واعتقال كوادر خماس كما فعل بالضفة وتصفية الكثير منهم.
وقال سويطي إن عباس سيوافق أيضا على اعلان تنسيق امني مقدس في غزة، وغض النظر عن اقامة مستوطنات في غزة كما هو الحال في الضفة، واطلاق سراح كافة اسرى الاحتلال.
وذكر أن عباس سيوافق كذلك على التساهل مع الاسرى الفلسطينيين بل سيمنع اطلاق قادتهم مثل مروان وسعدات وعبد الله وحامد، وسيغض النظر عن استغلال الاحتلال لثروة سواحل غزة من النفط والغاز.
وأيا ما ستسفر عنه المفاوضات، فإن التمثيل الحقيقي للشعب الفلسطيني يقع على عاتق فصائل المقاومة التي تحمل الهم الوطني، أما من ارتضى أن يعيش تحت بسطار الاحتلال فإنه لن يحجز مكاناً بارزاً إلا في قعر مزابل التاريخ، وستلعنه الأجيال القادمة لأنه لم يكن أميناً على تاريخ الشعب الفلسطيني.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=90642