فتح أمام مفترق طرق: نصرة غزة وضبط بوصلتها أو حبيسة أزلام أوسلو والتلاشي

فتح أمام مفترق طرق: نصرة غزة وضبط بوصلتها أو حبيسة أزلام أوسلو والتلاشي

رام الله-الشاهد|قال الكاتب السياسي أحمد صيام إنَّ السؤال الذي بات يُحير، إن لم يكن يستفز كل من عرف حركة فتح وقوتها وتأثيرها، أين هذه الحركة التي تُعد أم الجماهير ما يحدث من تطورات واحداث تعصف الساحة الفلسطينية، وأبرزها وأخطرها حرب التجويع والإبادة الجماعية في قطاع غزة؟.

وأوضح صيام في مقال أنه لم يصدر أي صوت مدو من اللجنة المركزية لفتح أو مجلسها الثوري وكافة أطرها سوى بيانات باهتة لا ترق إلى هول الحدث والأخطر في التاريخ الفلسطيني، وبشاعته التي يندى لها الجبين !!.

وتساءل: “هل انتهى دور فتح وباتت حبيسة أوسلو وتبعاته من امتيازات لقيادة متسلقة ومستفيدة من المجريات، فيما الاغلبية الصامتة ملئها التشاؤم وأحاط بها العجز والحسرة والتغني بأمجاد الماضي؟”.

وذكر أنه من دون شك أن انخراط عدد كبير من كوادر فتح بمؤسسات السلطة الفلسطينية، الأمنية والمدنية، أثر سلبا للغاية على عملها التنظيمي، خاصة وأن معظم هؤلاء المنخرطين من المؤطرين والمؤهلين التنظيميين، من الفتحاويين الاوائل الذين رضعوا من حليبها كامل الدسم، وترعرعوا في أطرها المختلفة.

لكن -والحديث لصيام- مع تبوئهم مناصب حساسة بالسطلة ترك فراغا في العمل التعبوي التنظيمي الشعبي، ويُمكن القول إن ذلك ساهم بإبعاد الحركة عن العمل الجماهيري، ما ترك المجال لآخرين، غير مؤهلين تنظيميا لاخذ الدور المناط بهم بين الجماهير، وبحاجة الى عمل دؤوب لتأهيلهم تنظيميا، ولم تقدم لهم ما كانوا يأملون بالحصول عليه من نضال استمر على مدى عقود طويلة.

وبين أن ذلك أصاب الجماهير بحالة تيه واضطراب فكري ونضالي وخاصة بشأن فكر المقاومة التي كانت فتح أول من بادر إليها، وانتهى بها المطاف للابتعاد عنها والدعوة الى إعادة تشكيلها تحت شعار المقاومة السلمية، وحتى تلك لم توظفها الحركة وكوادرها بما يخدم المصلحة الوطنية وجراح الفلسطينيين.

ورأى أن حالة التيه أحاطت بمنظمة التحرير وكافة فصائلها دون استثناء، التي تعد فتح عمودها الفقري، ووليدتها السلطة الفلسطينية، اللاتي باتتا عاجزتان عن تقديم أدنى الاحتياجات للمواطن الفلسطيني.

ووصف صيام ما يحدث بأنه “تيه نابع ربما عن عجز واضح في استنفاذ كافة الأوراق المؤثرة، أو تقاعس -غير معروف إن كان متعمدًا أم غير ذلك– أم تقوقع في سجن اوسلو والتزاماته التي باتت من جانب واحد وباتجاه واحد، بينما الجانب الاخر يتملص منها على أمل فرط العقد المستمر منذ 3 عقود، وصولًا إلى تحقيق أحلامه بالانقضاض على الحلم الفلسطيني بالحرية والاستقلال والدولة.

ونبه إلى أنه تخرج كثيرًا أصوات فلسطينية رسمية تدعو لتثوير الشعوب العربية الصامتة، والمغلوب على أمرها، بوقت تصمت هذه الأصوات امام الراي العام المحلي، ولا تعمل لتثوير أبناء شعبها لمساندة اهلنا في قطاع غزة الذين يموتون جوعا وعطشا قبل أن يموتوا قتلا برصاص الاحتلال، ومن هنا يأتي دور الحركات الوطنية الفلسطينية وفي مقدمتها حركة فتح ، لاعادة تصويب العمل الثوري المناهض لسياسات الاحتلال وممارساته العنصرية .

وأكد الكاتب أن فتح يقع على كاهلها العبء الاكبر، ولجنتها المركزية ومجلسها الثوري وكافة اطرها مطالبة بالنزول من أبراجها العاجية الزائلة، والتوقف عن معارك الولاءات وشراء الذمم، ومواجهة التحديات، وقبل أي شي الفصل بين كوادرها المرتبطين معيشيا بالسلطة ومؤسساتها المختلفة، وإعادة هيكلة كوادرها تنظيميًا، ثم الشروع بحوار وطني يُفضي لوحدة وطنية، أدناها توافق وطني، يقود أولا لإنهاء الانقسام الجغرافي والديموغرافي وإنهاء حالة الاضطراب الفكري بين كافة فئات الشعب الفلسطيني.

ونبه إلى أن هذا ما يتطلب نهضة فتحاوية تُولد ارادة حقيقية تنبذ سياسة التفرد بالقرار الفتحاوي، والتهميش للكادر المؤهل واستبعاد المتسلقين المستفيدين من وضع الحركة المترهل، والا فمصير الحركة سيكون على المحك وتقف على مفترق طرق صعب للغاية إن لم تُجيد ضبط بوصلتها فستتلاشى في زحمة الأحداث المتسارعة.

وختم صيام: “لم يَعد هناك مبررًا الالتزام بالصمت ومراقبة الاحداث عن بُعد والعيش على التغني بالأمجاد، ومن المُعيب أن نرى شعوب أوروبا تنزل للشوارع تساند حقوقنا ونحن أصحاب الدار نقف ساكنين، ومن المُخجل أن ندعو أشقائنا العرب إلى مساندتنا ونحن نكمم أفواه أحرارنا، ومن العار أن ندعو العالم إلى دعمنا اقتصاديا ونحن نهدر أموالنا على الملذات والمصالح الذاتية”.

إغلاق