لماذا على قيادة السلطة الفلسطينية رفض “إعلان نيويورك”؟

لماذا على قيادة السلطة الفلسطينية رفض “إعلان نيويورك”؟

رام الله- الشاهد| دعا الكاتب والمحلل السياسي فراس صالح قيادة السلطة الفلسطينية إلى رفض “إعلان نيويورك” بكل وضوح، وعدم المناورة معها كمحطة أو التماهي معها، ولا أن تُستثمر إعلامياً بعبارات فارغة من قبيل “الانتصار للشرعية الدولية”.

وأوضح صالح في مقال أن الشرعية الدولية لا تُخدم عبر حلول وسط، بل بإرادة مقاومة، تقودها حركة وطنية موحدة، تعيد الصراع لمساره الحقيقي: نضال شعب من أجل التحرر، لا مفاوضات على إدارة الاحتلال.

وبين أن إعلان نيويورك الصادر عن المؤتمر الدولي بشأن حماية “حل الدولتين” لم يكن إلا إعادة تدوير لمجمل الإشتراطات الأميركية القديمة الجديدة، التي تشكّل في جوهرها برنامجاً كاملاً لتصفية القضية الفلسطينية، عبر قنوات دبلوماسية ناعمة ومفردات مضللة تنضوي بمصطلحات براقة كـ”حل الدولتين” و”الأمن والاستقرار” و”السلام الشامل”.

وأوضح صالح أن إعلان رعته فرنسا والسعودية، وحظي بتغطية إعلامية وديبلوماسية كثيفة، لكنه حمل في طياته رؤية خطيرة تتجاوز مجرد الانحياز لإسرائيل، لتصل حد تبني كامل الشروط الأميركية – الإسرائيلية لإعادة صياغة الهوية السياسية الفلسطينية وفرض قيود على الحقوق الوطنية التاريخية، وخاصة حق العودة والسيادة.

وبين أن ما ورد في «إعلان نيويورك» لا يمكن عزله عن ما سبق أن سُلّم لقيادة السلطة الفلسطينية من مستشار الأمن القومي الأميركي السابق جيك سوليفان، ضمن ما عُرف بالشروط العشرة لإعادة تأهيل السلطة الفلسطينية سياسياً وإداريًا، لتكون “صالحة” للدخول في تسوية تقبل بها واشنطن وتل أبيب.

ونوه إلى أن تلك الشروط، التي جرى عرضها وكأنها برنامج «إصلاح»، في جوهرها دعوة مكشوفة لإعادة صياغة المشروع الوطني، بل إلغاءه واستبداله بمشروع أمني – اقتصادي تحت وصاية دولية، وعلى حساب الهوية الوطنية والحقوق التاريخية لشعب فلسطين.

إغلاق