رفيق الحسيني.. شجرة الفساد العارية
رام الله – الشاهد| في فبراير 2010، تحطمت صورة رئيس ديوان الرئاسة رفيق الحسيني، بعدما انفجرت فضيحة جنسية مدوية كشفت عن الوجه القبيح للفساد في السلطة الفلسطينية، وأزاحت الستار عن شبكة فساد أخلاقي وإداري تخيم على مراكز القرار.
الحسيني الذي عُيّن مديرًا لديوان محمود عباس عام 2005، كان يشغل منصبًا إداريًا حساسًا أكثر منه سياسيًا، وتولى رئاسة احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية عام 2009، وكان اسمه مطروحًا لتولي منصب سفير فلسطين في بريطانيا.
من هو رفيق الحسيني؟
جاءت بداية فضيحته عندما بثت القناة العاشرة الإسرائيلية شريطًا مصورًا يظهره بوضع مخل داخل غرفة نوم مع امرأة.
المقطع أثار غضبًا واسعًا في الشارع الفلسطيني، الذي رأى فيه نموذجًا صارخًا للفساد المستشري في كل مفاصل السلطة الفلسطينية.
الفيديو تم تصويره من فهمي شبانة التميمي، ضابط سابق في جهاز المخابرات العامة الفلسطينية، الذي قال إنه وثق الفساد داخل السلطة بناءً على تكليف رسمي.
رفيق الحسيني ويكيبيديا
وأكد في حينه أنه يمتلك أدلة على تورط الحسيني في “سوء استغلال المنصب”، بما في ذلك الابتزاز الجنسي والفساد المالي.
وبين شبانة أن تجاهل عباس لتحذيراته دفعه لنشر الفيديو عبر الإعلام الإسرائيلي، إذ وصف عباس بأنه “رجل بيتوتي” يتنازل عن صلاحياته لمن حوله، ما منح الحسيني حرية التصرف دون رقابة.
في الفيديو، ظهر الحسيني يتحدث عن نفوذه داخل مؤسسة الرئاسة، ما زاد من حدة الغضب الشعبي، إذ كانت الفضيحة ليست مجرد حادثة أخلاقية فحسب.
مراقبون رأوا أن الفضيحة كشفت عن شبكة فساد إداري ومالي عميقة داخل أروقة السلطة، وأثارت تساؤلات حول نزاهة القيادات العليا ومدى تورطهم في استغلال النفوذ لأغراض شخصية.
فضيحة رفيق الحسيني
رد فعل السلطة لم يكن سوى محاولة امتصاص للصدمة مع وقف عباس الحسيني عن العمل وتشكبل لجنة تحقيق له برئاسة أبو ماهر غنيم، وعضوية عزام الأحمد ورفيق النتشة.
إلا أن نتائج التحقيق لم تُعلن للرأي العام حتى اليوم، ما أثار انتقادات واسعة بخصوص الشفافية والمحاسبة.
الحسيني لم يخجل على نفسه من الفضيحة فذهب إلى عقد مؤتمر للدفاع عن نفسه وزعم أن ما حدث مؤامرة ضده، لكنه لم يجب عن أسئلة الصحفيين، ما زاد من الشكوك حول صدق الرواية ضده.
ووفق نظام ترقي الفاسدين في السلطة، لم يلبث عباس أن تدخل لتعيين الحسيني مديرًا لمستشفى المقاصد في القدس المحتلة عام 2013.
فساد رفيق الحسيني
فضيحة الحسيني اعتُبرت دليلاً دامغًا على تفشي الفساد الأخلاقي والإداري في السلطة، وتناولت وسائل الإعلام العربية والدولية القضية بكثافة، معتبرة إياها مؤشرًا على عمق الأزمة التي تعصف بالمؤسسة.
وتكشّفت معها هشاشة الأمن المعلوماتي داخل السلطة، إذ سرب الفيديو من مقر الرئاسة، ما أثار تساؤلات حول قدرة السلطة على حماية معلوماتها الحساسة.
الشارع الفلسطيني أكد أن استغلال المنصب لابتزاز النساء يشكل انتهاكًا صارخًا للأخلاق العامة وحقوق الإنسان.
الفضيحة لم تكن مجرد حادثة شخصية، بل مرآة تعكس أزمة أعمق في بنية السلطة، إذ ازدهر الفساد وأصبح أحد أعمدة النظام، وبدت الفضيحة علامة فارقة في تاريخ السلطة، التي تصم آذانها عن دعوات إعادة النظر في آليات الحكم والمحاسبة.
رفيق الحسيني السيرة الذاتية
رفيق الحسيني من مواليد عام 1952 وينحدر من مدينة القدس المحتلة.
نشأ وترعرع في أكناف عائلة مقدسية، وقضى 15 عامًا في بريطانيا.
حصل على شهادة الدكتوراه في الكيمياء الحيوية، وتزوج من فتاة بريطانية.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=92363