كاتب: السلطة اختارت خدمة المشروع الصهيوني الاستيطاني بدل مواجهته

رام الله – الشاهد| أكد الكاتب والمحلل السياسي اسماعيل الريماوي، أن السلطة الفلسطينية لا تزال تراهن على سراب “حل الدولتين” وتتمسك بمسار التسوية وكأن شيئاً لم يتغير، بينما لم يعد يتبقى لها ما تفاوض عليه، بعد أن التهم الاستيطان معظم الأرض وأحكم الاحتلال قبضته على كل مفاصل الحياة في الضفة الغربية.
وقال إن الأخطر حالياً يتمثل في أن وجود السلطة نفسه بات مهدداً، فهي تتآكل تدريجياً مع تقلص مناطق سيطرتها، في حين تُفرض عليها أدوار إدارية وأمنية هامشية لا تتجاوز حدود خدمة المشروع الاستيطاني بدلاً من مواجهته، وهذا ما يجعلها في مأزق وجودي لم يسبق له مثيل منذ نشأتها.
ولفت إلى أن الخبراء يؤكدون أن ما يجري هو إعادة إنتاج لمخطط “الكانتونات”، حيث تُدفع السلطة إلى إدارة شؤون مدنية محصورة في تجمعات سكانية محاطة بالاستيطان والجدار والحواجز، في حين تبقى السيطرة الأمنية والسياسية والاقتصادية بيد الاحتلال.
وذكر أن أي حديث عن حل الدولتين أو إقامة دولة فلسطينية يصبح مجرد وهم، لأن الأرض التي يفترض أن تقوم عليها هذه الدولة يجري تفكيكها وتجزيئها بصورة منهجية.
ورأى الريماوي أن الحزام الاستيطاني الذي يستهدف فصل نابلس عن رام الله يحمل دلالات سياسية خطيرة، فهو يعني عملياً ضرب المركزين السياسيين والاجتماعيين الأبرز في الضفة الغربية، وتحويل التواصل بينهما إلى مسار محفوف بالحواجز والتقطيع الجغرافي.
وأوضح أن هذا الأمر يضعف قدرة الفلسطينيين على بناء أي إدارة موحدة أو نسيج اجتماعي مترابط، وهو في الوقت ذاته يتيح للاحتلال التمدد من خلال شبكة مستوطنات وطرق مترابطة وأكثر قوة من أي كيان فلسطيني مفكك.
وحذر من أن استمرار هذه السياسة يضع الفلسطينيين أمام لحظة تاريخية حاسمة، فإما أن يتم التعامل مع الاستيطان باعتباره معركة وجود لا مجرد معركة حدود، وإما أن يجد الشعب نفسه محاصراً في جزر متناثرة لا تملك من مقومات الدولة سوى الاسم، بينما تبتلع “إسرائيل” الأرض والموارد وتبقى السيطرة الحقيقية في يدها.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=93167