لماذا كتب خطاب عباس فصل النهاية لمشروع السلطة السياسي؟

لماذا كتب خطاب عباس فصل النهاية لمشروع السلطة السياسي؟

رام الله-الشاهد| قال المحلل السياسي إسماعيل الريماوي إن خطاب السلطة الفلسطينية الأخير في ظل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، يعكس بشكل جلي سقوط مشروعها السياسي وانفصالها التام عن نبض الشعب الفلسطيني.

وأوضح الريماوي في مقال أن السلطة منذ توقيع اتفاق أوسلو، لم تتمكن من تجاوز دورها الوظيفي كأداة لإدارة الفلسطينيين تحت الاحتلال، دون سيادة أو مشروع وطني جامع.

وأشار إلى أنها تحولت لجهاز سياسي وأمني يعتمد ببقائه على التنسيق مع “إسرائيل” والمساعدات الغربية ما أفقدها شرعيتها وقدرتها على تمثيل الشعب الفلسطيني حق التمثيل.

وذكر أن خطاب رئيس السلطة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي تضمن تهنئة “إسرائيل” برأس السنة العبرية وإدانة عملية 7 أكتوبر والدعوة لتسليم الفصائل سلاحها، وطلب الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين بلا شروط.

وبين أن طلباته بوقت تشهد فيه غزة حرب إبادة حقيقية، تعرض فيها القطاع لمحاولة تفريغ وتهجير سكانه بالقوة.

ووصف الريماوي خطاب عباس بأنه لا يعبر عن موقف الشعب الفلسطيني، ويمثل تأكيدا على انحياز السلطة الكامل للمنظومة الغربية والإسرائيلية، واختيارها أن تكون خيار “معتدل” قابل للترويض على حساب المقاومة التي تمثل الشعب.

وأشار إلى أن دعوة السلطة للفصائل بتسليم السلاح بلحظة يشتعل فيها الميدان ليست مجرد تنازل إنما استسلام كامل للشعب الفلسطيني.

وأكد أن السلاح اليوم رمز وجود الشعب وصموده ومطالبة غزة بتسليمه تعني محو آخر خطوط الدفاع عن الهوية الوطنية.

ونبه الريماوي إلى أن خطاب السلطة يضعف الموقف الفلسطيني أمام العالم، إذ منح عباس الاحتلال فرصة لتسويق روايته وإظهار نفسه كضحية، متجاهلاً معاناة آلاف الأسرى الفلسطينيين.

وأوضح أن الدعوة للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين بلا شروط تلغي مبدأ التبادل والتوازن في الصراع.

ونوه الريماوي إلى أن خطاب السلطة يختصر أزمة قيادة فقدت اتصالها بشعبها ومشروع سياسي انتهى زمنه لكنه مفروض وأزمة شرعية لا تعالجها الدبلوماسية أو البيانات الرسمية.

وقال: “من يهنئ المحتل في وقت المجازر لا يمكن أن يكون لسان حال الضحايا ومن يطالب بنزع سلاح المقاومة لا يمكن أن يقود شعبا يقاوم وجوديا للبقاء على أرضه.”

وبين أن غزة تدافع اليوم عن معنى فلسطين برمته بينما السلطة تكتب بفعل خطابها فصل النهاية لمشروعها السياسي معلنة انفصالها عن شعبها وانحيازها للخصم.

وختم الريماوي: “أن التاريخ لن يغفر والذاكرة لن تمحو من اصطف مع الاحتلال في ساعة المحنة”.

إغلاق