غزة… عنوان الصمود وضمير الأمة!

رام الله – الشاهد| خط الكاتب الفلسطيني محمود كلم مقالاً حول اتفاق وقف إطلاق النار ونهاية الحرب في قطاع غزة، وذلك بعد عامين كاملين من حرب الإبادة والتي شهدت تضحيات جسيمة وصموداً عز نظيره في التاريخ الحديث، وفيما يلي نص المقال كاملاً.
غزة ليست مجرد مدينة محاصرة على شريط ضيق من الأرض، بل هي رمز خالد للعزة والكرامة، وصرخة في وجه الطغيان لا تخمدها قنابل ولا يخنقها حصار. في زمن تهاوت فيه الأقنعة واصطفت المصالح فوق المبادئ، بقيت غزة تقاوم باسم الأمة كلها، وتقاتل بدمها نيابة عن كرامة المقهورين في كل مكان.
في غزة تتكلم الحجارة، وتغني المآذن رغم الجراح. هناك أطفال يولدون على رائحة البارود، لكنهم يضحكون، لأنهم يعرفون أن الحرية لا تُوهب، بل تُنتزع. هناك أمهات يزغردن للشهداء، ورجال لا يهابون الموت، لأنهم آمنوا أن الموت في سبيل الله حياة.
وغزة اليوم ليست وحدها. من اليمن السعيد انطلقت الأصوات الحرة، تهتف باسم فلسطين، وترسل رسائل الوفاء الصادق من جبال صعدة إلى سواحل الحديدة. اليمن الذي خبر معنى الحصار والجوع، لم يتخل عن أخيه، بل قالها بصدق الإيمان:
“نحن مع فلسطين، لا خوفاً ولا مصلحة، بل عقيدة ومبدأ.”
وكذلك من جبل عامل، ومن أرض المقاومة في الجنوب اللبناني، تعانقت الأرواح قبل الأيدي، وتوحدت القلوب التي تعرف معنى الكرامة. فهؤلاء لم يبيعوا القضية في سوق السياسة، ولم يقايضوا الدم بالمال، بل وقفوا حيث يجب أن يقف الأحرار.
إن غزة اليوم تمثل الاختبار الأخلاقي للأمة الإسلامية، فمن وقف معها فقد اختار طريق الحق، ومن صمت عنها فقد خان نفسه قبل أن يخونها.
غزة مدرسة في الإيمان والثبات، تعلم العالم أن الكرامة لا تُشترى، وأن الحرية لا تُقاس بعدد الصواريخ، بل بعدد القلوب التي ما زالت تنبض بالعزة.
سلام على غزة، سلام على أطفالها الذين يكتبون بالدم أغنية الوطن، وسلام على كل يد تمتد نصرة لها من اليمن، ومن كل أرض لا تزال تنبض بالضمير الحي.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=95079