حركة فتح أمام اختبار وجودي.. لماذا “الشبيبة” أكبر الخاسرين؟

رام الله- الشاهد| قال الكاتب والمحلل السياسي ماجد هديب إن حركة الشبيبة الفتحاوية الجناح الشبابي لحركة “فتح” تواجه إشكالات تنظيمية جمة تعكس أزمة بنيوية داخل الحركة، التي تعاني بدورها من غياب البرامج والاستراتيجيات وتوسع الفجوة مع الشارع، خاصة في قطاع غزة خلال حرب الإبادة.
وأوضح هديب في تصريح أن الشبيبة فقدت اليوم جزءا كبيرا من قدرتها على الحشد والتأثير بالوعي الشبابي، فهي لم تعد تشكل كما كانت الدور الطليعي للجماهير وقوتها الدافعة نحو المستقبل ولا مستقبل لها في تحقيق ما تتطلع له من استكمال لمهمات التحرير والبناء والتنمية.
وأشار إلى أن ذلك ظهر جليًا في الانقسام تجاه الموقف من أحداث 7 أكتوبر وما أعقبها من تطورات خلال الحرب على غزة، ما أضعف قدرتها التعبوية وأظهر اتساع الشرخ بين قواعدها وقياداتها.
وبين هديب أن أحد أبرز أوجه الأزمة يتمثل في ضعف التنسيق التنظيمي بين المستويات المختلفة للشبيبة سواء داخل الجامعات أو الأقاليم أو المناطق، ما تسبب بانفصال شبه كامل بين مستوى القاعدة والقيادة.
ونبه هديب إلى غياب التنسيق بين الشبيبة وباقي أطر حركة فتح وهو ما يعمق من عزلتها ويجعل تأثيرها محدودًا.
ورأى أن هيمنة بعض المتنفذين داخل حركة فتح على منظمة الشبيبة تمثل أحد الإشكالات المتجذرة، التي ظهرت مجددا بمؤتمرها الأخير، إذ بدا واضحاً أن جهات نافذة داخل الحركة تتحكم باتجاهات الشبيبة ومخرجاتها، الأمر الذي يجعلها في موقع “المتأثر لا المؤثر”
ونوه هديب إلى أن هذا الوضع يبقي الشبيبة في دائرة التهميش، رغم الزخم الإعلامي الذي رافق انعقاد المؤتمر.
وبشأن قدرة مؤثر الشبيبة على دفع فتح نحو عقد مؤتمرها الثامن، شدد هديب على أن ذلك غير ممكن في ظل استمرار الخلافات الداخلية وعدم وجود أي مؤشرات على ترتيب البيت التنظيمي.
وأكد أن حركة “فتح” تقف اليوم أمام مرحلة مفصلية دقيقة، فهي إما تتجه نحو إعادة بناء ذاتها وتجديد بنيتها القيادية وبرامجها واستراتيجيتها، أو أنها ستواصل التراجع والتآكل، ما سيعمّق الهوة بينها وبين الشعب الفلسطيني.
ونبه هديب إلى أن فتح تعاني من أزمة ثقة متصاعدة بفعل غياب الانتخابات وتراجع حضورها، بينما يعود ظهورها الشعبي أحيانا إلى الإرث التاريخي والصراع مع حركة حماس لا إلى قوة تنظيمية فعلية.
وحذر هديب من أن استمرار الصراع بين تيار “الوحدة والإصلاح” المطالب بضخ دماء جديدة وتيار “المحافظين” المهيمن على القرار، سيزيد من التشرذم خلال المرحلة المقبلة.
واعتقد هديب أن غياب القرارات الجوهرية لإعادة تنظيم فتح وإجراء انتخابات داخلية سيقود لتغييرات أعمق على مستوى الشارع والقضية الفلسطينية نفسها، باعتبار أن “فتح” هي العمود الفقري لمنظمة التحرير.
وجدد التأكيد على أن مستقبل “فتح” مرهون بقدرة قيادتها على اتخاذ قرار واضح بإعادة بناء أطرها، وإصدار تعليمات لعقد المؤتمرات الداخلية وفرز قيادات جديدة، بما يتوافق مع تحديات ما بعد الحرب على غزة.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=97633





