هآرتس: إسقاط عباس أصبح مطلبا شعبيا في الشارع الفلسطيني

هآرتس: إسقاط عباس أصبح مطلبا شعبيا في الشارع الفلسطيني

وصفت صحيفة هآرتس العبرية، السلطة الفلسطينية في عهد محمود عباس بأنها أصبحت "مؤسسة دكتاتورية يسيطر عليها شخص واحد"، مؤكدة أن المطالب باسقاط عباس أو استقالته أصبحت جزءًا من الخطاب العام الفلسطيني.

 

وقالت الكاتبة في الصحيفة العبرية، أميرة هاس، إن 3000 أكاديمي ومثقف فلسطيني وقعوا على عريضة في الأيام الأخيرة تطالب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بالاستقالة أو إقالته/ مشيرة الى أن مجموعة من الأكاديميين والمثقفين قاموا بصياغة العريضة بقصد التوقيع على عدة مئات من التواقيع، ولكن سرعان ما نمت المبادرة إلى حوالي 3000 توقيع.

 

وذكرت أن العريضة تسببت بضجة كبيرة في الأسبوع الأول من شهر يونيو الجاري – على الرغم من الهدوء في الشارع الفلسطيني لبعض الوقت.

 

حملة وطنية

وتشير الصحفية الإسرائيلية الى العريضة التي وقعها عدد من المثقفين والأكاديميين العرب وشخصيات فلسطينية عامة للمطالبة بنزع ما تبقى من شرعية لعباس، أو إقالته من المناصب القيادية كلها، ومساندة الحملة الوطنية لإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وانتخاب قيادة بديلة للشعب الفلسطيني.

 

وقال الموقعون على العريضة: "لقد أعادت انتفاضة القدس المجيدة الأخيرة كشف العجز المدوّي للرئيس وسياساته وسلطته، وطفح الكيل بالرأي العام الفلسطيني. منذ انطلاق الانتفاضة في حيّ الشيخ جراح، ثم اتّساعها لتشمل الأقصى والقدس، ثم غزة والضفة الغربية والداخل الفلسطيني والخارج".

 

وأضافوا: "كان الرئيس هو الغائب الأبرز، وبعد أن وضعت المعركة أوزارها، أضاف عباس إلى سجله السياسي فشلاً آخر تمثل في غياب إظهار التضامن الأخلاقي مع معاناة الشعب الفلسطيني بأكمله، ولو في حدوده الدنيا؛ إذ لم يكلّف نفسه عناء زيارة عائلات الشهداء في غزة والضفة".

 

وتابعوا: "لقد كانت فرصة وطنية وذهبية ينتهزها الرئيس لزيارة قطاع غزة، واغتنام هذه اللحظة واعتبارها بداية إنهاء الانقسام، ولكن عوضًا عن ذلك، كشفت انتفاضة القدس الأخيرة عمق الشلل الذاتي الذي وضع الرئيس نفسه فيه، بل وتكبيله حركة وطنية عريقة وذات تاريخ عظيم مثل حركة فتح، وتجميده – إن لم نقل تدميره – لمنظمة التحرير الفلسطينية وقيادتها وتمثيلها للشعب الفلسطيني، والتي كانت، مع الأسف، الغائب الثاني في انتفاضة القدس".

 

عبث مسار المفاوضات

وأردفوا: "في هذه اللحظة المقدسية الباهرة التي توحّد فيها شعبنا الفلسطيني حيثما وُجِد، واشتعلت روحه المقاوِمة، لم يكن هناك حضور لا للرئيس ولا لسلطته! والآن، وبعد أن هب الغرب المنافق، وعلى رأسه الولايات المتحدة، للوقوف إلى جانب عدوّنا المجرِم من جهة ومحاولة ترميم شرعية عباس من جهة أخرى، التقط الرئيس هذه الفرص وراح يركض من جديد وراء محاولات العودة إلى مسار المفاوضات التخديريّة الفاشلة التي أنهكت شعبنا، ودمّرت حقوقه، وعمِلت على تشتيت البوصلة الوطنية، وقدم تعهدات جديدة باستمرار التنسيق الأمني ورفع وتيرته".

 

وأشار الموقعون إلى أن الشعب وشرائحه في الداخل والخارج على ما يُسمّى بـ "عملية السلام" التي بدأت في مدريد عام 1991، ثم أوسلو في عام 1993، والتي كان محمود عباس نفسه أحد أهم مهندسيها، وهو الذي قال عن اتفاق أوسلو بعد توقيعه: هذا اتفاق قد يقودنا إلى دولة، أو قد يقودنا إلى كارثة

إغلاق