جريمة جديدة.. أجهزة السلطة تخترق أجهزة وحسابات النشطاء والحراكيين

جريمة جديدة.. أجهزة السلطة تخترق أجهزة وحسابات النشطاء والحراكيين

الضفة الغربية – الشاهد| تواصل السلطة وأجهزتها الأمنية جرائمها ضد الشعب الفلسطيني، والتي شهدت تصاعداً كبيراً بعد اغتيال الناشط نزار بنات جنوب مدينة الخليل في 24 يونيو الماضي.

وأفادت شهادات نشطاء وحراكيين في الضفة بقيام أجهزة السلطة باختراق هواتفهم وحساباتهم على منصات التواصل الاجتماعي، وتحديداً أولئك الذين تم اعتقالهم سياسياً لدى تلك الأجهزة ومصادرة هواتفهم والعبث بمحتوياتها.

وأكد الأسير المحرر سفيان جمجوم من مدينة الخليل، أنه لم يتمكن خلال الأيام الماضية من الدخول إلى صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.

وأوضح جمجوم في تصريحات صحفية أن الجهة التي نفذت الاختراق قامت بتغيير الرقم السري، وهو الأمر الذي تكرر معه أكثر من مرة وأثر على عمله وحياته الشخصية.

وقال جمجوم: أشعر أحيانا أننا محاصرون من كل الجهات، حتى مصدر رزقي الوحيد الذي لجأت إليه بعد قطع راتبي يتم التخريب علي فيه من خلال هذه الاختراقات.

من جانبها قالت الناشطة الحراكية الناشطة الحراكية إسلام الفايز من مدينة رام الله أن مجهولين قاموا بإنشاء حساب على تطبيق تلغرام برقم هاتفها الشخصي، وهو ما دفعها للنشر عبر صفحتها على موقع الفيسبوك أن جهة مجهولة استخدمت رقم هاتفها الشخصي في إنشاء حساب على أنه يتبع لها، ولا تدري حتى اللحظة ما هي مهمته وما المراسلات التي تجري من خلاله.

وتقول الفايز التي تعرضت للاعتقال في 5 يوليو الجاري خلال تضامنها أمام مركز شرطة البالوع مع عدد من المعتقلين السياسيين، إن أقارب لها استفسروا منها عن إنشائها لحساب على التلغرام، وقد ردت بالنفي، وقد أثار الأمر استغرابها.

مصادرة الهواتف ونشر المعلومات

وكانت العديد من الصحفيات المعتدى عليهن من قبل أجهزة السلطة خلال الأسابيع الماضية، قد أكدن سرقة ومصادرة هواتفهن ومن ثم اختراقها من قبل بلطجية أجهزة السلطة وتهديدهن بنشر صورهن الخاصة.

وأكدت الصحافية فيحاء خنفر، أن أشخاصاً بلباس مدني هاجموا الصحفيات بعنف رغم ارتدائهن الزي الصحفي خلال تظاهرة رام الله التي خرجت قبل أسبوعين، لافتة الى أن أحد البلطجية حاول دفعها لمكان يسهل عليه الاعتداء عليها وسرقة هاتفها النقال.

وتابعت: "أكثر من شخص اعتدوا علي وسرقوا هاتفي، وغبت عن الوعي جراء الاعتداء علي بوحشية من بلطجية أمن السلطة".

الأمر ذاته تكرر مع الصحافية نجلاء زيتون، التي تم مصادرة هاتفها وتهديدها بنشر صورها والمعلومات التي بداخل هاتفها.

جهازي الوقائي والمخابرات

السلطة وأجهزتها التي تنشط على الشعب وتتجسس عليه بهدف سرقة البيانات والابتزاز والتشهير، أنشأت وحدات تعمل بوتير عالية داخل جهازي الأمن الوقائي والمخابرات العامة، لتحقيق ذلك الغرض.

وكان آخر ضحيا ذلك الابتزاز المواطنة لينا غنيمات، وهي ناشطة فلسطينية على موقع فيسبوك، وتقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، وحينما قررت أن تزور اهلها في ام الله قبل سنوات، استقبلها جهازي المخابرات الوقائي، وصادروا منها هاتفها الجوال وأخضعوها للتحقيق مكثف.

لكن المفاجئة نزلت كالصاعقة على المواطنة غنيمات وهي ترى بياناتها وصورها الشخصية جدا التي كانت على هاتفها المحمول، واذا بتلك البيانات والصور أصبحت أداة ابتزاز لها من اجل العمل كمندوبة لتلك الاجهزة، وان تتوقف عن انتقاد السلطة على منصات التواصل.

الوقائي وعمليات القرصنة

وسبق أن كشف موقع فيسبوك عن قيام مجموعات تابعة لجهاز الأمن الوقائي في الضفة الغربية بعمليات قرصنة واختراق استهدفت شخصيات معارضة للسلطة الفلسطينية في الضفة، وكذلك شخصيات في العديد من الدول وتحديداً في سوريا وتركيا ولبنان.

وقال فيسبوك في تقرير نشره في أبريل الماضي، أن المجموعات المكتشفة تعمل من الضفة الغربية واستخدموا برمجيات خبيثة منخفضة التطور ومتخفية بشكل تطبيقات دردشة آمنة للتسلل إلى أجهزة أندرويد وجمع المعلومات منها، بما بذلك سجلات المكالمات والموقع وجهات الاتصال والرسائل النصية.

وأوضح الموقع أن المخترقين استخدم روايات كاذبة تنتحل في المقام الأول شخصيات لفتيات من أنصار حماس وفتح ومختلف الفصائل والصحفيين والناشطين من أجل بناء الثقة مع الأشخاص الذين استهدفتهم وخداعهم لتثبيت برامج ضارة.

وأشار التقرير إلى ما أسماه عمليات التجسس السيبراني التي ترعاها السلطة التي يعتقد أن دوافعها سياسية من قبل ما يسمى مجموعة "Arid Viper".

من جانبه، قال مايك دفيليانسكي، رئيس إدارة تحقيقات التجسس الإلكتروني في فيسبوك، لوكالة رويترز قبل نشر التقرير إن أساليب الحملة كانت بسيطة، مضيفاً: جهاز الأمن الوقائي كثف أنشطته خلال الأشهر الستة الماضية ونشر حوالي 300 حساب مزيف أو مخترق لاستهداف ما يقرب من 800 شخص بشكل عام.

قالت فيسبوك إنها أصدرت تحذيرات فردية للمستخدمين المعنيين عبر منصتها وأزالت الحسابات المزيفة، فيما قامت بإرسال برمجيات لتدمير الروابط والبرامج الخبيثة التي روجتها المجموعات المرتبطة بجهاز الأمن الوقائي.

التقرير ذكر أن المجموعات استخدمت أكثر من 100 موقع ويب لاستضافة برامج ضارة لنظامي التشغيل iOS وAndroid، أو محاولة سرقة بيانات الاعتماد بالتصيد الاحتيالي أو تعمل كخوادم قيادة وتحكم.

وأضاف: "يبدو أنها تعمل عبر خدمات إنترنت متعددة، باستخدام مزيج من الهندسة الاجتماعية ومواقع التصيد الاحتيالي وبرامج ضارة تعمل باستمرار على نظامي التشغيل Windows وAndroid في حملات التجسس الإلكتروني المستهدفة".

إغلاق