عبادة أبو الرب.. من طالب بأمن السلطة إلى متهم عابر للحدود

عبادة أبو الرب.. من طالب بأمن السلطة إلى متهم عابر للحدود

جنين – الشاهد| “إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت”.. هذا المثل البلاغي القديم يبدو أقرب ما يكون إلى عنوان لحياة الشاب عبادة أبو الرب من بلدة جلبوع في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة.

عبادة استطاع أن يتنقل بين القضايا الجنائية وينجو من المحاسبة ويغادر جنين ويخلف وراءه سلسلة تهم وملفات مغلقة وضحايا صامتات.

التحق بجامعة الاستقلال وهي متخصصة بتأهيل كوادر للعمل في أجهزة أمن السلطة الفلسطينية.

من هو عبادة أبو الرب؟

ورغم أن موقع الجامعة يشترط مستوىً عاليًا من الالتزام والانضباط، إلا أن سلوك عبادة داخلها كان بعيدًا عن تلك القيم.

أثناء دراسته، أقام علاقة مع طالبة زميلة له وسرعان ما تطورت إلى تواصل شخصي ورسائل خاصة.

نجح عبادة في استدارجها للحصول على صور حساسة ثم استخدمها لاحقًا للتهديد والابتزاز، مطالبًا بمبلغ مالي قدره 100,000 شيقل مقابل عدم نشر الصور.

الفتاة لم ترهبها تهديداته فتواصلت مع أفراد بجهاز الاستخبارات العامة، وعليه جرى اعتقاله في وقت قصير.

أثناء التحقيق، قدم عبادة معلومات عن تورطه بسلسلة عمليات ابتزاز جنسي ومالي عبر وسائل التواصل باستخدام حسابات وهمية أو هويات مزيفة.

عبادة أبو الرب ويكيبيديا

واعترف بتعاونه مع فتاة كانت تسانده باستدراج الفتيات والتواصل معهن ثم تصويرهن بأوضاع مخلة تمهيدًا للتهديد والضغط.

القضية وثقت ضمن ملف رسمي لدى محكمة رام الله العسكرية، وشطبت مواد التحقيق إلى المباحث العامة.

لكن رغم الاعترافات، أفرج عن عبادة بعد فترة قصيرة عقب تدخل جهة أمنية نافذة في السلطة الفلسطينية.

بعد أقل من عام، أعيد توقيف عبادة مجددا، هذه المرة في رام الله، بناء على شكوى جديدة من فتاة تنتمي إلى عائلة ذات مكانة مجتمعية عالية.

فضيحة عبادة أبو الرب

العلاقة بدأت بعد وعد عبادة للفتاة بالزواج منها ولاحقًا تسربت صورها إلى عبادة بطريقة أو بأخرى وبدأ التهديد مقابل مبلغ مالي لكن عائلتها تقدمت بشكوى رسمية.

محافظ رام الله والبيرة ليلى غنام أمرت باعتقاله فورًا دون تأخير.

وخلال التحقيق، أورد عبادة اسم موظفة حكومية بدرجة مدير تعمل في مؤسسة بجنين تسهل له الوصول إلى الفتيات.

وتجمع بنفسها موادًا حساسة وتصور الضحايا والتواصل معهن لإتمام عملية الإسقاط أو الابتزاز.

جرائم عبادة أبو الرب

هذه المعلومة وثقت لمحضر التحقيق، لكنها لم تؤد إلى اعتقال الموظفة، لأسباب غير معروفة حتى اللحظة.

بعض الفتيات أو عائلاتهن قررن عدم المضي قدمًا في الإجراءات القضائية مقابل تسويات مالية.

عبادة دفع مبالغ مالية متفاوتة لعائلات الضحايا من حسابات غير معروفة المصدر ويعتقد أن جزءًا منها من جهات متورطة تسعى لطمس القضية.

ومرة أخرى، خرج عبادة دون إدانة.

فساد أمن السلطة الفلسطينية

بعد تكرار الشكاوى، غادر عبادة رام الله متوجهًا إلى الأردن. ولم يمض وقت طويل قبل توقيفه من المخابرات الأردنية بتهمة محاولة ابتزاز مديرة جامعة ومحاولة استدراجها عبر وسطاء.

أبو الرب أدين قضائيًا وسجن لمدة عام ثم أفرج عنه بشرط مغادرة الأردن نهائيًا واتفق أن يغادر إلى بلجيكا.

يقيم عبادة في بلجيكا عقب تقديم طلب لجوء إنساني، مستخدمًا مبررات غير مرتبطة بحقيقة تاريخه الجنائي.

لكن قبل مغادرته، تورط بقضية جديدة مع سيدة تعرف بـ(ن.ح.ش)، واحتال عليها بشيكات مالية بقيمة 300,000 شيكل، بعد تهديد مباشر وابتزاز إلكتروني.

عائلة “أبو الرب” في مدينة جلبون أصدرت أعلنت التبرؤ من تصرفاته.

قصة عبادة تعد مرآة لمستوى الخلل بتعامل السلطة مع قضايا الابتزاز وضعف الرقابة على من يستغل نفوذه بمؤسساتها.

إغلاق