الضفة تختنق… لا هواء للكرامة

رام الله – الشاهد| كتب نائل مناصرة: في الضفة الغربية، ثمة ما يُشبه الموت البطيء… لا قصف يهدم البيوت دفعة واحدة، بل جدران تضيق كل يوم، وأبواب تُغلق على الحلم، وأنفاس تتقطع تحت ثقل الاحتلال، وغصة الفقر، ومرارة الانتظار.
هنا، لا تحتاج إلى حرب شاملة لتُهزم… يكفي أن تُمنع من الوصول إلى عملك، أن تُفتش كأنك مشتبه بك لأنك فلسطيني، أن تسمع في الصباح صراخ مستوطن، وأن تقطع الطريق فجأة دبابة أو مستوطنة زاحفة.
الجيش الإسرائيلي لا يترك للضفة مساحة للتنفس. نقاط التفتيش أصبحت أعمدة ثابتة في المشهد، والاقتحامات الليلية لم تعد استثناء. كل بلدة محاصرة بأسلاك، وكل شارع مراقب بكاميرات، وكل جسد مهدد بالرصاص أو الاعتقال.
أما المستوطنون، فباتوا الوجه الثاني لهذا الخنق. يهاجمون البيوت بالحجارة، يسرقون المياه، يطلقون الرصاص على الأغنام، ويُصلّون على ركام الشجر الذي أحرقوه. تحت حماية البنادق الإسرائيلية، يرتكبون يوميًا جرائم صامتة بحق الأرض والناس.
ومَن لم يخنقه الاحتلال، تخنقه الحياة. البطالة كالخنجر في خاصرة الشباب. الجامعيون بلا أفق، والعمال يُركضون في أرضهم بأجور لا تكفي حتى لسداد الديون. السوق بلا حركة، والمحلات تغلق الواحدة تلو الأخرى، والأمل… يُباع على الأرصفة بعملةٍ خاسرة.
رواتب السلطة؟ تأخرت مجددًا. لا أحد يجيب. والموظف الذي خدم سنين طويلة يُعامل كرقم منسي، لا يعرف إن كان سيشتري الحليب لأطفاله أو يدفع فاتورة الكهرباء.
هنا، في الضفة الغربية، لا يُقتل الإنسان برصاصة فقط، بل يُذبح بالتدريج: بالحصار، بالقلق، بالهامشية، وبأن يُنسى.
نحن في زمن يُخنق فيه الفلسطيني، لا لأنه يقاوم، بل لأنه ببساطة… يريد أن يعيش.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=91005