رامي الحمد الله.. “رئيس حكومة” في الفساد وعراب خنق غزة
رام الله – الشاهد| لم تكن جريمة قتل المدعو رامي الحمد الله لموظف فندق “موفمبيك ميلينيوم” برام الله رائد الغروف، عقب محاولة ابتزازه بمقطع فيديو له وهو يقضي ليلة ساخنة مع سكرتيرته الخاصة فترة عمله بجامعة النجاح سوى حلقة من سلسلة طويلة في تاريخه القذر.
ويوصف الحمد الله بأنه أحد كبار أباطرة الفساد الذي يتخد من السلطة الفلسطينية على أنها مزرعة خاصة له ينهب منها ما يشاء ويوظف بها من يرغب ويعتقل ويحاكم من يخالفه.
وتتسم الفترة الزمنية لتولي الحمد الله الحكومة بأنها الأكثر سوداوية وفسادًا على الإطلاق وطلقة الرحمة على مرحلة إنهاء الإنقسام وتحقيق الوحدة وعراب خنق غزة.
ورامي الحمد الله سياسي فلسطيني، دخل معترك السياسة الفلسطينية للمرة الأولى في حياته بعد تكليفه من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بتشكيل الحكومة الجديدة.
جاء ذلك إثر استقالة سلام فياض في أبريل 2013، فتولى رئاسة الوزراء أياما قليلة، قبل تقديم استقالته بعد خلافات بشأن الصلاحيات مع نائبيه.
من هو رامي الحمد الله؟
ولد رامي الحمد الله يوم 10 أغسطس 1958 وينحدر من بلدة عنبتا في محافظة طولكرم شمالي الضفة الغربية المحتلة.
حصل على شهادة الدكتوراه في اللغويات التطبيقية من بريطانيا.
درّس اللغة الإنجليزية وآدابها قبل أن يصبح عميداً لكلية الآداب، ثم رئيساً لجامعة النجاح الوطنية بأغسطس 1998.
يشغل عضوية مجلس رؤساء الجامعات الفلسطينية ومجلس التعليم العالي، والمجلس التنفيذي لاتحاد الجامعات العربية.
رئيسا لبرنامج التعاون الأوروبي الأميركي الفلسطيني في المجالات الأكاديمية (2005-2007)، وكان عضو اللجنة التنفيذية لبرنامج التعاون الأوروبي الفلسطيني في مجال التربية “بيس” (PEACE) في الفترة ما بين (2000-2005).
رامي الحمد الله ويكيبيديا
لم يتولَّ الحمد الله أي منصب سياسي قبل تعيينه رئيسا لحكومة السلطة الفلسطينية، وهو شخصية غير معروفة خارج الأراضي الفلسطينية.
عُيِّن عضوا بلجنة صياغة الدستور، وتولى الأمانة العامة للجنة الانتخابات المركزية التي انتهت من تحديث السجل الانتخابي في الضفة الغربية وقطاع غزة.
قدم استقالته في 20 يونيو 2013 بعد أسبوعين فقط من أداء حكومته اليمين.
فساد رامي الحمد الله
يعد رامي الحمد لله من الشخصيات المقربة لعباس، رغم عدم انتمائه لحركة فتح، إلا أنه يحظى بقبول دولي واسع، وطرح اسمه مرات عدة كخليفة في منصب الرئاسة.
واجه ترشيحه معارضةً شديدة ورفض لقرارات كان يتخذها بعيدًا عن رئاسة السلطة وفتح، الأمر الذي جر عليه انتقادات علنية من شخصيات وازنة بمركزية فتح خاصة حسين الشيخ وعزام الأحمد.
بعد تكليفه بتشكيل الحكومة عام 2014، قدم استقالته لعباس قبل أن يمضي أسبوعين على تأدية حكومته اليمين، وقال حينها إن سبب الاستقالة هو التعدي على صلاحياته من أعضاء في الحكومة، إلا أنه سرعان ما تم تسوية الأمر وعاد لترأس الحكومة، وأجرى تعديلات عليها تباعًا دون توافق مع باقي الفصائل.
فضيحة رامي الحمد الله
وطوال مدة عملها تعرضت حكومة الحمد الله لانتقادات كبيرة واتهامات بالفساد بشأن رواتب وعلاوات الوزراء، فيما كان الموظفون العموميون يواجهون أوضاعًا صعبة بسبب تدني نسب الرواتب، خاصة موظفي قطاع غزة.
وشهدت فترة حكومة الحمد لله انتشاراً للفساد والفلتان الأمني في الضفة الغربية، مع تطبيقه خطة عباس بمعاقبة سكان غزة لدفعهم للانتفاض في وجه حركة حماس.
ومع تصاعد الانتقادات ضد الحمد لله، طلب عباس عام 2019، بتقديم استقالته، وكلف عضو اللجنة المركزية محمد اشتية بتشكيل حكومة جديدة، غالبيتها من حركة فتح وشخصيات مقربة من عباس.
عضو اللجنة المركزية لحركة فتح اللواء توفيق الطيراوي كان من أوائل الشخصيات التي هاجمت الحمد لله وحكومته آنذاك، وشن هجوماً لاذعاً عليها، قائلًا “إن بعض الوزراء يتعاملون فيها وكأنها جزء سيادي يخصهم”.
جرائم رامي الحمد الله
وقال الطيراوي: “بعض الوزراء لا يعرفون ما يحدث داخل وزاراتهم ومنشغلون بأجنداتهم الشخصية وامتيازاتهم، ما جعل بعض الوزارات في حالة مزرية لا تطاق”.
وذكر أن بعض الوزراء لا يعمل معظم موظفيها شيئاً، لأنهم يعملون مع مجموعة صغيرة تخدمهم، وليس من صلاحيات لغيرهم ولا من مهمات يقومون بها، وكأنها جزر سيادية تخصهم”.
وبين أن حالة العمل الحكومي السلبية داخل بعض الوزارات، واللامبالاة والاستهتار الذي تكرس فيها، تنعكس على الإطار الشعبي الذي يدرك بأن الإهمال الحاصل داخلها مل ينعكس على حياته ويجعلها صعبة، رغم أن أصل مهمتها دعم صمود المواطنين وتسهيل حياتهم وحل مشكلاتها، وبناء أسس دولة عصرية”.
وأدان الطيراوي “الفساد الإداري والمحاباة والمحسوبية والاستحواذ والاستقواء بالمنصب داخل هذه الوزارات، تحديداً الذي يحرف البوصلة عن المسار الذي يجب أن تشير إليه، ويجعل الموظفين المستبعدين من العمل والذين يشكلون الغالبية العظمى فيها يضجون ويحتجون على أوضاعهم البائسة، ما ينعكس على الإنتاج الفعلي المطلوب بهذه المرحلة”.
رامي الحمد الله السيرة الذاتية
رامي الحمد الله استغل نفوذه في السلطة لتوظيف عدد ممن تربطهم به صلة قرابة، من بينهك عرين منصور غانم، ابنة شقيقته، وحمزة الطياح، الذي تربطه علاقة نسب بعائلة الحمد الله، إضافة لروان الحمد الله قريبته.
وزير سابق في حكومة رامي الحمد الله كشف عن خبايا فساد لشخصيات كبيرة داخل السلطة اطلع عليها خلال عمله في أروقة الحكومة.
ونشر الوزير السابق لوزراتي الشؤن الاجتماعي والزراعة شوقي العيسة 4 تغريدات تتعلق بقضايا فساد حدثت أثناء عمله في الحكومة، متهمًا شخصيات كبيرة في السلطة بالوقوف خلفها.
وذكر أنه “في آخر يوم قبل استقالتي بوقت حضر إلى مكتبي شخصان عرفوا على أنفسهما أنهما من مكتب عباس، وكان معهما كتاب طلبوا من الوكيل طباعته على أوراق الوزارة الرسمية وتكون جاهزة لتوقيعي، وهي موجهة مني لوزير الزراعة في إحدى الدول العربية، وحضرا ومعهما الوكيل والرسالة لي”.
من هي زوجة رامي الحمد الله؟
وقال، “بدأوا يشرحون الموضوع لي، بأن منظمة التحرير تملك أراض شاسعة في تلك الدولة وغير مستغلة، وأن أخ لواحد منهم يعيش هناك واتفق مع وزير وحكومة تلك الدولة بأن رسالة مني لذلك الوزير كافية لتسليم الأرض له ولأخيه وتسجيلها باسمهما، لاستغلالها للمنظمة، وقال إنهم تحدثوا مع عباس ووافق، وعليّ توقيع الكتاب، فضحكت وقلت بسيطة لنتصل ونرى فقالوا مع الأسف الرئيس قبل 5 دقائق دخل على اجتماع في بيت لحم مع رئيس أجنبي يزور فلسطين، وقال عندما تحدثنا مع الرئيس كان الأخ فلان موجودًا، فقلت طيب نتصل به فقال مع الأسف هو أيضًا دخل مع الرئيس على نفس الاجتماع، فقلت طيب ننتظر انتهاء الاجتماع، فقالوا لا يوجد وقت، الجسر سيغلق بعد ساعة والطائرة من عمان بعد ساعات قليلة”.
وبين العيسة أنه نهى النقاش معهم بتمزيق أوراقهم ومضى بالقول “مزقت الورقة وقلت لهم أردت الاتصال لسبب في نفسي ولكن حتى لو قال لي الرئيس لن أوقعها. أنتم تتحدثون عن أملاك منظمة التحرير ومن أنا وما صفتي لأوقع على هكذا كتاب. ثم كيف تريدون تسجيلها بأسمائكم وهي ملك للمنظمة يعني للشعب”.
ومنذ قرار عباس الذي يلزم وزراء حكومة رامي الحمد الله بإعادة الأموال التي استلموها بطريقة غير قانونية بدل إيجار منازل وغيرها، لم يعلن تنفيذه سوى وزير واحد، نظرا لموقعه الحساس، لتبيض صفحته المليئة بالفساد، وهو وزير المالية شكري بشارة.
ما لا تعرفه عن رامي الله الحمد الله
وعلق الحمد الله على كشف وسائل إعلام لفضيحة زيادة راتبه (بقيمة 6 آلاف دولار شهريا) ورواتب وزرائه (5 آلاف دولار شهريا) بوقت كان يتحدث عن التقشف وخفض رواتب الموظفين
وقال الحمد الله في بيان حينها إن “مجلس الوزراء لم يصدر أية قرارات بخصوص أية زيادة لوزراء حكومتي أو لنفسي، والذي حدث هو أن عدداً من الوزراء عام 2017 توجهوا إلى عباس بطلب زيادة على رواتبهم بدل غلاء معيشة والتي هي واردة في قانون مكافآت ورواتب أعضاء المجلس التشريعي وأعضاء الحكومة والمحافظين رقم 11 لعام 2004، ووافق على ذلك”.
الناشط الحقوقي عيسى عمرو وصف الحمد الله بأبو القوانين، في إشارة إلى تشدقه الكبير خلال ترأسه الحكومة بالقوانين والحديث الدائم عنها، غير أنه كان يفعل عكسها.
ويقول عمرو: “أبو القوانين (قانون الضمان الاجتماعي وقانون الملكية وعشرات القوانين الأخرى)، اللي حبس معظم نشطاء حقوق الانسان في الضفة رئيس الوزراء السابق رامي الحمد الله، لسه ما رجع مستحقاته المالية اللي اخذها بطريقة غير مشروعة” .
فضائح رامي الحمد الله
وأكمل: “بدنا نطالب بحبسه وتوقيفه في السجن حتى يدفعهم.. سرقة أموال الشعب حرام شرعًا ويحاسب عليها القانون.. واطالب الأمن الوقائي بتنفيذ القانون فورا وحبسه هو وشلته”.
ولفت عمرو إلى تركة الفساد الثقيلة التي تركها الحمد الله داخل الوزارات، مضيفًا: “حسب معرفتي في الوزراء وعملهم بالحكومة الحالية، وزير جديد بدأ يعمل لإصلاح وزارته من الداخل، وبدا يحاول التخفيف على المواطنين”.
وقال إن هناك هجوم شرس من داخل الوزارة وخارجها، والفساد أقوى من الإصلاح الفردي، والمتنفذين السياسيين معظمهم تم شرائهم من حيتان السوق.
وذكر عمرو أن على الشعب الفلسطيني مساعدة هؤلاء والنهوض بالعقل الجمعي الذي لا يقبل الفساد سرًا وعلانية.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=91215