ما الجدوى من بقاء المنظمة في حال ضاع الوطن؟

ما الجدوى من بقاء المنظمة في حال ضاع الوطن؟

رام الله – الشاهد| كتب سعيد إنجاص: منذ الخروج من لبنان عام ١٩٨٢ كانت معركة القيادة الفلسطينية هي الحفاظ على المنظمة حتى لو كان على حساب التنازل عن أجزاء من الوطن او استيلاء الاحتلال على جزء منه للاستيطان والا لماذا وافقت على اتفاق هزيل دون شرط وقف الاستيطان كما كان يصر على عليه المرحوم القائد حيدر عبدالشافي.

وتجاوبا مع شروط الاحتلال لقد فتحت طبقة سياسية قناة سرية مع الطرف الاسرائيلي ولم تشرط في الحوار على وقف الاستيطان مع العلم ان انه والسلام متناقضان وخرجت باتفاق عبقري وهو في الحقيقة متاهة قانونية وسياسية وامنية اوقعتنا في حبالها حتى هذه اللحظة نتيجة استبعاد الكفاءات الفلسطينية في كل المجالات.

وبعد اوسلو بدأت عملية ترويض ممنهجة وتدجين كل من عارض هذا الاتفاق وتم هندسة السلطة على مقاس المتطلبات الأمريكية وبالتالي الاsرائيلية ابتداءامن دايتون وتبعه ضباط امريكيون وأوروبيون واستمروا حتى هذه اللحظة ووصل التغيير الى مناهج التعليم وإقالة ضباط قدامى كان لهم تاريخ نضالي.

وتاتي خطوة الرئيس ابو مازن في هذا السياق وليست استثناءا عن الخطوات السابقة بل اتت لتشكيل مجلس اعيان وليس مجلسا وطنيا.

فالشعب مصدر السلطات والتشريعات ومن غيرالمعقول ان يتم وضع شروطا على من ينتخبه الشعب لينوب عنه.

فهل التمسك بانجازات المنظمة العظيمة جديرة بالاحتفاظ بها واريد هنا ان اذك بعضا منها:

تبنت المنظمة نهج التسوية منذعام ١٩٩٣ وحتى قبل ذلك بكثير ونتج عنه مايلي:

١-كان الاستيطان عام ١٩٩٢ تقريبا ٢٤٨ الف مستوطنا واصبح الان ٩٠٠ الف مستوطن في ظل عهد السلطة والقيادة الحالية.

٢- القدس اصبحت عاصمة موحدة للكيان.

٣-تم الاعتراف بالمستوطنات انها شرعية.

٤- تم إغلاق مكتبها في نيويورك مع العلم انه تم وضعها ا في الحضن الامريكي منذ توقيع اوسلو.

٥-تم التصويت في الكنيست على ضم الضفة الغربية

فهل هذه هي الانجازات التي يجب أن يتمسك بها كل عضو مجلس وطني حتى يسمح له بالترشح ؟، وهل اوسلو اصبح مقدسا في المقابل الاحتلال تنصل منه كليا.

ان غياب الشرعيات الشعبية والوطنية عن القيادة والفصائل أخذها الى مربع الشرعيات الخارجية سواء امريكا او الاحتلال او النظام العربي وهؤلاء من معسكر الأعداء حسب تصنيفها ثوريا ايام السبعينات واواصل الثمانيات ولولا هذا الصمت العربي الرسمي والتواطؤ مع الاحتلال وامداد امريكا بتريليونات وبالتالي سيذهب قسم منها للاحتلال، لما استمر هذا القتل والتجويع في شعبنا في غزة والضفة والقدس والمخيمات .

سبق وان طلب الرئيس ابو مازن من hماس ان تسلم سلاحها وتسلم الأسرى الذين لديها من اجل سحب الذرائع والسؤال الان ماذا يفعل سكان سلواد وكفر مالك وباقي مدن وقرى الضفة الغربية والقدس والمخيمات لسحب الذرائع من المستوطنين؟ فهل يرحلوا يا سيادة الرئيس لانه هذه هي ذريعة المستوطنين ؟.

ان الاستجابة الكلية للشروط الاسرائيلية هو ابحار عكس عملية التحرر ولم تجرؤ عليه اي حركة تحرر وطني على مر التاريخ.

إن تشكيل مجلس اعيان وتسميته مجلسا وطنيا هو سلب لارادة شعب قدم الغالي والنفيس وضياع للوطن للحفاظ على هيكل مفرغ من محتواه يسمى مجازا بمنظمة التحرير والتي ليس لها برنامج تحرير.

اعتقد ان على الشعب الفلسطيني أن يبادر باختيار نوابه في مجلس وطني شعبي منتخب بطرق ديمقراطية د نائل قيد او شرط على اي متروح ليقول الشعب كلمته لأنه صاحب الكلمة الاولى والاخيرة.

يجب وقف مسيرة الدجل السياسية المسماة اوسلو وحل الدولتين، فكلها شعارات لضياع الوطن وإبقاء هيكل مسمى منظمة التحرير وبقاء طبقة مستفيدة من الوضع القائم الى اجل غير مسمى حيث يشكل الوضع الحالي مثاليا بدون رقابة المجلس التشريعي ولا مكافحة فساد مستقلة تمارس صلاحيتها دون تعليمات عليا.

يكفينا مسميات الدولة الشقيقة الكبرى وهي من تحاصر شعبنا وتمنع من وصول المتضامنين ووصول الغذاء والدواء وكفى مسمى فصائل عمل وطني لم تملك الحسم في مقعد نيابي في المجلس التشريغي بل تاخذ شرعيتها من القيادة الحالية التي تاخذ شرعية خارجية مقابل املاءات واجندات غير وطنية.

وعلى الامناء العامين الاستقالة والاعتراف بالعجز وضياع الوطن وترك مقاعد اللجنة التنفيذية ولا تقبل بالعودة إليها الا اذا تم انتخابهم من الشعب فهم كانوا يملكون شرعية ثورية في حقبة زمنية معية وانتهت وذهبت معها الانظمة الحاضنة لها من ليبيا لسوريا للعراق، ولم تعد تملك الا الحصة في المنظمة التي جادت عليها القيادة المتنفذة لتزوير ارادة الشعب والغوص في المتاهة غير الوطنية.

نعم نحن نريد منظمة تحرير لها برنامج تحرير وطني يقره الشعب الفلسطيني ونحن في المؤتمر الوطني اول من نادى بإعادة بناء منظمة التحرير على اسس وطنية وديمقراطية و تشكيل قيادة موحدة وجامعة للشعب الفلسطيني لتقوده في أخطر مراحل النضال والصراع مع المحتل.

واذكر هنا القائد الفتحاوي المرحوم عبد الله اسكافي الذي كان من ادبياته في الاسر ان انتصار الشعب الفلسطيني على عدوه مرتبط بشرطين ؛

الايمان بحتمية النصر والاستعداد للتضحية في وقت يستدعيها النضال، واقول له الآن اصبح لدينا بديلين وهي الايمان بحتمية الاستجابة لكل الشروط غير الوطنية والاملاء الخارجية والاستعداد لاي منصب يتم عرضه علينا ولو كان مفرغا من محتواه ما دام هناك (VIP) وموازنة ومناصب لأبنائنا.

اخيرا اقول لشعبنا ان الاستجابة للضغوط والاملاءات الخارجية لكل مطلب ليس طريقا للنصر او تحقيقا للاهداف بل ارادة الشعوب هي الطريق الوحيد لذلك

كما قال أبو القاسم الشابي :

اذا الشعب يوما اراد الحياة

فلا بد أن يستجيب القدر

إغلاق