باسم العِلم أيضًا تُذبحوننا؟!
رام الله – الشاهد| كتب مجد شاهين: في وطنٍ أنهكه … كل شيء .. وأرهقته المؤامرات.. وقصمته الحصارات.. وتناوب على لحمِه الحيّ الاحتلال والفساد.. نُفاجأ اليوم أن نُجلد من جديد… ولكن هذه المرة باسم “العِلم”!.
نعم.. باسم العِلم تُحشر الكرامة في الزاوية .. ويُخنق الأمل في عنق شبابٍ بالكاد رأى النور خلف أسوار القهر.. ويُطلب منه أن يدفع 6000 شيكل – أي ما يقارب 1800 دولار – في غضون أيام معدودات..
كي يُسمح له بدخول أبواب الجامعة.
أي منطقٍ هذا؟! وأي عدالة؟! وأي وطنٍ هذا الذي يُطالب أبناءه بما لا يملكون.. ليحصلوا على ما يستحقون؟!.
نعم.. الكل يعرف وضع شعبنا… شعبنا العظيم الذي لم يخرج كما يجب مناصراً غزته للاسف ..
شعبٌ مسحوق اقتصاديًا.. مطعون سياسيًا.. مقهور اجتماعيًا.
شعبٌ لا يملك قوت يومه.. ولا سقف أمانه.. ولا حتى وطنًا كامل السيادة يحتمي فيه.
فمن أين يأتي الطالب الفلسطيني – ابن هذا الجرح النازف – بستة آلاف شيكل دفعةً واحدة؟!.
هل نسرق؟ هل نبيع أثاث بيوتنا؟ هل نرهن كرامتنا من أجل ورقة قبول؟
جامعة بيت لحم…
نعم. هي الجامعة التي نُحب ونفخر بها.. الجامعة التي كانت يومًا عنوانًا للنضال الأكاديمي.. وحاضنة للحركة الطلابية.. وصوتًا للوطن في وجه المحتل.
لكن أن تتحول من صرحٍ وطني إلى مشروعٍ تجاري يُرهق الطالب ويفتح أبوابه لمن يدفع.. لا لمن يحلم… فتلك كي لا اسميها خيانة لفلسطين نفسها .. لنقل تخاذل معيب ..
أين وزارة التربية والتعليم؟
أين الحكومة التي تتغنى بالعلم و”التمكين” و”بناء الإنسان”؟
أين الحديث عن العدالة الاجتماعية.. وحق التعليم.. وكرامة المواطن؟
أم أن تلك الشعارات تُرمى على الطاولة وقت المؤتمرات ثم تُكنس فور نزول الكاميرات؟
إلى من يظن أن الشعب سيموت وهو صامت:
6000 شيكل خلال ما يقرب الاسبوع؟!
6000 شيكل من شاب بالكاد يحتفل بنجاحه بالثانوية؟
عن أي منطق تتحدثون؟!
عن أي عدالة؟!
من الذي قرر أن التعليم – هذا الحق المقدس – يصبح سيفًا على رقاب الفقراء؟
من الذي أجاز أن يتحول الطالب إلى متسوّل على أبواب الجامعات؟
هل وصلنا إلى هذا الحد من الانحطاط؟!
أن يُطلب منّا أن ندفع لنتعلّم.. بينما أبناء البعض يُدرسون في الخارج على حسابنا ؟
إلى من يهمه الأمر:
أنتم تدفعون أبناءنا إلى الجهل القسري، إلى الهجرة، إلى اليأس.
أنتم تصنعون جيلًا محطمًا قبل أن يبدأ، جيلًا يرى في التعليم عبئًا لا مخرجًا، وحلمًا مستحيلًا لا حقًا إنسانيًا.
كفّوا عن جلدنا بكل ما تبقّى من أدوات القمع،
كفّوا عن تحويل الحلم الفلسطيني إلى فاتورة مستحيلة،
كفّوا عن إرهابنا بالديون، وكأننا في مزاد علني على مستقبلنا.
نريد وطنًا يعلو فيه صوت القلم على فحيح الجباية،
نريد جامعةً نلوذ بها، لا تُقصينا.
نريد تعليمًا يُنقذنا من الجهل، لا يسقطنا في هاوية العجز.
وإن كان لا بد من معركة…
فلتكن معركتنا على مقاعد التعليم، لا على فواتير القبول.
وليعلم الجميع:
من يُجهّل أبناء شعبه، إنما يساهم في دفن وطنه حيًا.
و حقيقة انتابني سوال .. ما الذي جاءت و قدمته لنا منظمة التحرير هذه!؟ بدءا باليسار الذي احب.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=91924