الاحتلال يحذر.. الضفة على أعتاب انتفاضة ثالثة

رام الله – الشاهد| حذر الصحفي الإسرائيلي آفي يسسخروف في مقاله المنشور في يديعوت أحرونوت من أن الهجوم الذي وقع عند مفترق غوش عتصيون، وأسفر عن مقتل هارون كوهين وإصابة ثلاثة آخرين، يكشف أن مخاطر التصعيد الواسع في الضفة الغربية باتت أقرب من أي وقت مضى.
ويقول إن “إسرائيل” قد تفضّل تجاهل الواقع أو دفن رأسها في الرمال عبر إضعاف السلطة الفلسطينية وغضّ الطرف عن اعتداءات المستوطنين، إلا أن “أبخرة الوقود في الهواء فعلاً” وإنكار ذلك لن يمنع الانفجار.
ويشير يسسخروف إلى أن العامل الخارجي الأبرز المحرّك للتوتر هو الدور الإيراني المتصاعد في الضفة الغربية. فإيران، بحسب زعمه، تحاول زعزعة الاستقرار في المنطقة بكل الوسائل، وتكثّف عمليات تهريب أسلحة نوعية عبر الأردن أو سوريا ولبنان.
وقد أعلن الجيش الإسرائيلي والشاباك قبل أسابيع إحباط واحدة من أكبر عمليات التهريب، والتي شملت قذائف مضادة للدبابات، وقاذفات RPG، وطائرات مسيّرة، وعشرات العبوات المتطورة. ورغم عمليات الإحباط، يؤكد يسسخروف أن جزءًا من هذه الشحنات يصل فعلًا إلى الضفة، ما يجعل السلاح المتوافر اليوم أكثر تطورًا وخطورة مما كان موجودًا خلال الانتفاضتين الأولى والثانية.
وتتولى هذه العمليات شعبة العمليات الخاصة في الحرس الثوري الإيراني، التي ترى – وفق الكاتب – أن إشعال الضفة أصبح ضرورة بعد الضربة القاسية التي تلقاها حزب الله في لبنان.
سلطة متآكلة وقيادة فقدت تأثيرها
ويرى الكاتب أن وفرة السلاح لا تكفي وحدها لصناعة “العاصفة المثالية”، إذ يجب النظر إلى التدهور البنيوي داخل السلطة الفلسطينية. فالرئيس محمود عباس بلغ التسعين قبل أيام، ووريثه المفترض حسين الشيخ يفتقد لأي شعبية حقيقية في الشارع الفلسطيني، في ظل شعور عام بأن السلطة فقدت شرعيتها وقدرتها على فرض النظام.
ويؤكد يسسخروف أن هذا التآكل المستمر يخلق فراغًا سياسيًا لا يستطيع أحد ملؤه، ويزيد من احتمالات انهيار الوضع الميداني بمجرد وقوع حادث أمني إضافي.
إطفاء كل أجهزة الإنذار
ويحمّل يسسخروف الحكومة الإسرائيلية جزءًا كبيرًا من مسؤولية التصعيد المتصاعد، إذ يرى أن حكومة اليمين بزعامة نتنياهو وبدعم بن غفير وسموتريتش تتجاهل عمداً ضعف السلطة الفلسطينية وتتعامل معه كأمر ثانوي.
وتظهر الحكومة – وفق الكاتب – لا مبالاة تجاه التحذيرات الأمنية، بينما تمنح عمليًا ضوءًا أخضر لاعتداءات المستوطنين عبر الامتناع عن مواجهة الإرهاب اليهودي في الضفة.
ويشير إلى أن الحكومة تدرك خطورة انهيار السلطة لكنها تتجنب أي خطوة جادة لدعمها خوفًا من ردود فعل جمهور اليمين، ما يجعلها تساهم بشكل مباشر في تسريع الانفجار بدلاً من منعه.
الاقتراب من الانتفاضة الثالثة
ويخلص يسسخروف إلى أن اجتماع العوامل الثلاثة: التدفق الواسع للسلاح الإيراني، وتآكل السلطة الفلسطينية، والسياسات الإسرائيلية التي تشجع التصعيد؛ يخلق وضعًا غير مسبوق يجعل الطريق إلى “انتفاضة ثالثة” أقصر من أي وقت مضى.
ويؤكد أن أي شرارة جديدة قد تدفع الضفة إلى انفجار لا يمكن السيطرة عليه، خاصة في ظل انتشار أسلحة متطورة وفقدان جهة فلسطينية قادرة على ضبط الشارع، بينما تقف الحكومة الإسرائيلية في موقع المتفرج وتواصل “ارتكاب الأخطاء التي تقترب بالمنطقة من الهاوية”.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=97192





