عبر غرفة عمليات مشتركة.. هكذا يعمل الاحتلال والسلطة ضد عرين الأسود
نابلس – الشاهد| كشف مصادر مقرب من مجموعة عرين الأسود في نابلس عن تفاصيل الخطة المشتركة التي يعمل عليها الاحتلال وأجهزة السلطة من أجل انهاء المجموعة وتصفيتها.
وذكر المصدر أن السلطة مارست ضغوطات كبيرة بحق عناصر المجموعة، حيث عملت بخط متواز تمامًا مع خط الاحتلال الإسرائيلي، وبالاتفاق التام مع سلطاته، على إنهاء ظاهرة العرين منذ اللحظة الأولى لظهورها".
وأكد أن السلطة انشأت غرفة عمليات خاصة، من مختلف الأجهزة الأمنية، يقودها عقيد متقاعد في جهاز المخابرات العامة، وظيفتها إنهاء عرين الأسود، وإخضاع عناصرها، منوها الى أن الاحتلال تكفل باغتيال "الثقات المخلصين" في قيادة المجموعة، لتترك المجال للسلطة تعمل على مدار الساعة بالضغط الشديد.
وأشار الى أن السلطة الفلسطينية "حاولت اجتثاث عرين الأسود عبر مجموعة من الخطوات التدريجية، وهو ما كانت تدركه قيادة المجموعة التي رفضت كل الإغراءات التي قدمت لها، لافتا إلى أن "قادة وعناصر من المجموعة كانوا لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية بهدف تحييدهم ودفعهم تسليم سلاحهم، بوسائل مختلفة".
وذكر المصدر بحسب ما نقلته وكالة قدس برس، أن أبرز تلك الوسائل تمثل في "الضغوطات عبر الاتصالات الهاتفية اليومية بهم، والاتصالات المتكررة على ذويهم وأقاربهم، إضافة إلى التهديد غير المباشر بأنهم على قائمة الاغتيالات الإسرائيلية".
وقال إن "هذا كان الأسلوب الأخطر الذي اتبعته السلطة، التي كانت تستغل كل حادثة اغتيال كان يتعرض لها أحد قادة العرين للضغط على الآخرين للقبول بالتسليم، بالتلميح تارة، وبالتهديد تارة أخرى، أن مصيرهم مشابه لمصير من قتلتهم (إسرائيل)".
وأضاف: "لقد وصل الأمر إلى الاتصال على مقاومين وإبلاغهم أن اسمائهم مدرجة في قائمة الاغتيالات التي وصلت الأجهزة الأمنية الفلسطينية من الاحتلال، عبر التنسيق الأمني، ما لم يقم بتسليم سلاحه".
وكشف عن أن هذا ما حدث بالفعل مع الشهيد وديع الحوح، موضحا أن "شخصيات أمنية فلسطينية رفيعة التقت بالحوح في البلدة القديمة بنابلس، بعد سويعات قليلة من اغتيال قوات الاحتلال للشهيد تامر كيلاني".
وتابع: "ساوموه (الحوح) على تسليم نفسه، مقابل منع الاحتلال من اغتياله، فكان رده الحرفي لهم: (أنا وهبت نفسي لله، ولا أخاف من الاحتلال.. اشربوا قهوتكم، ومع السلامة)".
يذكر أن مجموعات "عرين الأسود" أوضحت في بيان، فجر الخميس الماضي، موقفها من تسليم مطلوبين للاحتلال أنفسهم لأجهزة أمن السلطة الفلسطينية.
وأكدت أنها لم تطلب من أي جهة رسمية أو أمنية "مع كل التقدير" أن تتسلم أياً من مقاتليها، مضيفة أن "من يقوم بتسليم نفسه من المقاتلين؛ فهذا قراره وخياره، لا نناقشه به".
و"عرين الأسود" مجموعات فلسطينية مقاومة، نشطت في مدينة نابلس ومحيطها، ردًا على جرائم الاحتلال ومستوطنيه بحق الفلسطينيين وأراضيهم وممتلكاتهم، التي تتعرض لاعتداءات شبه يومية.
وكانت مصادر خاصة كشفت لـ"الشاهد" أن السلطة الفلسطينية ساومت قائد مجموعات عرين الأسود وديع الحوح قبل ساعات من اغتياله خلال اشتباك عنيف في حي العطوط بمدينة نابلس.
المصادر أكدت أن شخصيات أمنية في أجهزة السلطة جلست مع الحوح وقادة عرين الأسود في الحي خلال الساعات الماضية، وأعادت عليهم العرض السابق والذي يقضي بتسليمهم سلاحهم وأنفسهم لأجهزة السلطة مقابل دمجهم في الأجهزة الأمنية واستصدار عفو إسرائيلي لهم.
وأوضحت المصادر أن الحوح أبلغ الشخصيات التي جلست معهم، عدم طرح العرض مجدداً أمامهم، وأنهم لن يلقوا سلاحهم أو يسلموه.
وتتواصلُ جهودُ أجهزة والاحتلالِ معًا نحو إنهاء ظاهرة "عرين الأسود" سواءً بالاعتقالاتِ والملاحقة او بتجفيفِ منابع الدعم التي تمكنَهم من تعزيز مقاومتهم في ظل جرائم الاحتلال المتصاعدة بحق الشعب الفلسطيني.
وكشفَ مصدرٌ في السلطة لم يُفصح عن اسمه بأنّ أجهزة السلطة تمكنت من معرفة الآلية التي يتم بها تحويل المال لشراء السلاح لمجموعات "عرين الأسود".
ووصف المصدر بأن آلية تحويل الأموال "غير خاضعة للرقابة المشددة منذ 2007" كما يحدث مع المصارف ومحال الصرافة والتجار.
وفضَل المصدر خلال تصريحاته لـ "العربي الجديد" عدم الكشف عن الآلية المالية، لأنه عجز عن الاستماع لرد "مصعب اشتيه" ومقاومين آخرين أغلبيتهم من فتح بسبب اعتقالهم في سجن أريحا من قبل أجهزة السلطة والتي تتهمهم بمسؤوليتهم عن دعم مجموعات "عرين الأسود".
إضافةً إلى ذلك فإن المصدر لم يستطعْ الاستماع أيضًا لرد "الشركة" التي تم الادعاء باستخدام إحدى "خواص التحويل" لديها في دعم مجموعات "عرين الأسود".
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=10631