رغم فسادها وتورطها.. بلدية طولكرم تحمل سلطة الطاقة مسؤولية أزمة الكهرباء

رغم فسادها وتورطها.. بلدية طولكرم تحمل سلطة الطاقة مسؤولية أزمة الكهرباء

الضفة الغربية – الشاهد| يوماً بعد يوم تتفاقم مشكلة انقطاع التيار الكهرباء عن مدينة طولكرم، وسط حالة من السخط والتذمر لدى المواطنين، الذي اضطروا لاستخدام المولدات الكهربائية رغم خطورتها وصوتها المزعج وكلفتها العالية.

المشكلة التي ترجع إلى 12 عاماً، بسبب الفساد في بلدية طولكرم، وسرقة الكثير من أموال المشاريع التي كانت مرصودة للبنية التحتية والخدمية وفي مقدمتها الكهرباء، تنصل منها المجلس البلدي لطولكرم.

وحمل رئيس مجلسها البلدي محمد يعقوب صباح اليوم الجمعة سلطة الطاقة وحكومات فتح المتعاقبة مسؤولية المشكلة، لافتاً إلى أنهم تلقوا وعوداً بحل الأزمة في عام 2019 من خلال الانتهاء من بناء خط محطة صرة للتوليد الكهربائي الواقعة إلى الجنوب الغربي من مدينة نابلس، في حين أن الحلول كانت جزئية وليست بشكل جذري.

يعقوب أشراك الشركة القطرية الاسرائيلية في جزء كبير من المسؤولية لأنها المعيق الوحيد أمام حصول طولكرم على الطاقة اللازمة وفق زعمه، مشيراً إلى أن توفير القدرة الكافية هي مسؤولية سلطة الطاقة.

فساد إداري ومالي

وتحدث موظف سابق في بلدية طولكرم لـ "الشاهد" عن بعض الأسباب الرئيسية التي أدت بالبلدية إلى التدهور ما يسبب معاناة كبيرة وخسائر لطولكرم.

وأشار إلى اعتراف صريح من رئيس البلدية محمد يعقوب الذي قال في فبراير 2018 إن الواسطة والمحسوبية في كل مكان حتى في بلدية طولكرم التي تجاوزت مديونيتها 170 مليون شيكل.

وأكد الموظف للشاهد أن بلدية طولكرم تعاني من حالة فساد إداري ومالي وتسيب وغياب للمحاسبة والشفافية، ينعكس ذلك على جودة الخدمات المقدمة لأكثر من مائة ألف نسمة في المدينة.

ومنذ وفاة المرحوم حنون عام 1998، تعاقب على بلدية طولكرم العديد من المجالس لكنها عانت من تغول متنفذين في تنظيم فتح، اعتبروها منجما خاصا لجيبوهم، وموردا لتغطية مناسبات خاصة مثل تكاليف استقبال أسير محرر بآلاف الشواكل !!، ما أودى بالبلدية اليوم للغرق في ديون لا متناهية.

احتجاجات شعبية

هذا وشهدت المدينة تظاهرات كبيرة، قطع خلالها المتظاهرون الطرقات وأشعلوا الإطارات، فيما دعت فصائل العمل الوطني لاستمرار الاحتجاجات بهدف حل كل القضايا والتحديات التي تواجه طولكرم وعلى رأسها أزمة الكهرباء.

وحذرت فصائل العمل الوطني في مدينة طولكرم من أن المواطن الكرمي قد ضاق ذرعاً من استمرار رئاسة السلطة وحكومة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد اشتية تجاهل حل المشاكل التي تعاني منها المحافظة وفي مقدمتها مشكلة انقطاع التيار الكهربائي.

وقالت الفصائل إن مشكلة الكهربائي التي تعاني منها المحافظة منذ سنوات طويلة، ولم يتم حل تلك المشكلة على الرغم من وعودات حكومة اشتية، وسلطة الطاقة، ناهيك عن تجاهل رئاسة السلطة التي تم مخاطبتها أكثر من مرة.

وهددت الفصائل الفلسطينية: "إذا لم تحل المشاكل الخدمية سنلجأ إلى العصيان المدني وإغلاق الشوارع"، مضيفةً: "تريدون منا أن نلجأ إلى الاحتلال لنأخذ الكهرباء.. فشرتم لن نكون جزءاً من شبكة كهرباء الشمال".

طفح الكيل

هذا وأعلن رئيس الغرفة التجارية في محافظة طولكرم إبراهيم أبو حسيب أن مشكلة الكهرباء التي تعاني منها المحافظة منذ سنوات وصلت إلى حد لا يطاق وأثرت على جميع مناحي الحياة.

وقال حسيب في تصريحات إذاعية منتصف الشهر الماضي: "من حق المواطن في طولكرم أن يتزود بالكهربائي كأي مواطن آخر، ونسعى مع الجهات الشريكة للضغط في سبيل حل هذه المشكلة العالقة منذ سنوات والتي أثرت بشكل كبير على الاستثمارات القائمة أو الجديدة في المحافظة".

وأضاف: "لقد طفح الكيل ولن نسكت بعد الآن على المشكلة"، محملاً حكومة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد اشتية المسئولية عن المشكلة خصوصاً وأن ما تم تزويده من أمبيرات للمحافظة لم يكن كافياً ولا يفي باحتياجات المواطنين.

وأوضح أبو حسيب أنه وبسبب مشكلة التيار الكهربائي تضطر بلدية طولكرم إلى قطع إنارة الشوارع ليلاً للتخفيف من ضغط الأحمال الزائدة على الكهرباء ما يؤثر على حركة المواطنين وتسوقهم في الوقت الذي من المفترض أن تشهد فيه الأسواق حركة نشطة للمواطنين.

وعود اشتية الكاذبة

هذا وأكد نائب رئيس بلدية طولكرم المستقيل سهيل سلمان، أن حكومة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد اشتية تعاملت باستخفاف وتجاهل لمعاناة المواطنين مع أزمة الكهرباء في المحافظة.

وذكر في تصريح صحفي، أن هذا السلوك من حكومة اشتية هو ما دفعه لتقديم استقالته من منصبه، مشيرا الى أن الازمة تتفاقم يوميا والحكومة فقط تعطي وعودات متكررة دون أن تنفذ منها شيئا حتى أصبحت طولكرم تعيش في ظلام دامس.

مكيف واحد

أثارت تصريحات رئيس سلطة الطاقة ظافر ملحم حول أزمة الكهرباء التي تعاني منها محافظة طولكرم، حالة من الغضب الممزوج ببعض السخرية من قبل المواطنين الذين ضاقوا ذرعاً من مبررات حكومة اشتية وسلطة الطاقة غير المقنعة.

وقال ملحم في تصريحات صحفية يوم أمس الخميس: "المشكلة بسبب زيادة الأحمال وعدد المشتركين أكبر من الحمل الموجود خاصة في ظل موجة الحر"، مضيفاً: " فلتقوم كل عائلة بتشغيل مكيف واحد في المنزل بدل من مكيفات في كل غرفة حتى نجتاز هذه المرحلة".

واستطرد: النيران خرجت من الأبراج بسبب الأحمال الزائدة من قبل المواطنين، ويجب عليهم ترشيد استهلاك الطاقة".

إغلاق