الحملة الأمنية للسلطة في جنين.. توجيه وإشراف إسرائيلي من الغرف المغلقة
الضفة الغربية – الشاهد | تعيش الأوساط الأمنية الإسرائيلية حالة من القلق بسبب النشاط الملحوظ في صفوف المقاومة في جنين ومخيمها، ما دفعها إلى الطلب من أجهزة السلطة مواجهة ذلك النشاط والقيام بعملية إنهاء له، خوفاً من بدء عناصر المقاومة البدء في نشاط ضد الاحتلال وقطعان مستوطنيه.
ومنذ مطلع نوفمبر الجاري، بدأت السلطة بتحريك أجهزتها في جنين كجزء من استعدادها لإعادة السيطرة على المدينة ومخيمها، بعد أيام من زيارة سرّية أجراها رئيس الشاباك الجديد "رونين بار"، إلى المقاطعة في رام الله، والتي التقى خلالها رئيس السلطة وزعيم حركة فتح محمود عباس.
وتأكيداً لما نشره موقع الشاهد في عدة تقارير، نقلت صحيفة "الأخبار اللبنانية" عن مصادر في السلطة اليوم الخميس قولها " إن رئيس السلطة وزعيم حركة فتح محمود عباس أقر خطّة عُرضت عليه من قبل الأجهزة الأمنية، وبإشراف رئيس جهاز المخابرات اللواء ماجد فرج، وعضو اللجنة المركزية فتح حسين الشيخ، لإيقاف مسار تنامي قوة المقاومة في جنين".
ودخلت القوات الفلسطينية، في العشرين من الشهر الحالي، للمرة الأولى وبشكل علني منذ سنوات، إلى المخيم، وهو ما قاد إلى مواجهة نارية بين الأمن والشبان، الذين رشقوا الدوريات الأمنية التابعة للسلطة بالحجارة، في حين أطلقت هذه الأخيرة الرصاص والقنابل المسيّلة للدموع عليهم، متسببة بوقوع إصابة بالرصاص الحي وعشرات حالات الاختناق.
وأفادت المصادر بأن مسؤولين بالسلطة عقدوا لقاءات مكثّفة مع مسؤولين أمنيين إسرائيليين، للتباحث في إيجاد حل لهذا الوضع، ولا سيما بعد حادثة "نفق الحرية" ووصول أسيرَين إلى مخيّم جنين، وتزايد المظاهر المسلّحة في العروض والمؤتمرات العسكرية.
وخلال تلك النقاشات، برز اعتراض على تنفيذ قوات الاحتلال عملية جديدة في المدينة، بالنظر إلى أن خياراً مثل هذا سيؤدّي إلى تفجُّر الوضع في مختلف مناطق الضفّة، كما سيسبّب إحراجاً للسلطة، وقد يجرّ إلى مواجهة عسكرية مع قطاع غزة.
وخلصت اللقاءات إلى إيكال المهمّة إلى السلطة وأجهزتها، التي سارعت إلى نقل تعزيزات عسكرية إلى جنين، في أعقاب ظهور عدد كبير من المسلحين من كتائب القسام أثناء تشييع القيادي في حركة حماس ووزير الأسرى السابق وصفي قبها.
بدورها أكدت المصادر أن ظاهرة المطاردين والمطلوبين لجيش الاحتلال خلال العام الجاري، تنامت هذا العام، في مشهدٍ لافت لم تعشه الضفة منذ سنوات طويلة.
وتقول المصادر لـ"الأخبار" إن أجهزة السلطة ستواظب على دخول المخيم، فيما يُتوقع أن تستمر العملية العسكرية أسابيع عدّة، "بهدف اعتقال المسلّحين، ومصادرة الأسلحة التي في يد عناصر المقاومة، وإعادة الهدوء إلى المدينة، ومنع انطلاق عمليات ضدّ قوات الاحتلال من المخيّم".
وعبر الاحتلال عن صدمته من إعادة المقاومة تشكيل خلاياها في جنين، وخاصة في المخيم، كما استشاط عباس غضبا من المشاركة الواسعة للمسلحين والمواطنين في جنازة تشييع القيادي في حماس وصفي قبها في المخيم.
وكانت القناة 12 العبرية، كشفت عن أن جنازة وزير الأسرى السابق والقيادي في حركة حماس وصفي قبها في جنين، قبل أيام أغضب رئيس السلطة وزعيم حركة فتح محمود عباس.
وأوضحت القناة أن ما حدث في الجنازة أذهل عباس وجهاز الأمن الإسرائيلي وذلك بعد ظهور مسلحين ملثمين من حركة حماس في الجنازة دون خوف من السلطة أو جيش الاحتلال، ناهيك عن الحشود الضخمة من عناصر حماس التي شاركت في الجنازة.
وأشارت إلى أن ما جرى دفع عباس لإعفاء قادة بعض الأجهزة الأمنية من مناصبهم ونقل آخرين من أماكنهم، فيما كشفت مصادر خاصة لموقع الشاهد أن قرار رئيس السلطة محمود عباس بإجراء حملة تنقلات وإعفاءات لقادة الأجهزة الأمنية في جنين، جاء بطلب من الاحتلال على خلفية "ضعف القبضة الأمنية في المحافظة وتنامي المظاهر المسلحة".
ولفتت المصادر الى أن الاحتلال يخشى من تنامي المقاومة المسلحة في جنين بشكل كبير.
يأتي ذلك فيما فشل الاحتلال في القضاء على المقاومة في المخيم، واصطدم معها عدة مرات مؤخرا، وأعلن تفكيك شبكة مسلحين لحركة حماس.
كما فككت الأجهزة الأمنية شبكة مقاومة مماثلة لحركة الجهاد الإسلامي، في إطار التنسيق الأمني مع الاحتلال. وشنت قوات الاحتلال والسلطة بشكل متناغم حملة واسعة على تجار السلاح، خشية وصول السلاح للمقاومين.
وشهد مخيم جنين، اندلاع مواجهات واسعة عقب اقتحام وحدات من أجهزة السلطة مخيم جنين، حيث أصيب شاب واعتقل آخر.
وذكرت مصادر محلية أن عناصر أجهزة السلطة انتشروا في محيط المخيم بلباس مدني قبل أن يتطور الوضع إلى مواجهات واشتباكات مسلحة بين مسلحين من المخيم وقوى الأمن التي حضرت بأعداد كبيرة، بينما ذكرت بعض المصادر أن الاقتحام كان يهدف لاعتقال أحد عناصر حماس ويدعى سامي الرخ.
وبحسب مواطنين فقد رشق عشرات الشبان أيضا دوريات الأمن بالحجارة والتي أطلقت القنابل المسيلة للدموع. وأفاد شهود عيان أن أجهزة السلطة حاصرت منزل شامي الشامي النائب بالمجلس التشريعي والقيادي في تيار محمد دحلان.
وشهدت جنين ومخيمها عدة حوادث امنية تمثلت في اشتباكات مسلحة بين المسلحين وتلك الأجهزة، حيث يأتي هذا الحادث تكرارا لحوادث مماثلة خلال الايام الماضية وسط توتر كبير تعيشه المدينة والمخيم بسبب قام أجهزة السلطة بشن حملة اعتقالات واسعة ضد النشطاء والمطاردين.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=5880