ماذا يخطط للضفة الغربية ؟

ماذا يخطط للضفة الغربية ؟

حسان محمود – الشاهد| تفاجأ المواطنون في الضفة الغربية بقرار إنشاء مستشفيات ميدانية أردنية في محافظات الضفة الغربية دون سابق إنذار أو إعلان مسبق منطلقاً من مدينة نابلس، وهو ما أثار تساؤلات وتخوفات لدى المجتمع، في ظل التعتيم الإعلامي وتنسيق الموضوع بين الأردن والأجهزة الأمنية ورئيس بلدية نابلس دون معرفة باقي أعضاء المجلس البلدي.

ما أثار القضية البدء بتجهيز أحد هذه المستشفيات في مدينة نابلس داخل منتزه جمال عبد الناصر، مع العلم أن مدينة نابلس تحتوي 6 مستشفيات منها مستشفى جامعي، وتستقبل تحويلات من جميع محافظات الوطن.

وما زاد من ضبابية الموقف تصريح رئيس البلدية أن اختيار الموقع لم يكن من البلدية صاحبة المعرفة الحقيقية باحتياجات المدينة وأفضل الأماكن التي تلبي النقص في خدمات القطاع الصحي وتأثير وجود مستشفى في تلك المنطقة على البنية التحتية وحركة المرور، وإنما كان الاختيار من قبل الأجهزة الأمنية بالتنسيق مع الجانبين الإسرائيلي والأردني.

الضبابية التي لفت بدء انشاء المشفى في نابلس فتحت الباب للتكهنات على مصراعيه، وبدأ المواطنون بوضع سيناريوهات سوداوية للمرحلة القادمة، مع أن رئيس البلدية في نفس التصريح أعلن أن الهدف هو دعم الشعب الفلسطيني وليس هناك ما يدعو للقلق.

كما أن واقع المشفى الميداني في غزة والذي رفض استقبال الجرحى والنازحين وما تبعه من بناء شيك عازل لمنع أي من المواطنين للدخول للمستشفى الميداني، ورفض استقبال الجرحى، يضع الكثير من علامات التساؤل حول طبيعة ومهمة هذه المستشفيات الميدانية.

وفي ظل الوضع المنهار تمام للقطاع الصحي في غزة وانعدام الأماكن الآمنة للمواطنين تخلى المستشفى الميداني الاردني عن واجبه المهني قبل الإنساني.

وقد توقع العديد من المحللين السياسيين أن خطوة الاحتلال القادمة هي التصعيد في الضفة الغربية من خلال إطلاق أيدي المستوطنين للتنكيل بالفلسطينيين وتهجير العديد من القرى الفلسطينية المحاذية للمستوطنات في مدن الضفة الغربية لربط تلك المستوطنات وتحويلها لمدن كبيرة متصلة مع بعضها البعض من الشمال للوسط للجنوب، وهو ما استقرأته المخابرات الأردنية، في ظل عجز السلطة الفلسطينية عن التأثير أو الدفاع عن المدن والقرى الفلسطينية، أو حتى السيطرة الفعلية على مجريات الأحداث في الضفة الغربية، وفي مناطق الاحتكاك خاصة في القرى الفلسطينية، وهو ما يعني إطلاق أيدي المستوطنين لشن هجمات دامية ضد الفلسطينيين بحماية الجيش الصهيوني، مما سيخلف ضحايا كثر.

ويأتي سعي الأردن لاستباق الأحداث بإنشاء مستشفيات ميدانية لاستشعارها الخطر الكبير وخشيتها من سياسة ترحيل الفلسطينيين للأردن، وهو ما أعلنته الحكومة بتصريح رسمي خلال الفترة الماضية وما اكدت عليه في القمة العربية التي عقدت في الرياض قبل أيام، والتي أكدت على رفض الأردن المطلق لمبدا تهجير الفلسطينيين للأردن كما حدث في النكبة والنكسة.

ومن الجدير بالذكر أن الأطراف المعنية لم تصدر أي تصريح بخصوص هذه المستشفيات وهو ما يؤكد على أن هذه المستشفيات لا تأتي ضمن سياقات طبيعية كما تم الإعلان عنه، وهو ما يفتح الباب أمام تساؤلات عديدة منها:

ما هو موقف السلطة من المخططات الصهيونية التي يتم وضعها للضفة الغربية؟

وما دور الأجهزة الأمنية الفلسطينية في حماية المواطنين الفلسطينيين؟

وهل ستنخرط الأجهزة الأمنية في الدفاع عن المدن والقرى الفلسطينية أم ستبقى مختبئة في مقراتها كما تفعل عادة؟

إغلاق