كتب د. أحمد الأشقر: لا أحد يستقيل في هذا البلد

كتب د. أحمد الأشقر: لا أحد يستقيل في هذا البلد

الضفة الغربية – الشاهد| كتب د. أحمد الأشقر: شاع خبر قبول استقالة عيسى أبو شرار، هذا الذي جلبته السلطة التنفيذية وجلس على أنقاض السلطة القضائية التي تم حلّها بعد حلّ المجلس التشريعي قبلها.

أبو شرار الذي عدّل قانون السلطة القضائية على مقاسه بقي له من ولايته المقررة بموجب هذا التعديل المشين ما يناهز سنتين، تمسك بها حتى آخر لحظة على أمل أن يبلغ التسعين من العمر في الوظيفة العامة، بينما نفّذ بيديه رغبة السلطة التنفيذية بإحالة الشباب المعارض من القضاة وهم من جيل أحفاده للتقاعد.

لكن الذي جاء بإرادة السلطة التنفيذية للسيطرة على القضاء وهدمه عليه أن يقبل أن يرحل بذات الأداة، وبذات المبرر، وهو الإصلاح المزعوم، أبو شرار (المستقيل) المقال لم يستقل، السلطة التنفيذية ذاتها قالت على لسان رئيس حكومتها أنها ستصلح المنظومة القضائية قبل أسابيع.

لن ينبس زعيم الاصلاح القضائي ببنت شفة حينها كطفل مطيع، وها هي السلطة التنفيذية الآن تشرع في ذلك، وأولى الذبائح هي ابنها الوفي الأمين الذي حطّم قطاع العدالة، وحارب المحامين بغية تركيعهم.

الأداة تتلف، وينتهي دورها، وفي هذا البلد، لا أحد يستقيل، بل ينتهي دوره بوسام وصورة وداع، في هذا البلد، تأتي بقرار، وترحل بأقل منه، إما بتلفون صغير، أو بقبول استقالة مسبقة خطتها يداك.

إغلاق