مصعب اشتية يُتم عامه الثاني في غياهب جب السلطة بطلب إسرائيلي
نابلس– الشاهد| أتم المطارد مصعب اشتية يوم الخميس؛ عامين كاملين في سجون أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، بعدما اختطفته مجموعة من زعرانها في 19 سبتمبر 2022، من وسط مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة، برفقة المقاوم عميد اطبيلة.
اشتية الذي يعتبر أبرز الشخصيات المطلوبة لجيش الاحتلال في نابلس ينتمي لكتائب القسام، ويتهمه جيش الاحتلال بتشكيل مجموعات عرين الأسود وتوفير الدعم المالي واللوجستي لها.
جيش الاحتلال فشل أكثر من مرة بمحاولات اغتيال اشتية أو اختطافه، فيما نجحت أجهزة السلطة التي نصبت له كمينا قرب كلية الروضة بالمدينة، إذ فوجئوا بمسلحين بزي مدني يحاصرون السيارة ويطلبون ممن بداخلها تسليم أنفسهم.
صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية كشفت آنذاك عن أن اعتقال أجهزة السلطة للمطارد مصعب اشتية من نابلس جاء بطلب إسرائيلي.
وتوضح الصحيفة أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية طلب من السلطة زيادة ملاحقتها للمقاومين في نابلس وجنين جراء استمرار تصاعد المقاومة في المدينتين.
اشتية والذي تنقل بين سجون عدة لأجهزة السلطة تعرض لتعذيب قاسٍ، ورفضت نيابة السلطة مرارا الإفراج عنه رغم قرارات المحاكم، فيما خاض إضرابات عن الطعام جراء استمرار تعذيبه وسوء المعاملة له.
تعذيب بشع
المحامي مصطفى شتات يرى في رفض النيابة مرات عدة تنفيذ قرارات المحاكم أمرا مستهجنا ومستغربا.
ويقول شتات في تصريح: “إن ما يحدث مع اشتية مخالفة وانتهاك جسيم لمبدأ سيادة القانون وإلزامية نفاذ القرارات القضائية، إذ رفضت النيابة الإفراج عنه”.
ويشير إلى أته “لا توجد مبررات لاستمرار توقيفه بناء على اتهامات له بأنشطة ذات علاقة بمقاومة الاحتلال إن قام بها فعلا، لأنها حق مشروع في القانون الدولي ولا تتعارض مع القانون الفلسطيني”.
وينحدر اشتية (31 عاما) من قرية سالم شرق مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية، ويعاني من أمراض عدة، منها ضعف عضلة القلب وفرط نشاط في الغدة الدرقية.
تدهورت حالته الصحية مؤخرا عقب اعتقال الاحتلال شقيقيه أنس وخالد، ومداهمته منزلهم مرارا، وتفتيشه بشكل عنيف والاعتداء على ذويه مرات عدة، وإجراء تحقيقات ميدانية معهم لمعرفة مكانه.
والده كشف في وقت سابق عن أن نجله أصيب بجلطة في يده اليمنى بسبب وضعه الصحي واستمرار تعذيبه واحتجازه في سجون السلطة.
تحقيق “خارج الحسابات” الذي عرضته قناة الجزيرة ضمن برنامج ما خفي أعظم كشف قبل أشهر عن رسالة مسربة من “اشتية”، اشتكى فيها من ظروف التحقيق وتدهور حالته الصحية، وطالب بسرعة الإفراج عنه.
قمع الشعب
مواصلة اعتقال مصعب يعيد إلى الأذهان قمع أجهزة السلطة المواطنين الذين خرجوا في اليوم التالي لاختطاف اشتية وأصابت عدد منهم على دوار الشهداء وسط نابلس.
واستخدمت في حينه الرصاص الحي والقنابل المسيل للدموع في قمع المتظاهرين، فيما رد المتظاهرين برشق أجهزة السلطة بالحجارة والزجاجات الفارغة.
وهتف الشبان بشعارات مناوئة للسلطة ومن ضمنها “قولوا لكلاب الشاباك جاي جاي الاشتباك”، “ويا مصعب يا ابن اشتية احنا رجالك يا خيه”.
تخطيط للجريمة
وثيقة صادرة عن محافظ نابلس السابق اللواء إبراهيم رمضان أظهرت أنه هو من أعطى الأوامر لمنسق العمليات المركزية لأجهزة السلطة خالد أبو اليمن لاختطاف المطارد مصعب اشتية.
وجاء في الوثيقة الصادرة بتاريخ 19 سبتمبر 2022، وتحمل توقيع رمضان: “بناءً على الصلاحيات المخولة لنا قانوناً وتحقيقاً للمصلحة العامة وحفاظاً على الأمن والنظام العام يتم توقيف المواطن مصعب عاكف جيل اشتية، وذلك اعتباراً من تاريخ 19 سبتمبر ولغاية 26 سبتمبر 2022”.
الوثيقة تؤكد حديث عائلة مصعب اشتية والتي تقول إن ابنها تعرض لكمين ومحاصرة من أجهزة السلطة وسط نابلس، في المقابل كذبت الوثيقة إشاعات مناصرو السلطة وحركة فتح أن اشتية سلم نفسه.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=75807