عن معبر اللاكرامة وحكومة ال Vip
رام الله – الشاهد| كتب د. أحمد الأشقر: رئيس الحكومة الفلسطينية لا يكترث لعذابات شعبه على جسر الكرامة الذي ليس له من اسمه نصيب، منذ أسابيع، نساء واطفال وكبار في السن ومرضى يبيتون في العراء لساعات طويلة بانتظار العودة إلى بيوتهم، الآلاف يتدافعون بشكل مهين للعبور إلى معبر لا يفتح أبوابه إلا نصف نهار، ويغلق أبوابه فعلياً أغلب ساعات الأسبوع.
وللأمانة، ربما يكون رئيس الحكومة و وزرائه لا يعلمون بذلك لأنهم يسافرون عبر (Vip) أو عبر تنسيق خاص.
المواطن الفلسطيني الذي يدفع (أتاوة) تسمى ضريبة المغادرة ليس في صلب اهتمام الحكومة، كرامة الناس لا تعني لها شيئاً، وهذا نتيجة طبيعية لحكومة غير منتخبة ولا تخضع للمساءلة البرلمانية.
سيقول البعض أن الحكومة لا تملك من أمرها شيئاً، وسأقول أنها تملك لو أرادت الضغط بشتى الطرق لتمديد ساعات العمل وتنظيمه، وإذا كانت لا تستطيع فلماذا يدفع شعبنا أتاوة المغادرة ورواتب آلاف الموظفين.
لاأعتقد أن الجانب الأردني سيمانع في ذلك لأن تدفق المسافرين أمر يهمه، وأعتقد أن الاحتلال كذلك لأنه ياخذ نصيبه من أتاوة المغادرة وربما يتجاوب مع الضغط من قبل الشؤون المدنية وحتى ضغط من قبل وكالات الأمم المتحدة، سيما أن هذا الأمر لن يكلفه كثيراً.
نحن نعرف أن الحكومة لا تستطيع تشييد مطار، ولا نطالب بذلك، لاننا نعرف الحقيقة المرة، لكن على الأقل، تحركوا يا رجال حكومة، وانزلوا لو قليلاً من سيارات ال Vip لتروا النساء والأطفال والشيوخ والمرضى.
أعلم أن هذا الأمر ليس مهماً بالمقارنة مع ما يحدث لشعبنا في كل مكان من تقتيل وهدم وسجن، لكن هذا جزء مسكوت عنه من معاناة شعبنا، وجزء من مشكلة غياب الرقابة البرلمانية والمحاسبة، وجزء من حالة الانفصام في الشخصية التي يعانيها النظام السياسي الفلسطيني برمته.
على رئيس الحكومة أن يتحرك، وإلا فليستقيل، هو وحكومته، وبذلك يوفر على شعبنا مصاريف ال (Vip) على الأقل.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=83047