رمضان ليس استثناء.. السلطة تنزع “روح” خطب الجمعة من مساجد الضفة

رمضان ليس استثناء.. السلطة تنزع “روح” خطب الجمعة من مساجد الضفة

رام الله – الشاهد| يثير نمط خطب الجمعة السائد في الضفة الغربية المحتلة تزامنًا مع حرب الإبادة الإسرائيلية غضبًا واسعًا في الشارع الفلسطيني، الذي لم يعد يطيق نهج السلطة الفلسطينية في سلب روحها أسبوعيًا.

“ورد عن السلف: من رحل إلى بلد تراق فيها دماء الموحدين وتكلم في الصوم والصلاة فهو خائن لله ورسوله”.. بهذه الكلمات علق الأكاديمي عامر القبج على خطبة الجمعة في مسجده بمدينة نابلس شمالًا.

انتقاد القبج في حسابه بموقع “فيسبوك” كان مثار حديث الشارع الذي استهجن تنكر خطب الجمعة لأحداث الضفة الغربية وقطاع غزة، متسائلًا: “هل هذه خطب أم مراسيم وزارية”.

وتثير الخطب المكتوبة التي توزعها الأوقاف على أئمة المساجد وتلزمهم بها تحت طائلة المسئولية الكثير من الانتقاد في الضفة.

وتصاحب تلك الخطب اتهامات بالانسلاخ عن الواقع، وتعبيرها عن توجهات السلطة الفلسطينية، وتزداد وتيرتها في الأحداث الساخنة كأحداث الحرب على غزة وشمالي الضفة الغربية التي أسفرت عن 200 ألف شهيد وجريح.

خطة الهباش

يذكر أن وزير أوقاف السلطة السابق محمود الهباش أصدر بأيلول 2011 قرارًا بتوحيد خطبة الجمعة، إذ تصدر مكتوبة عن الوزارة وتعمم على الأئمة للالتزام بها ما يجعل موضوع خطبة الجمعة واحدًا في كل مساجد الضفة الغربية.

واللافت أن وزارة الأوقاف تنشر نص خطبة الجمعة المقبلة أول الأسبوع أي قبل أسبوع من موعدها على صفحتها في “فيس بوك”، ما يجعل المواطن المتابع يعرفها قبل الذهاب إلى المسجد، ما يخلق تساؤلات عند كثيرين عن أهمية حضورها.

أستاذ القانون في الجامعة العربية الأمريكية في جنين أحمد أبو زينة يشارك القبج رأيه بتدوين ملاحظات عدة على خطبة الجمعة التي حضرها وانتقدها.

ولا تعتبر هذه الأنماط من خطب الجمعة في ذروة أحداث الضفة وغزة استثناءً لمسجد دون آخر، فقد كانت السمة الغالبة في مساجد الضفة.

تحييد المساجد

النائب فتحي القرعاوي يؤكد أن السلطة تسعى إلى تحييد المساجد عن أي صوت يعارض نهجها، مضيفًا: “السلطة أمنت المساجد وعمدت إما إلى إقالة الأئمة القدماء والمعروفين أو إحالتهم إلى التقاعد”.

ويوضح القرعاوي في تصريح أن السلطة عينت بدلا عنهم أئمة جدد لا يوجد لدى معظمهم الحد الأدنى من العلم الشرعي فضلًا عن عدم الخبرة في الخطابة والتدريس برواتب مقطوعة ومتدنية، “ومن هنا فإن هؤلاء لديهم الاستعداد لخطابة كل ما يملى عليهم من الوزارة المحكومة بسياسة السلطة”.

ويقول إن سياسة السلطة من خلال المساجد والأئمة الجدد الذين عُينوا تسعى لترويج فكرها ووجهة نظرها، وهذا بحد ذاته مشكلة المشاكل لأن السلطة وجدت منهم من يسمع ويطيع ويلتزم بأي تعميم أو توجيه يصله من جهاتها العليا.

إغلاق