من الأردن إلى لبنان والكويت.. هكذا تسببت فتح بمصائب فادحة للشعب الفلسطيني

من الأردن إلى لبنان والكويت.. هكذا تسببت فتح بمصائب فادحة للشعب الفلسطيني

رام الله – الشاهد| لم تكن مسيرة حركة فتح التي انطلقت في غرة العام 1965 سوى مراحل تقلب سياسي كان عنوانها التخبط في مسار التحرير، الذي بدأ كشعار جذاب ثم انتهى به الأمر الى مشروع يخدم أمن الاحتلال.

لكن العمل وفق عقيدة أمنية تحمي الاحتلال لم يكن المصيبة الوحيدة التي ارتكبتها فتح، بل توسعت في ارتكاب الموبقات السياسية التي دفع الشعب الفلسطيني ثمنها باهظاً

ولعل سلوكها داخل الدول العربية التي استضافتها في كل مراحل عملها السياسي كان مؤشراً على الخسارات التي لحقت بالشعب الفلسطيني، جراء الفساد والزعرنة التي عنونت بها فتح سلوكها

ومنذ أن أدى الانتصار الفلسطيني الأردني المشترك في معركة الكرامة في عام 1968 إلى زيادة الدعم العربي للمقاتلين الفلسطينيين في الأردن. نمت قوة منظمة التحرير في الأردن.

وبحلول عام 1970، بدأت علنا المطالبة بالإطاحة بالملكية الهاشمية. مع عملها كدولة داخل الدولة تجاهل بعض الفدائيين القوانين واللوائح المحلية، وحاولوا اغتيال الملك حسين مرتين — مما أدى إلى مواجهات عنيفة بينها وبين الجيش الأردني في يونيو 1970.

وفي 17 سبتمبر من ذات العام، حاصر الجيش الأردني المدن التي تتواجد بها منظمة التحرير بما في ذلك عمان وإربد وبدأ قصف الفدائيين الذين تمركزوا في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بالمدفعية الثقيلة ومدفعية الدبابات.

وفي يناير/ 1971 تم طرد عناصر المنظمة وحركة فتح من المدن الواحدة تلو الأخرى، وسمح الأردن لهم بالتوجه إلى لبنان عبر سوريا

ولم تتوقف مصائب فتح عند ما فعلته في الاردن، بل اشتركت فيما في الحرب الأهلية اللبنانية، حيث كانت الحرب مدمّرة بشكل هائل، سواء من حيث الضحايا في الأرواح أو الخسائر في الممتلكات أو من حيث تمزيق نسيج لبنان السياسيّ، الممزّق أصلاً بفعل الحرب الأهليّة.

وأسفرت الحرب عن احتلال إسرائيليّ أجزاء من جنوب لبنان استمر حتى سنة 2000، محقّقة نكسة كبرى لمنظّمة التحرير الفلسطينيّة وزعيمها ياسر عرفات ، الذي اضطر إلى مغادرة لبنان وإنشاء مقر جديد لمنظمته في تونس.

ومن بين أسوأ لحظات الحرب بروزاً وتميّزاً مجزرة صبرا وشاتيلا المشينة، التي قام خلالها مقاتلو قوات الكتائب اللبنانية “القوات اللبنانية ” الذين تدعمهم إسرائيل، بقتل ما يزيد على ثلاثة آلاف من المدنيّين الفلسطينيّين، وذلك بعد انقياد فتح لخديعة إخلاء لبنان وترك المخيمات دون حماية.

ولم تكد تمر بضع سنين على كارثة لبنان ، حتى تسبب زعيم حركة فتح ياسر عرفات في مصيبة جديدة، أدت لترحيل عشرات آلاف الفلسطينيين من الكويت بسبب تأييد غزو الرئيس الراحل صدام حسين لها.

وكانت التداعيات كارثية جدا، على القضية والشعب والحركة الوطنية. وتمثل كل ذلك في انحسار الالتفاف العربي من حول قضية فلسطين، وإزاحتها من سلم الأولويات العربية، أو من مكانتها المركزية.

كما أدت لإضعاف التفاعل العربي مع الانتفاضة الفلسطينية الشعبية الأولة، إضافة إلى الكارثة المتمثلة في خروج أغلبية الفلسطينيين من الكويت، إبان الغزو وبعده، والذين كان أغلبهم يشكلون سندا لأهاليهم في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

هذه المحطات المؤلمة من تاريخ الشعب الفلسطيني والتي تسبب لها حركة فتح وقيادتها، تركت أثراً عميقاً في الجسد الفلسطيني، والذي لا يزال يعاني ويلاتها في الاردن ولبنان والكويت حتى هذه اللحظة.

إغلاق